سباق زمني بين إعلان المنطقة الآمنة ومحاولات النظام وأدها

رامي سويد

avata
رامي سويد
22 نوفمبر 2015
BD122684-287E-4209-A7CE-1BB84A9B5D9C
+ الخط -
يُجمع عدد من المراقبين للشأن السوري، على أنّ التطورات العسكرية الأخيرة في ريف حلب الشمالي، وتحديداً سيطرة فصائل المعارضة على قريتي حرجلة ودلحة وانتزاعهما من يد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، بمساندة من التحالف الدولي ممثلاً بطيران الولايات المتحدة وتركيا، هو الخطوة الأولى لولادة مشروع "المنطقة الآمنة" التي اقترحت تركيا أن تمتد من بلدة جرابلس على نهر الفرات شمال شرق حلب حتى مدينة مارع في ريف حلب الشمالي، بعرض يناهز المائة كيلومتر وبعمق نحو خمسة وأربعين كيلومتراً داخل الأراضي السورية.

وكما سبق أن نشرت "العربي الجديد"، فإنّ التصور الجديد لتنفيذ المشروع يقوم على تأمين غطاء جوي أميركي تركي فرنسي لفصائل سورية من دون تدخل تركي بري. وأبرز الفصائل المرشحة لخوض هذه المعركة، هي "الجبهة الشامية" و"لواء السلطان مراد" (التركمانية)، وحركة "أحرار الشام الإسلامية" وغيرها من الفصائل المتواجدة بشكل فعلي على خطوط الاشتباك مع "داعش" في ريف حلب الشمالي منذ أشهر طويلة، بدلاً من هدر الوقت والجهد والمال في تدريب قوات جديدة من المعارضة السورية، والتي قد تفشل في تحقيق الهدف، وتتعرض للانشقاقات والتفكك كما حصل مع قوات الفرقة 30 سابقاً.

لكن لا يبدو أنّ تنفيذ مشروع "المنطقة الآمنة"، سيكون في وقت قريب، ذلك أن المتحدّث باسم "الجبهة الشامية" (أكبر فصائل المعارضة في حلب)، والتي تعتبر أكبر المرشحين للتقدم على حساب "داعش" في هذه المنطقة، رفض خلال اتصال مع "العربي الجديد"، التأكيد على أنّ "أي خطوات جديدة قد تمّت باتجاه تنفيذ المنطقة الآمنة".

ويشير المتحدّث باسم "الجبهة"، العقيد محمد الأحمد، إلى أنّ "تقدم قوات الجبهة الشامية وحلفائها على حساب داعش في قريتي دحلة وحرجلة، هو بمثابة مفتاح لتنفيذ المنطقة الآمنة، لكن الخطوات الجدية في هذا الاتجاه، لم تُتّخذ بعد"، موضحاً أنّ "الجانب التركي يعمل على المدى الطويل، ولا يمكن أن يقدّم تصريحات بشأن خطط عسكرية لم يبدأ تنفيذها بعد". ويضيف العقيد، أنّ هذا الأمر لا يعني استبعاد تنفيذ "المنطقة الآمنة" خلال الفترة المقبلة، خصوصاً بعد موافقة تركيا على استخدام التحالف الدولي لقاعدة إنجرليك الجوية التركية في محاربة "داعش" وتفاقم أزمة اللاجئين السوريين في أوروبا.

اقرأ أيضاً "المنطقة الآمنة" باستراتيجية جديدة: غطاء تركي أميركي وتنفيذ سوري

ويخفّف إنشاء "المنطقة الآمنة" عبء تدفق المزيد من اللاجئين السوريين إلى تركيا ومن ثم أوروبا، خصوصاً بعد التقدم الذي حقّقته قوات النظام السوري والمليشيات العراقية والإيرانية بقيادة، قائد "لواء القدس" في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني على حساب فصائل المعارضة في ريف حلب الجنوبي، في الأسابيع الأخيرة.

تسبّب هذا التقدم بنزوح أكثر من مائة ألف سوري من قراهم وبلداتهم في ريف حلب الجنوبي، بحسب مصادر المنظمات الحقوقية والإغاثية السورية. كما تقدّمت قوات النظام في منطقة جبل التركمان في ريف اللاذقية الشمالي أخيراً، ما تسبب أيضاً بنزوح عشرات الآلاف من سكان هذه المنطقة ذات الغالبية التركمانية نحو الحدود التركية ودخول نحو ألف وخمسمئة منهم إلى الأراضي التركية.

وسيدفع النزوح بالأتراك إلى الاستعجال بتنفيذ "المنطقة الآمنة" شمال شرق حلب لتحقيق هدف استضافة النازحين وللقضاء بشكل نهائي على احتمال تقدم قوات "حماية الشعب" الكردية التابعة لحزب "الاتحاد الديمقراطي" الكردي الذي تعتبره تركيا "منظمة إرهابية" نحو هذه المنطقة الواقعة إلى الغرب من نهر الفرات على حساب "داعش"، من خلال تسليم هذه المنطقة إلى المعارضة المسلحة وتأمين غطاء جوي لها.

إلّا أنّ النظام السوري لم يكن، خلال الأسابيع الماضية، غافلاً عن محاولة إفشال هذا المخطط، إذ تمكّنت قوات النظام بدعم جوي روسي، منذ أسبوعين، من فكّ الحصار الذي كان يضربه تنظيم "داعش" حول مطار كويرس العسكري، الأمر الذي جعل قواته على بعد أقل من عشرة كيلومترات من تخوم المنطقة التي تعتزم تركيا تحويلها إلى "المنطقة الآمنة".

وسيمكّن وجود قوات النظام السوري في مطار كويرس بوضع جيد مع خطوط إمداد مفتوحة، من تقدمها في أي وقت شمالاً نحو البلدات والقرى الواقعة جنوب مدينة الباب لتصبح داخل المنطقة المزمع تحويلها إلى منطقة آمنة، الأمر الذي سيكون من شأنه، في حال حصوله، تعقيد تنفيذ مشروع "المنطقة الآمنة"، وربما القضاء عليه نهائياً.

اقرأ أيضاً: تقدُّم كويرس... النظام السوري يحتاج المطار لقصف الشمال والشرق

ذات صلة

الصورة

سياسة

أعلنت وزارة الدفاع التركية، ليل أمس الأربعاء، قتل العديد من مسلحي حزب العمال الكردستاني وتدمير 32 موقعاً لهم شمالي العراق.
الصورة
من مجلس العزاء بالشهيد يحيى السنوار في إدلب (العربي الجديد)

سياسة

أقيم في بلدة أطمة بريف إدلب الشمالي وفي مدينة إدلب، شمال غربي سورية، مجلسا عزاء لرئيس حركة حماس يحيى السنوار الذي استشهد الأربعاء الماضي.
الصورة
آثار قصف روسي على إدلب، 23 أغسطس 2023 (Getty)

سياسة

شنت الطائرات الحربية الروسية، بعد عصر اليوم الأربعاء، غارات جديدة على مناطق متفرقة من محافظة إدلب شمال غربيّ سورية، ما أوقع قتلى وجرحى بين المدنيين.
الصورة
غارات روسية على ريف إدلب شمال غرب سورية (منصة إكس)

سياسة

 قُتل مدني وأصيب 8 آخرون مساء اليوم الثلاثاء جراء قصف مدفعي من مناطق سيطرة قوات النظام السوري استهدف مدينة الأتارب الواقعة تحت سيطرة فصائل المعارضة
المساهمون