شنّ الطيران الحربي الإسرائيلي غارات متتالية على مناطق متفرقة من قطاع غزة، لليوم السابع على التوالي، بينها مخزن طبي شمالي القطاع، ومنازل لمواطنين مدنيين في جنوبي القطاع، ليرتفع مع الغارات الجديدة عدد الشهداء إلى 189 شهيداً، إضافة إلى مئات الجرحى، بعدما تجاوز عددهم الـ 1390 جريحاً.
واستشهد فلسطينيان صباح اليوم، أحدهما امرأة في غارتين جويتين اسرائيليتين على مدينتي خان يونس ورفح جنوب قطاع غزة. وأعلن المتحدث باسم وزارة الصحة، أشرف القدرة "استشهاد المواطنة بشرى خليل زعرب (53 عاماً) في قصف جوي على مدينة رفح كما اصيب مواطن آخر بجروح خطيرة في نفس الغارة". وأضاف أن "المواطن عطوة عميرة العمور (63 عاماً) استشهد في غارة جوية على منزل شرق مدينة خان يونس".
وفي وقت سباق، استشهد الشاب أحمد يونس أبو يوسف (28 عاماً) من محافظة خان يونس متأثراً بجراحه التي أصيب فيها في وقت سابق. كما أعلن مصدر طبي، أن فلسطينيين استشهدا في ساعة متأخرة من يوم أمس الاثنين، بقصف إسرائيلي قرب منطقة المطاحن شمالي مدينة خان يونس. واستهدفت غارة إسرائيلية منزلاً لعائلة الشيخ العيد في شمالي رفح، مما أدى لاستشهاد أب وطفلته في الرابعة من عمرها، ورجل في الخمسينات من العمر. وتم قصف المنزل على رؤوس ساكنيه الذين تمكن بعضهم بأعجوبة من النجاة بأرواحهم.
وفي غارة أخرى استهدفت شرقي مدينة خان يونس، استشهد الشابان محمد يونس أبو يوسف، ومحمد شكيب الآغا، باستهداف دراجة نارية كانا يستقلانها. وأصيب في ذات القصف عدد من المواطنين بينهم شخص بجراح خطيرة جداً.
وكان مصدر طبي في غزة، قد أعلن أن الشاب محمد ياسر حمدان، استشهد في قصف إسرائيلي قرب محررة نيتساريم جنوبي مدينة غزة.
ودمرت طائرة حربية إسرائيلية مقراً لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في منطقة زمو شرقي مخيم جباليا، كانت استهدفته قبل عدة أيام بصاروخ. واستهدف الطيران الحربي كذلك مديرية للتدريب الأمني في خان يونس، وعدداً من الأراضي الزراعية على امتداد القطاع.
في السياق، أعلنت "كتائب القسام"، الذراع العسكرية لحركة "حماس"، أنها قصفت مدينة بئر السبع المحتلة بثلاثة صواريخ من طراز "سجيل 55"، وحشود الاحتلال في موقع "إيرز" العسكري بصاروخين من طراز "107".
ونجحت "القسام" في اختراق بث القناة "العاشرة" الإسرائيلية، وبثت رسائل تهديد للإسرائيليين، ووضعت صور أطفال غزة الشهداء قبل أن تخاطب الإسرائيليين باللغة العبرية. ونشرت "القسام" شريطاً مصوراً للاختراق ورسائلها التي بثتها.
في غضون ذلك، أرسلت "القسام" نصف مليون رسالة نصية قصيرة لهواتف الإسرائيليين، قالت فيها "إن غباء حكومتكم التي دخلت معنا المعركة من دون أهداف جعل كل الكيان تحت النار وكل الصهاينة في الملاجئ، إننا سنواصل قصف كل مكان في الكيان حتى تلبي جميع شروطنا المشروعة".
واستهدف مقاومون من "القسام" دبابة إسرائيلية كانت ترابط في موقع الإرسال شمالي بيت لاهيا، شمالي القطاع، بصاروخ "كورنيت". ونشرت "القسام" صوراً لإطلاق الصاروخ وإصابته الدبابة بشكل مباشر مما أدى إلى إحداث انفجار كبير فيها.
وعاهدت "القسام" في بيان، "شعبها ألا تصمت على جرائم الاحتلال، وأن تجعله يدفع ثمن عدوانه باهظاً، ويفكر ألف مرة قبل الإقدام على أي عدوان على أبناء شعبنا، وسلاحها سيبقى ملقماً ومشرعاً حتى إذا ما واصل العدو حماقاته فلن يلقى منا إلا الردود التي ستوجعه بإذن الله".
من جهتها، تبنت "سرايا القدس"، الذراع العسكرية لحركة "الجهاد الإسلامي" قصف مدينة ديمونا بصاروخ "براق 70"، وأعلنت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية أن الصاروخ سقط في منطقة يروهايم المجاورة لمدينة ديمونا النووية. وقصفت السرايا مدينة نتانيا بصاروخ من طراز "براق 100".
في غضون ذلك، حذرت وزارة الداخلية والأمن الوطني من قيام أجهزة أمن واستخبارات الاحتلال بإرسال رسائل على الهواتف المحمولة لبعض رجال المقاومة تبلغهم بالتوجه لمناطق معينة أو لتنفيذ أمر معين.
وقال المتحدث باسم الوزارة إياد البزم، إن "الأرقام التي يتم الإرسال منها معروفة ومسجلة على جوالات المجاهدين الذين تصلهم الرسائل، لذا وجب الحذر والانتباه لذلك".