شهدت الضفة الغربية والقدس المحتلة، منذ صباح أمس الإثنين، وحتى وقت متأخر من الليل، تصاعداً في وتيرة المواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، مما أدى إلى إصابة نحو 170 فلسطينياً.
وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إن "طواقمه تعاملت مع 170 إصابة أمس، الإثنين، في الضفة الغربية، بينها ثماني إصابات بالرصاص الحي و54 إصابة بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، و105 إصابات بالاختناق بالغاز المسيل للدموع، و3 إصابات بالضرب".
في سياق آخر، قال المحامي محمد محمود، محامي عائلة الشهيد، فادي علوان، في تصريح له، إن "سلطات الاحتلال رفضت تسليم جثمان الشهيد فادي من أجل دفنه لعدم وجود مسؤول في المعهد الطبي الشرعي ليقوم بتحرير الجثمان، مستبعداً أن تتم عملية الدفن الليلة".
واقتحمت قوات الاحتلال في وقت متأخر من ليل أمس، الإثنين، حي الثوري بمدينة القدس، واعتلت أسطح البنايات المطلة على منزل الشهيد، معتز حجازي، الذي استشهد نهاية العام الماضي، في ما يبدو أنه مقدمة لهدم المنزل.
واندلعت مواجهات مع قوات الاحتلال في محيط منزل الشهيد فادي، مما أوقع عدداً من الإصابات، إضافة لاعتقال أحد الأطفال، فيما احتجزت قوات الاحتلال إحدى سيارات الإسعاف التابعة للهلال الأحمر الفلسطيني، خلال تواجدها في بلدة شعفاط شمالي القدس وهددت طاقمها بالسلاح.
وامتدت المواجهات إلى أحياء عدة في المدينة المقدسة، وكذلك ضواحي القدس، وأوقعت العشرات من الإصابات بحالات اختناق، و38 إصابة بالرصاص المطاطي وإصابة شاب بالرصاص الحي، في كلٍّ من مخيم شعفاط وبلدة شعفاط وبلدة الرام وحاجز قلنديا العسكري شمالي القدس.
اقرأ أيضاً: آلاف الفلسطينيين يشيعون جثمان الشهيد سليمان في طولكرم
إلى ذلك، اندلعت اشتباكات عنيفة بالأيدي بين شبان وجموع من المستوطنين في سوق المصرارة، القريب من باب العمود، مما أدى إلى وقوع إصابتين.
وفي منطقة شمالي غرب القدس، شهدت بلدة بدو مواجهات عنيفة مع جنود الاحتلال، الذين استخدموا الرصاص الحي والمطاط.
إلى ذلك، بدأ الآلاف من المستوطنين منذ ساعات مساء أمس بالتدفق إلى البلدة القديمة من القدس، وسط حماية قوات كبيرة من جنود الاحتلال، الذين رافقوا المستوطنين في مسيرة عربدة تخللها الاعتداء على ممتلكات المواطنين الفلسطينيين.
اقرأ أيضاً: تظاهرات في الداخل الفلسطيني وحالة تأهب قصوى في القدس
وفي رام الله، أكدت مصادر طبية في الهلال الأحمر الفلسطيني، عن وقوع العشرات من الإصابات خلال المواجهات التي شهدتها ست نقاط مواجهة مع الاحتلال في مناطق متفرقة من محافظة رام الله والبيرة، منها خمس حالات بالرصاص الحي وإصابتان بالرصاص المطاطي واثنتان أخريان برضوض بعد الاعتداء عليهما بالضرب المبرح.
في هذه الأثناء، قال شهود عيان وصحافيون لـ"العربي الجديد"، إن "مسلحين فلسطينيين أطلقوا النار باتجاه جيش الاحتلال في منطقة البالوع شمالي مدينة رام الله، وردّ جنود الاحتلال بإطلاق وابل من الرصاص، حيث أصيب أحد الشبان برصاص الاحتلال الحي، وتمّ نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج"، بينما أصيب شاب بالرصاص الحي بمواجهات بالقرب من حاجز حوارة العسكري جنوبي نابلس شمالي الضفة.
إلى ذلك، تصدى أهالي قرى بيت فوريك وسالم وبيت دجن، شرقي نابلس، لمحاولة المستوطنين اقتحام تلك القرى، إذ اندلعت مواجهات بين الأهالي من جهة ومع المستوطنين وقوات الاحتلال من جهة أخرى حيث أصيب خمسة شبان بجروح.
كما اندلعت مواجهات مع الاحتلال في مدينة أريحا، شرقي الضفة الغربية، وقرية عزون شرقي قلقيلية، وكذلك مدينة طولكرم، وقريتي زبوبا وعانين غربي جنين، وقرية مرد بمحافظة سلفيت، مما أوقع العشرات من الإصابات بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع.
وفي مدينة الخليل، جنوبي الضفة الغربية، أصيب عشرة فلسطينيين بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، من بينهم سيدة مُسنة وصحافي، خلال مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال، بينما تمكن شبان من إلقاء زجاجات حارقة باتجاه جنود الاحتلال المتمركزين عند مدخل بلدة بيت أمر شمالاً.
كذلك، أصيب نحو 55 شخصاً من عائلة واحدة مكونة من خمسة أسر في مخيم عايدة، بعد استهدافها بقنابل الغاز المسيل للدموع، وتم إخلاؤهم وتقديم العلاج اللازم لهم، وكذلك أصيب جندي إسرائيلي بجروح.
من جهة أخرى، فشلت مجموعة من المستوطنين في اختطاف الطفل، محمد الأطرش، من قرية حورة الشمعة شرق مدينة بيت لحم، بسبب اكتشاف الأهالي أمرهم وتمكنهم من التصدي لهم، بينما رشق مستوطنون آخرون مركبات الفلسطينيين بالحجارة، عند المدخل الشرقي لبلدة بيت كاحل شمال غرب مدينة الخليل.