نظم عدد من الفلسطينيين، مساء الأحد، وقفة على دوار المنارة وسط رام الله وسط الضفة الغربية، رفضاً للقاء وزراء عرب مع نظيريهم الأميركي والإسرائيلي في النقب الفلسطيني المحتل عام 1948، معتبرين أنها طعنة للتضحيات الفلسطينية.
وأكد المتظاهرون عدم ترحيبهم بزيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن للرئيس محمود عباس بمدينة رام الله، رافعين لافتات تنادي بإسقاط "أنظمة التطبيع" وتنادي بالمقاطعة.
وقال عضو التحالف الشعبي للتغيير عمر عساف في كلمة عن المشاركين: "الشعب الفلسطيني يرفض مثل هذه اللقاءات، ويعتبرها طعنة في ظهر التضحية وفي ظهر شهدائنا، وخيانة لكل الشهداء والدماء التي سالت لأجل شعبنا، لا بد أن نؤكد أن بلينكن الذي يجيء لرعاية هذه اللقاءات هو شخص غير مرحب به في الأرض الفلسطينية، لأنه يريد أن يرعى الجرائم بحق شعبنا، ويقدم الدعم للاحتلال ويضغط على السلطة من أجل أن تتخذ موقفاً مؤيداً للسياسة الأميركية في ما يجري في أوكرانيا وروسيا".
وشدد عساف في حديث لـ"العربي الجديد"، على أن لقاء وزراء خارجية مصر والإمارات والبحرين والمغرب بنظيريهم في أميركا وإسرائيل، تضع تلك الأنظمة في خدمة مشاريع الاحتلال، مشبهاً اللقاء السداسي بزوايا نجمة داود الستة، وكأنه التحام في البحث عن عدو وهمي، والتنصل من أي التزامات تجاه القضية الفلسطينية.
وحول استقبال عباس لبلينكن، قال عساف: "ربما نحن مسرورون بأن الرئيس عباس ليس معهم هناك، وأعتقد أن بلينكن غير مرحب به في الأرض الفلسطينية، فهو يجيء للضغط على الرئيس عباس، ولا يحضر شيئاً سوى المزيد من الدعم للاحتلال والدمار".
وطالب عساف، السلطة الفلسطينية بالرهان على الشعوب العربية الداعمة للقضية الفلسطينية، وأن يكون الموقف الفلسطيني موحدا على قاعدة التمسك بالحقوق والمقاومة ورفض التطبيع ومناهضته.
وفي السياق، قال اللواء المتقاعد والناشط في المقاومة الشعبية يوسف شرقاوي لـ"العربي الجديد": "إنه لولا التطبيع الفلسطيني والتنسيق الأمني والاعتراف بالاحتلال لما تجرأت العواصم العربية بالإقدام على التطبيع".
واعتبر أن عباس أصبح خارج التاريخ ومن الماضي وإلا لرفض الالتقاء ببلينكن، الذي يقوم بدور إقليمي لتكون القضية الفلسطينية "مسخاً"، حسب تعبيره.
أما منسق حركة مقاطعة إسرائيل وفرض العقوبات عليها، محمود نواجعة فاعتبر في حديث مع "العربي الجديد"، أن خطورة قمة النقب بأنها تأتي في سياق تجاوز أنظمة عربية للتطبيع وتورطها بشكل واسع في انتهاكات الاحتلال لحقوق الشعب الفلسطيني.
واعتبر نواجعة تلك الأنظمة أنها أصبحت جزءاً من جريمة التطهير العرقي الممنهج، لتتحول إلى تحالفات عسكرية مع نظام الاحتلال والاستعمار، وتوفير الحماية له كما حصل في قضية عضوية إسرائيل في الاتحاد الأفريقي ودور المغرب الضاغط لذلك، مشددًا على "خطورة ما يحدث الآن، وأنه تساوق واضح مع التطهير العرقي في النقب".
واستقبل الرئيس الفلسطيني عباس، مساء اليوم الأحد، وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في مقر المقاطعة في رام الله، فيما تلتئم القمة السداسية الإسرائيلية الأميركية الإماراتية البحرينية المصرية المغربية في النقب في الأراضي المحتلة عام 1948 على مدار يومين.