مع عودة الإرهاب لضرب العاصمة الفرنسية باريس بقوة للمرة الثانية هذا العام، يعود الحديث مجدداً في العاصمة الألمانية برلين، خشية من تنفيذ اعتداءات إرهابية، في ظلّ عدم استبعاد أن تكون ألمانيا مسرحاً لها، وخصوصاً أنه سبق للأجهزة الألمانية أن ألقت القبض على أشخاص مرتبطين بتنظيمات متشددة.
ويأتي هذا القلق بعد صدور تصريحات عدة في الفترة الأخيرة، عن قادة ومسؤولين في أجهزة الشرطة والاستخبارات الألمانية، تُحذّر من أحداث أمنية. مع العلم أنه يتمّ التداول إعلامياً عن قيام الأمن بعمليات مداهمات وتفتيش وإلقاء القبض على أفراد يُشتبه بانتمائهم إلى جماعات إرهابية. وكان آخرها مطلع شهر نوفمبر/تشرين الثاني الحالي، حين أُلقي القبض في مطار ميونيخ على مواطن ألماني (31 عاماً) كان عائداً من سورية، وصُنّف من بين الذين عملوا في الكادر الإداري لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، منذ وصوله إلى سورية في ديسمبر/كانون الأول 2014 حتى مايو/أيار الماضي، وكان يتولّى رعاية الوافدين الجدد.
كذلك أُلقي القبض في 5 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، على رجلٍ في جنوب البلاد، وكان يحمل في سيارته أسلحة ومتفجرات، قد يكون "على الأرجح على صلة بمهاجمي باريس"، حسبما أفاد موقع ألماني. وأكدت شرطة منطقة بافاريا الجنوبية، عملية الاعتقال خلال عملية تفتيش روتينية على الطريق السريعة.
وأفادت الشرطة بأنه "تمّ العثور على عددٍ من الأسلحة الرشاشة والمسدسات والمتفجرات، في سيارة المشتبه فيه". وعلى الرغم من ذلك، لم يؤكد المتحدث باسم الشرطة صلة الرجل بالاعتداءات الإرهابية في فرنسا، مشيراً إلى أنه "لا أستطيع قول ما كان يخطط للقيام به بهذه الأسلحة". ويكشف موقع "فوكوس أونلاين" أن "الرجل من مونتنيغرو، ورفض التحدث في السجن كما رفض تعيين محامٍ للدفاع عنه".
في سياق التدابير الألمانية، فقد كشفت المعلومات والتقارير الإعلامية، أمس السبت، أن "ألمانيا عادت لتُشدّد تدابيرها الأمنية الاحترازية في المطارات ومحطات القطارات الرئيسية، على وقع الاعتداءات التي طاولت فرنسا، وأصابت أوروبا بالصدمة، نظراً لوحشيتها".
اقرأ أيضاً: قبل فرنسا...تفجيرات في أحداث رياضية وإخلاء ملاعب عالمية مختلفة!
في هذا الإطار، تشير أرقام "مكتب حماية الدستور" (الاستخبارات الألمانية)، إلى "وجود 420 متطرفاً، تمّ تصنيف 320 بينهم بالمطلوبين الخطيرين. كذلك تضاعفت أعداد السلفيين، مقارنة مع السنوات السابقة، ووصل عددهم إلى 7900 سلفي في عام 2015، بعدما كانوا 3800 شخص في عام 2011".
وتقوم الأجهزة الأمنية بمراقبتهم حالياً وتتّبع هواتفهم وبريدهم الإلكتروني، وخصوصاً أنه قد ازداد الخطر أخيراً من إمكانية تجنيد محتمل لعدد من اللاجئين من قبل جماعات سلفية تحت ستار المساعدات الإنسانية. تحديداً الشباب، والذين من الممكن أن يكونوا فريسة سهلة للمتطرفين. كذلك كانت قد سجّلت عودة ثلث الجهاديين الذين غادروا إلى سورية والعراق للقتال، والذين بلغ عددهم بحسب تقديرات الأجهزة الأمنية في حينها 720 شخصاً.
ولا تزال أجهزة الاستخبارات الألمانية تأخذ في الحسبان شريط الفيديو، والذي بُثّ في شهر أغسطس/آب الماضي باللغة الألمانية الذي توعّد فيه جهاديان ألمانيا بشنّ هجمات ضدها. ودعيا خلاله "الإخوة والأخوات بالقدوم إلى أرض الجهاد"، وطالبا بتنفيذ هجمات ضد من سموهم بـ "الكفّار". بالتالي فإن هذا الأمر يُثبت أن هناك من يحمل الفكر المتطرّف في ألمانيا، ومن الممكن أن يعمل بإيعاز من تلك الجماعات.
