استمع إلى الملخص
- شهدت العاصمة الجزائرية تجمعات عقب صلاة الجمعة، حيث رفع المشاركون شعارات مؤيدة للمقاومة، بينما نظمت وقفات مشابهة في ولايات أخرى، وسط مطالبات سياسية بفتح الفضاءات العامة للتظاهر.
- تواجه الفعاليات الشعبية والسياسية صعوبة في التظاهر بالشارع، مما يضطرها لتنظيم فعاليات داخل القاعات، وسط دعوات متكررة للسماح بالتظاهر دعماً للقضية الفلسطينية.
تحاول مجموعات شبابية في الجزائر كسر الحظر الذي تفرضه السلطات على التجمّع في الساحات والفضاء العام وتنظيم وقفات داعمة لفلسطين والمقاومة ومنددة بالعدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان، وذلك بعد أيام من مطالبة أحزاب سياسية السلطات بالسماح بتنظيم تظاهرات شعبية دعمًا لفلسطين ولبنان.
وتجمّع عدد من النشطاء اليوم عقب صلاة الجمعة في الساحة المقابلة لجامع الجزائر في العاصمة الجزائرية، استجابة لدعوات قوى المقاومة في فلسطين التي دعت الشعوب العربية والإسلامية إلى "جمعة غضب" تنديدًا بالعدوان الإسرائيلي. ورفع المشاركون شعارات عديدة مثل: "ثابتون على طريق التحرير"، و"مقاومة مقاومة"، و"نصرة الأقصى"، كما رددوا هتافات من بينها: "لا سلام ولا استسلام، المقاومة إلى الأمام"، و"بايدن بايدن يا كذاب، أميركا هي الإرهاب". وفوجئت قوات الشرطة التي ترابط في المكان منذ أيام في سياق التحضيرات للاستعراض العسكري الضخم الذي سينظم مطلع نوفمبر/ تشرين الثاني بمناسبة عيد الثورة، بتنظيم الوقفة، إلا أنها لم تعتقل أيًّا من المشاركين.
وفي السياق نفسه، نُظمت وقفات أخرى داعمة للمقاومة ومنددة بالصمت العربي إزاء العدوان على غزة ولبنان، في عدد من الولايات الجزائرية، بينما كانت مجموعة طلابية قد نظمت، أمس الخميس، وقفة في ساحة الشهداء في العاصمة الجزائرية، رفعوا خلالها شعارات مؤيدة للشعبين الفلسطيني واللبناني، وعمدت الشرطة على إثر ذلك إلى توقيف عدد منهم لوقت قصير قبل الإفراج عنهم.
وتجد الفعاليات الشعبية والسياسية صعوبة بالغة في التظاهر بالشارع والساحات العامة دعمًا للقضية الفلسطينية، ما يفرض عيلها الاكتفاء بتنظيم فعاليات داخل القاعات، إذ تعود آخر تظاهرة شعبية سمحت بها السلطات في الجزائر إلى 19 أكتوبر/ تشرين الأول 2023. وتحظر السلطات الجزائرية منذ عام 2021، وبصرامة التظاهر في الشارع، وتمنع أي تجمّعات شعبية مهما كان عنوانها ومطالبها منذ انتهاء تظاهرات الحراك الشعبي، بسبب التخوّف على ما يبدو من أن يتم استغلال التظاهرات الداعمة لفلسطين والمقاومة، لرفع شعارات سياسية ضد السلطة.
والأسبوع الماضي، جددت أحزاب سياسية جزائرية مطالباتها للسلطة بفتح الفضاءات العامة والسماح للجزائريين بالتظاهر في الشارع، دعمًا للشعبين الفلسطيني واللبناني وإسنادًا للمقاومة، والتعبير عن موقف الشعب الجزائري.
والاثنين الماضي، طالبت حركة مجتمع السلم، كبرى الأحزاب الإسلامية في البلاد، السلطات بـ"فتح الفضاءات العمومية للتعبير الحرّ عن موقف الجزائر حكومة وشعبًا الثابت والداعم للمقاومة الفلسطينية"، كما دعت الأمينة العامة لحزب العمال، لويزة حنون، في وقت سابق، السلطة إلى السماح للجزائريين بالتعبير عن موقفهم الوطني مع الشعبين الفلسطيني واللبناني. وقالت حنون في اجتماع لقيادة حزبها "نحن عاجزون عن تنظيم التظاهرات الشعبية الداعمة للمقاومة، بينما اليوم نرى أن كل شعوب العالم تبكي وتسير في تظاهرات".