لم تكن عملية أسر الجندي الإسرائيلي، شاؤول أرون، الأولى التي تسجل في رصيد "كتائب القسام"؛ الذراع العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، غير أن ما يميزها أنها جرت أثناء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، المتواصل منذ نحو أسبوعين، والذي أدى، حتى الآن، إلى استشهاد أكثر من 500 فلسطيني.
وأعلنت "القسام"، مساء الأحد، عن تمكن مقاتليها من أسر الجندي صاحب الرقم "6092065"، خلال عملية نفذتها الكتائب في حي التفاح، شرقي مدينة غزة، والتي أسفرت عن مقتل 14 جندياً، وإصابة آخرين، من بينهم قائد لواء النخبة (غولاني).
ويزدحم سجّل "القسام" بمحاولات خطف الجنود، لإجراء عمليات تبادل أسرى؛ وكانت أولى هذه العمليات قد جرت في العام 1989، نجحت خلالها كتائب المقاومة بخطف الجنديين، إيلان سعدون، وآفي سبورتاس.
وتمكنت "القسام" حينها من الاحتفاظ بجثة الجندي سعدون، سبع سنوات كاملة، لتجده قوات الاحتلال فيما بعد مدفوناً في أحد كروم الحمضيات قرب تل أبيب.
وفي ذكرى انطلاق حركة "حماس"، عام 1992، تمكن مقاتلو "القسام" من أسر الجندي نسيم طوليدانوا، الذي وجد مقتولاً على قارعة إحدى الطرق، بعد انتهاء المهلة التي أعطتها "القسام" للحكومة الإسرائيلية، لإطلاق سراح مؤسس "حماس"، الشيخ أحمد ياسين.
وردت الحكومة الإسرائيلية، حينها، بإبعاد نحو 418 ناشطاً في حركتي "حماس"، و"الجهاد الإسلامي"، إلى مرج الزهور في جنوبي لبنان.
وبعد العملية السابقة بعام، احتجز ثلاثة من مقاتلي "القسام" حافلة إسرائيلية في مدينة القدس المحتلة، لتنتهي العملية باستشهاد اثنين من المنفذين، وإصابة الثالث، ومقتل وإصابة عدد من الإسرائيليين.
وفي شهر أكتوبر/تشرين الأول من العام 1994، اقتحم مقاتلان من "القسام"، هما حسن عباس وعصام الجوهري، مطعماً إسرائيلياً، واحتجزوا من فيه لساعات، قبل أن تتمكن القوات الخاصة الإسرائيلية من اقتحام المكان، والاشتباك مع المقاتلين، الذين قتلوا ثلاثة إسرائيليين، وجرحوا نحو40 آخرين قبل أن يستشهدا.
وفي صبيحة يوم التاسع من سبتمبر/ أيلول في العام 1994، تمكن ثلاثة من مقاتلي "القسام"، هم صلاح جاد الله، وعبد الكريم بدر، وحسن النتشة، من اختطاف الجندي نخشون فاكسمان، من مدينة القدس المحتلة، واقتادوه إلى شقة في بلدة بير نبالا.
وبعد نحو ستة أيام من العملية، أصدر رئيس الوزراء الاسرائيلي حينها، إسحق رابين، أمراً باقتحام الشقة، فقتل على الفور قائد الوحدة الإسرائيلية المهاجمة وجرح آخرون، فيما استشهد جميع أفراد الخلية الخاطفة.
ويسجّل لـ"القسام" في تلك العملية قدرتها على التمويه، إذ أوهمت قوات الاحتلال بأن الجندي نُقل إلى قطاع غزة، من خلال تسجيل مقطع فيديو له ونشره.
وفي شهر يوليو/تموز من العام ذاته، اختطفت كتائب "القسام" الجندي اريك فرنكت، من إحدى محطات الحافلات، قبل العثور على جثته مرمية على قارعة إحدى الطرق، وقد وضع المقاومون بياناً توعدوا فيه سلطات الاحتلال بالمزيد من العمليات في حال عدم إفراجها عن الأسرى.
وفي صيف عام 1996، اختطفت "القسام" الجندي شارون ادري، من مدينة القدس المحتلة، ونجحت الخلية، التي اشتهرت باسم "خلية صوريف"، بالاحتفاظ به نحو سبعة أشهر، قبل أن تجده قوات الاحتلال مقتولاً في أحد الحقول الزراعية.
وفي نهاية شهر سبتمبر/أيلول من العام 2005، نجحت مجموعة من "القسام" في استدراج ضابط الاستخبارات، ساسون نورائيل، إلى خارج مستوطنة بسغات زئيف، ومن ثم تكبيله، ونقله إلى مدينة رام الله.
وشنّت قوات الاحتلال بعد العملية حملة اعتقالات واسعة بهدف الوصول إلى الضابط، ولكن المجموعة الخاطفة، التي تألفت من أربعة أفراد، قتلت الضابط الأسير، وألقت بجثته قرب مكب النفايات في بلدة بيتونيا.
وفي 25 يونيو/حزيران من العام 2006، وبعد أشهر من فوز حركة "حماس" في الانتخابات التشريعية الفلسطينية، تمكن مقاتلو "القسام"، بمشاركة عناصر من "جيش الإسلام" و"ألوية الناصر صلاح الدين"، من اقتحام موقع كرم أبو سالم العسكري الإسرائيلي، جنوبي قطاع غزة، واختطفوا الجندي جلعاد شاليط.
وبعد فشل الاستخبارات الإسرائيلية في الوصول لأي معلومة حول الجندي، أبرمت المقاومة الفلسطينية عملية تبادل أسرى، صبيحة يوم الثلاثاء 18 أكتوبر/تشرين الأول من العام 2011، أفرج بموجبها عن الجندي الإسرائيلي مقابل 1027 أسيراً فلسطينياً.