وعن إمكانية استهداف ألمانيا، يعتبر مراقبون أن "البلاد تُعدّ لغاية الآن ساحة نظيفة، إلا أنها أرض خصبة لتلك الجماعات، نظراً إلى أن أعداد الجهاديين التي أعلنت عنها السلطات الرسمية من قبل، ليست قليلة. ومن المعلوم أن تلك التنظيمات تعمل ضمن خلايا صغيرة أو ما بات يعرف بالذئاب المنفردة".
ويفيد مراقبون بأن "سياسة برلين ومواقف مسؤوليها تجاه دول النزاعات لا تزال تحصّن إلى حدّ ما ألمانيا من تلك الاعتداءات. كما أن ألمانيا لم تشارك فعلياً في عمليات عسكرية واقتصر دعمها على التدريب والإسناد. وهي أقلّ اندفاعاً من نظرائها الأوروبيين".
ومما لا شك فيه أن ألمانيا استطاعت التعامل مع ما يُعرف بـ"مشايخ الدعوة"، بكثير من الحنكة وعدم الاستفزاز أمنياً. كذلك اتخذت خطوات جريئة تجاه أزمة اللاجئين، وسط ترحيب سياسي وشعبي، مع ما عرف بسياسة "الأذرع المفتوحة"، ويزور مسؤولون ألمان مراكز إيواء اللاجئين، ما سمح للسلطات بإثبات عكس ما يدّعيه هؤلاء الجهاديون، من أن "الغرب عدو للمسلمين".
ولا يجب في هذا السياق التقليل من قدر الاستخبارات الألمانية، والتي تُعتبر من الأقوى على مستوى القارة الأوروبية، وتقوم بجهود فعّالة من أجل الحفاظ على الأمن. وعمدت إلى نشر أعدادٍ من المخبرين المدنيين. كذلك سبق أن شدّدت السلطات الألمانية في تطبيق قوانينها، ومنها تفويض الاستخبارات بسحب جوازات كل المشتبه بهم، في القيام أو التحضير أو المشاركة، في أي نوع من أنواع الجرائم التي تمسّ أمن البلاد، فضلاً عن زيادة التعاون الأمني وتبادل المعلومات بين دول الاتحاد الأوروبي وتركيا.
وكانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل قد أعربت في كلمة لها من مقرّ المستشارية في برلين، أمس، عن حزنها الشديد لسقوط المواطنين الأبرياء، والذين كانوا يريدون الحياة بحسب تعبيرها. وتصف ميركل ليل الجمعة الباريسي بأنه من أكثر الليالي رعباً، والتي لم تشهد مثلها أوروبا منذ سنوات طويلة. وتوضح أن "ألمانيا ستقدم كل الدعم لفرنسا بعد هذا الهجوم الإرهابي". وتضيف أن "هذا الاعتداء يستهدفنا جميعاً، وهو اعتداء على الحرية". وقد أكّدت "المضيّ معاً في مكافحة الإرهاب"، وأنها "بصدد التشاور مع الوزارات المعنية بشأن تبعات هذا العمل الإجرامي على ألمانيا".
ويأتي هذا القلق بعد صدور تصريحات عدة في الفترة الأخيرة، عن قادة ومسؤولين في أجهزة الشرطة والاستخبارات الألمانية، تُحذّر من أحداث أمنية. مع العلم أنه يتمّ التداول إعلامياً عن قيام الأمن بعمليات مداهمات وتفتيش وإلقاء القبض على أفراد يُشتبه بانتمائهم إلى جماعات إرهابية. وكان آخرها مطلع شهر نوفمبر/تشرين الثاني الحالي، حين أُلقي القبض في مطار ميونيخ على مواطن ألماني (31 عاماً) كان عائداً من سورية، وصُنّف من بين الذين عملوا في الكادر الإداري لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، منذ وصوله إلى سورية في ديسمبر/كانون الأول 2014 حتى مايو/أيار الماضي، وكان يتولّى رعاية الوافدين الجدد.
كذلك أُلقي القبض في 5 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، على رجلٍ في جنوب البلاد، وكان يحمل في سيارته أسلحة ومتفجرات، قد يكون "على الأرجح على صلة بمهاجمي باريس"، حسبما أفاد موقع ألماني. وأكدت شرطة منطقة بافاريا الجنوبية، عملية الاعتقال خلال عملية تفتيش روتينية على الطريق السريعة.
وأفادت الشرطة بأنه "تمّ العثور على عددٍ من الأسلحة الرشاشة والمسدسات والمتفجرات، في سيارة المشتبه فيه". وعلى الرغم من ذلك، لم يؤكد المتحدث باسم الشرطة صلة الرجل بالاعتداءات الإرهابية في فرنسا، مشيراً إلى أنه "لا أستطيع قول ما كان يخطط للقيام به بهذه الأسلحة". ويكشف موقع "فوكوس أونلاين" أن "الرجل من مونتنيغرو، ورفض التحدث في السجن كما رفض تعيين محامٍ للدفاع عنه".
