رفعت أنقرة خلال الأيام السابقة من مستوى الإنذار في صفوف قوات الأمن، وذلك بعد التقارير الاستخباراتية التي أكدت أن تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) يسعى إلى تنفيذ هجمات داخل الأراضي التركية. وفيما أشارت تقارير أمنية إلى أن الصينيين من المسلمين يشكلون النسبة الكبرى من بين المرتبطين بتنظيم "داعش"، الذين حاولوا عبور الحدود التركية، أكّدت تقارير أخرى بأنّ قياديين أتراكاً في التنظيم هم مسؤولون عن إدارة الهجمات التي وقعت في البلاد في كل من سوروج وأنقرة ودياربكر وأسفرت عن مقتل أكثر من 130 شخصاً خلال العام الحالي.
اقرأ أيضاً: تركيا: "داعش" نفذ تفجير أنقرة لتخريب الانتخابات
وتلقت الحكومة التركية تحذيرين منفصلين من كل من الاستخبارات المركزية الأميركية (سي أي إيه) والاستخبارات التركية، حول احتمال قيام "داعش" بشن هجمات على مصالح أميركية في تركيا، كمقرّات القنصليات الأميركية والسفارة والقواعد العسكرية التركية، مما دفع واشنطن إلى وقف العمل في قنصليتها في مدينة إسطنبول، فضلاً عن احتمال استهداف الأماكن المزدحمة، خصوصاً تلك التي يرتادها السائحون الروس والسياح بشكل عام.
وبحسب تقارير إعلامية، تم إصدار المذكرتين من قبل جهازي الاستخبارات في كل من الثاني والخامس من الشهر الحالي، وتحدثتا عن وجود خمسة عناصر تابعة للتنظيم من بينهم ثلاثة فلسطينيون استطاعوا دخول تركيا لتنفيذ هجمات، بحيث استجاب جهاز الشرطة التركي وأرسل الأسماء والمعلومات إلى مقرّاته في الولايات التركية.
ونقلت صحيفة "حرييت" التركية المعارضة عن مصادر أمنية، قولها إن الجيش التركي استطاع منذ بداية العام الحالي إلقاء القبض على 913 عنصراً تابعاً لـ"داعش"، حاولوا عبور الحدود التركية سواء نحو الداخل التركي أو نحو الأراضي التي يسيطر عليها التنظيم في سورية، منهم 478 شخصاً حاولوا العبور نحو تركيا، و435 شخصاً حاولوا العبور نحو سورية، للالتحاق بالتنظيم، معظمهم تم إلقاء القبض عليهم في منطقة إلبايلي في ولاية كيليس الحدودية، التي تطل على مناطق سيطرة التنظيم في ريف محافظة حلب السورية.
وكانت حصة الصينيين هي الكبرى ممن تم إلقاء القبض عليهم من عناصر التنظيم، إذ بلغ عددهم 324 شخصاً، تلاهم حاملو الجنسية الروسية، والذين بلغ عددهم 99 ثم الفلسطينيون وعددهم 83 شخصاً. وارتفع عدد عناصر التنظيم الذين تم إلقاء القبض عليهم خلال العام الجاري بعد رفع الإجراءات الأمنية التركية على الحدود إلى 61 في المائة.
يأتي هذا في وقت صعدت فيه أنقرة من احتياطاتها الأمنية وحملاتها ضدّ العناصر المشتبه بانتمائها للتنظيم في البلاد. وتشير المعلومات التي تم الحصول عليها خلال أحد أعمال الدهم، إلى أن الرأس المدبر والقائد لهجمات التنظيم في كل من مدينة دياربكر وبلدة سوروج والعاصمة أنقرة هو مواطن تركي يدعى ابراهيم بالي (33 عاماً) معروف بلقب "أبو بكر"، من مواليد ولاية هاتاي (لواء إسكندرون). وقامت الاستخبارات التركية بتعقب بالي منذ عام 2002، لاحتمال انتمائه لتنظيم "القاعدة"، قبل أن يتم اعتقاله وتحويله إلى المحاكمة.
وقضى بالي ثلاث سنوات في السجن، قبل أن يتم إطلاق سراحه إثر انتهاء محكوميته، ليتوجه إلى سورية، وينضم إلى "جبهة النصرة" عام 2012. انشق لاحقاً عن "النصرة" وانضم إلى "داعش" عام 2013، بعد الخلافات التي اندلعت بين جناحي "القاعدة" في العام نفسه، إثر إعلان "داعش" الخلافة.
جرى بعدها وضع بالي على القائمة الحمراء للمطلوبين أمنياً، ورصدت الحكومة التركية 3 ملايين ليرة تركية لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى اعتقاله، وذلك بعدما فقدت الاستخبارات التركية أي أثر له، بعد بداية يناير/كانون الثاني 2014.
وتشير التقارير الإعلامية، إلى أنه تم الحصول على هذه المعلومات بعد قيام قوات الأمن بدهم إحدى خلايا التنظيم في ولاية غازي عنتاب الحدودية مع سورية، حيث أظهرت الأوراق والتحقيقات التي تم التحفظ عليها، أن "أبو بكر" هو من أعطى الأوامر بتنفيذ الهجمات التي استهدفت حزب "الشعوب الديمقراطي" (ذا الغالبية الكردية) في كل من العاصمة أنقرة، حيث وقع أكثر من مائة قتيل، وبلدة سوروج، حيث أدى التفجير إلى مقتل أكثر من 33 شخصاً، وهجوم مدينة دياربكر الذي استهدف حشداً جماهيرياً للحزب. كما يقف "أبوبكر" وراء الهجوم على الحدود التركية السورية الذي أدى إلى مقتل أحد الجنود الأتراك وخطف آخر.
اقرأ أيضاً: تحذيرات تركية للولايات المتحدة وروسيا