- التقارير تشير إلى فشل نصف الصواريخ الباليستية الإيرانية في الإطلاق أو الوصول لأهدافها، مما يثير تساؤلات حول فعالية القدرات العسكرية الإيرانية.
- الهجوم يلقي الضوء على التحديات الدفاعية والردعية لإيران وإسرائيل، مع تحذيرات من احتمال توجه إيران نحو التسلح النووي وضرورة تعزيز إسرائيل لقدراتها الاعتراضية.
شغل الهجوم الإيراني على إسرائيل، ليل السبت - الأحد، وهو الأول من نوعه، الخبراء العسكريين، فيما تفاوتت التقديرات العسكرية والسياسية بشأن مدى نجاحه أو إخفاقه، لا سيما بعدما استخدمت إيران في تنفيذ الضربة التي استمرت بضع ساعات، مزيجاً من مسيرات "شاهد 136"، وصواريخ باليستية، ومن طراز كروز، وهو ما رأت فيه صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية تشابهاً مع نموذج الهجمات التي تشنها روسيا في أوكرانيا. علماً أن الجيش الروسي استخدم ولا يزال في هذه الحرب المسيرات الإيرانية، التي طاولها التحديث مع الوقت، فيما سجّلت روسيا ضربات أنجح على أهداف أوكرانية من تلك التي نفذتها إيران.
وول ستريت جورنال: حجم الهجوم كان واحداً من أكبر الهجمات التي رصدت في تاريخ الحروب الحديثة (التي تشنّ دفعة واحدة)
وبحسب التقديرات الإسرائيلية، فإن إيران أطلقت أكثر من 170 مسيرة محملة بالمتفجرات، وحوالي 120 صاروخاً باليستياً، و30 صاروخاً من طراز كروز. وفي هذا السياق، رأت "وول ستريت جورنال"، أمس الأحد، أن تصميم الضربات الإيرانية، يستنسخ في أوجه عدة، بعض أكبر الهجمات الروسية على أوكرانيا: أولاً إرسال دفعة من مسيرات شاهد منخفضة السرعة، بهدف إرهاق الدفاعات الجوية الإسرائيلية (وغيرها)، ومعرفة مواقع بطاريات الدفاعات الجوية، ثم إطلاق صواريخ كروز، وأخيراً وابلاً من الصواريخ الباليستية الأسرع، والمعروفة بصعوبة اعتراضها.
استخدمت روسيا للمرة الأولى مسيرات "شاهد" بالتزامن مع القصف الصاروخي، في 10 أكتوبر 2022
كذلك، فإن حجم الهجوم، بحسب الصحيفة، كان واحداً من أكبر الهجمات التي رصدت في تاريخ الحروب الحديثة (التي تشن دفعة واحدة). وإذ عادت "وول ستريت جورنال"، للمقارنة مع هجمات روسيا في أوكرانيا، فإنها شرحت مثلاً أن وابل القصف الروسي في اليوم الأول للحرب على أوكرانيا، في 24 فبراير/شباط 2022، كان هدفه "إحداث الصدمة والرعب"، لكن روسيا أطلقت خلاله بين 160 و220 صاروخاً من طراز "كروز"، وصواريخ باليستية، ضد بلد هو أكبر في مساحته بـ20 مرة من إسرائيل، في إشارة إلى أوكرانيا.
واستخدمت روسيا للمرة الأولى مسيرات شاهد بالتزامن مع القصف الصاروخي، في 10 أكتوبر/تشرين الأول 2022، بضربات استهدفت البنية التحتية الأوكرانية، وذلك عبر إطلاق مرة واحدة 84 صاروخاً و24 مسيرة. وجاء ذلك بعدما ضربت القوات الأوكرانية الجسر الواصل بين شبه جزيرة القرم (التي ضمّتها روسيا في 2014)، والأراضي الروسية، وحينها لم تتمكن القوات الأوكرانية سوى من اعتراض حوالي نصف الصواريخ الروسية. وبحسب الصحيفة، فإنه بينما تمكنت أوكرانيا من تحسين قدراتها الاعتراضية للمسيرات والصواريخ مع مرور الحرب، إلا أن معظم الصواريخ الباليستية الروسية أصابت أهدافها، وهو ما لم يحصل مع إيران ليل السبت - الأحد، علماً أن تكنولوجيا صناعة الصواريخ في إيران، مستقاة إلى حدّ كبير، من التجربتين والخبرتين السوفييتية والكورية الشمالية.
وذكرت شبكة "أي بي سي" الأميركية، اليوم الاثنين، أن 9 صواريخ إيرانية على الأقل اخترقت الدفاعات الجوية الإسرائيلية، وضربت قاعدتين إسرائيليتين، لكن لا أضرار جسيمة سُجّلت، بحسب مسؤول أميركي رفيع تحدث للشبكة. وقال المسؤول إن خمسة صواريخ باليستية ضربت قاعدة نيفاتيم الجوية، وأدّت إلى إحداث أضرار بطائرة شحن من طرار "سي 130" ومدرج خارج الخدمة، ومنشأة تخزين فارغة. وأضاف أن 4 صواريخ أخرى باليستية، ضربت قاعدة النقب الجوية، من دون تسجيل أضرار كبيرة، بحسب المسؤول.
وبحسب مسؤولين أميركيين تحدثوا لـ"وول ستريت جورنال"، فإن نصف الصواريخ الباليستية التي أطلقتها إيران، إما أن قوات الحرس الثوري الإيراني لم تنجح في إطلاقها، أو سقطت قبل وصولها لأهدافها. هذا الأمر، بحسب خبراء، يطرح تساؤلات حول تلاشي قوة الردع الإيرانية، بل إن علي فائز، مدير "مشروع إيران" في مجموعة الأزمات الدولية، حذّر في حديث للصحيفة، من أن ضعف قوة الردع لدى إيران (ووكلائها في المنطقة بحسب توصيفه لحزب الله اللبناني وحركة حماس على حدّ قوله)، قد يجعلها تذهب للخيار النووي. أما من ناحية إسرائيل، فقد تساءلت الصحيفة عمّا إذا كان بإمكان جيشها بدوره، استنساخ تجربة الدفاع والاعتراض التي أبداها بالتعاون مع حلفائه، في سيناريو الحرب الشاملة، وهو ما اعتبرت أنه يبقى "سؤالاً مفتوحاً".