اقرأ أيضاً: قبل فرنسا...تفجيرات في أحداث رياضية وإخلاء ملاعب عالمية مختلفة!
في هذا الإطار، تشير أرقام "مكتب حماية الدستور" (الاستخبارات الألمانية)، إلى "وجود 420 متطرفاً، تمّ تصنيف 320 بينهم بالمطلوبين الخطيرين. كذلك تضاعفت أعداد السلفيين، مقارنة مع السنوات السابقة، ووصل عددهم إلى 7900 سلفي في عام 2015، بعدما كانوا 3800 شخص في عام 2011".
وتقوم الأجهزة الأمنية بمراقبتهم حالياً وتتّبع هواتفهم وبريدهم الإلكتروني، وخصوصاً أنه قد ازداد الخطر أخيراً من إمكانية تجنيد محتمل لعدد من اللاجئين من قبل جماعات سلفية تحت ستار المساعدات الإنسانية. تحديداً الشباب، والذين من الممكن أن يكونوا فريسة سهلة للمتطرفين. كذلك كانت قد سجّلت عودة ثلث الجهاديين الذين غادروا إلى سورية والعراق للقتال، والذين بلغ عددهم بحسب تقديرات الأجهزة الأمنية في حينها 720 شخصاً.
ولا تزال أجهزة الاستخبارات الألمانية تأخذ في الحسبان شريط الفيديو، والذي بُثّ في شهر أغسطس/آب الماضي باللغة الألمانية الذي توعّد فيه جهاديان ألمانيا بشنّ هجمات ضدها. ودعيا خلاله "الإخوة والأخوات بالقدوم إلى أرض الجهاد"، وطالبا بتنفيذ هجمات ضد من سموهم بـ "الكفّار". بالتالي فإن هذا الأمر يُثبت أن هناك من يحمل الفكر المتطرّف في ألمانيا، ومن الممكن أن يعمل بإيعاز من تلك الجماعات.
وعن إمكانية استهداف ألمانيا، يعتبر مراقبون أن "البلاد تُعدّ لغاية الآن ساحة نظيفة، إلا أنها أرض خصبة لتلك الجماعات، نظراً إلى أن أعداد الجهاديين التي أعلنت عنها السلطات الرسمية من قبل، ليست قليلة. ومن المعلوم أن تلك التنظيمات تعمل ضمن خلايا صغيرة أو ما بات يعرف بالذئاب المنفردة".
ويفيد مراقبون بأن "سياسة برلين ومواقف مسؤوليها تجاه دول النزاعات لا تزال تحصّن إلى حدّ ما ألمانيا من تلك الاعتداءات. كما أن ألمانيا لم تشارك فعلياً في عمليات عسكرية واقتصر دعمها على التدريب والإسناد. وهي أقلّ اندفاعاً من نظرائها الأوروبيين".
ولا يجب في هذا السياق التقليل من قدر الاستخبارات الألمانية، والتي تُعتبر من الأقوى على مستوى القارة الأوروبية، وتقوم بجهود فعّالة من أجل الحفاظ على الأمن. وعمدت إلى نشر أعدادٍ من المخبرين المدنيين. كذلك سبق أن شدّدت السلطات الألمانية في تطبيق قوانينها، ومنها تفويض الاستخبارات بسحب جوازات كل المشتبه بهم، في القيام أو التحضير أو المشاركة، في أي نوع من أنواع الجرائم التي تمسّ أمن البلاد، فضلاً عن زيادة التعاون الأمني وتبادل المعلومات بين دول الاتحاد الأوروبي وتركيا.
وكانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل قد أعربت في كلمة لها من مقرّ المستشارية في برلين، أمس، عن حزنها الشديد لسقوط المواطنين الأبرياء، والذين كانوا يريدون الحياة بحسب تعبيرها. وتصف ميركل ليل الجمعة الباريسي بأنه من أكثر الليالي رعباً، والتي لم تشهد مثلها أوروبا منذ سنوات طويلة. وتوضح أن "ألمانيا ستقدم كل الدعم لفرنسا بعد هذا الهجوم الإرهابي". وتضيف أن "هذا الاعتداء يستهدفنا جميعاً، وهو اعتداء على الحرية". وقد أكّدت "المضيّ معاً في مكافحة الإرهاب"، وأنها "بصدد التشاور مع الوزارات المعنية بشأن تبعات هذا العمل الإجرامي على ألمانيا".
اقرأ أيضاً: أطفال باريس خائفون بعد التفجيرات الدموية في فرنسا