يبدو أنّ مهمات "التحالف الرباعي"، الذي يضم العراق إلى جانب سورية وروسيا وإيران، لم تعد تقتصر على التعاون الاستخباري، كما روّجت الحكومة العراقية في بداية الإعلان عن تشكيل التحالف، إذ يكتنف الغموض طبيعة التعاون السرّي داخله وأهدافه وجدواه.
وينتقد سياسيون ومختصون التعامل السرّي ضمن التحالف الرباعي، إذ يتكتّم العراق والدول المشاركة في التحالف على كافة نشاطات التحالف وحجمها، والمهمات التي قام بها والخطط المستقبلية التي يعتزم تنفيذها. كما تُحَاط الاجتماعات التي يعقد بعضها في العراق بسريّة كبيرة ولا تسرّب عنها أيّ معلومات. كذلك تُمرّر صفقات الأسلحة المجانية الى العراق بسريّة مطلقة، الأمر الذي يثير الشكوك حول الجهة التي ستحصل على ذلك السلاح.
في هذا السياق، يقول عضو في لجنة الأمن والدفاع البرلمانيّة العراقية لـ"العربي الجديد"، إنّ "مقرّ التحالف الرباعي في المنطقة الخضراء يشهد اجتماعات سريّة شبه مستمرّة، ويحضرها السفير الإيراني حسن دنائي فر، ووفود سورية وروسية، فضلاً عن الجهات السياسية العراقية وقادة في التحالف الوطني الحاكم (الحليف لإيران)". ويبيّن أنّ "جميع تلك الاجتماعات ومقرراتها لا يعلم بها أحد ولا تعرض على أيّ جهة خارج المجتمعين ولا حتى على الإعلام". ويشير إلى أنه "تمّ عقد اتفاقات وصفقات سريّة داخل التحالف الرباعي لم نستطع معرفتها، ولا معرفة مدى استفادة العراق من تلك الصفقات".
ويلفت إلى أنّه تم "كشف صفقة واحدة فقط قدّمتها روسيا إلى العراق مجاناً، تضمّنت أسلحة وعتادا وذخائر وأجهزة تجسس وتشويش، ومن خلال تلك الصفقات الجديدة تم تمرير صفقات سلاح قديمة أبرمت في عهد نوري المالكي وأوقفت من قبل هيئة النزاهة بعد فترة لاكتشاف عمليات فساد فيها". ويحذر من أنّ "صفقات السلاح الحالية صارت غطاء لتمرير صفقات سابقة مجمدة بأمر قضائي لوجود فساد فيها، منها صفقة المدرعات وصفقة منظومات حماية الحدود الذكية"، لافتاً إلى أنّ "روسيّا بدأت بإرسال الصفقات القديمة مع جديدة أبرمت بعهد المالكي وهذا مكسب كبير لروسيا، بمبالغ تصل إلى 12 مليار دولار". وفيما يشير إلى أن قسما من هذه الصفقات وصل إلى العراق قبل أيام عبر ميناء أم قصر بالبصرة، يؤكد أنّ "الجهات المسؤولة لا علم لها بذلك، بسبب السرية التي تحاط بها تلك الصفقات".
اقرأ أيضاً الجنرال مايكل فلين: معركة "داعش" ستستغرق سنوات..وغزو العراق "خطأ"
من جهته، يؤكّد الخبير السياسي، فراس العيثاوي، أنّ "السريّة التي يتعامل بها العراق تجاه التحالف الرباعي تثير الشكوك حول الجدوى من التحالف وماهيّة عمله". ويقول العيثاوي، في حديثٍ لـ"العربي الجديد"، إنّه "حتى اليوم لم يعرف البرلمان العراقي ولا الجهات السياسيّة خارج التحالف الوطني الحاكم، ما هي طبيعة عمل التحالف الرباعي وما هي الجدوى من انضمام العراق إليه، وما الذي حققه العراق من خلال التحالف". ويعتبر أنّ "هذه السريّة التي يحاط بها التعامل داخل التحالف تجعل من كل الصفقات التي تعقد داخله صفقات مشبوهة ومثيرة للشكوك".
ويدعو العيثاوي البرلمان العراقي إلى "أخذ دوره بمساءلة الجهات التي تعقد الاجتماعات داخل التحالف الرباعي، ومدى جدواها وسبب إحاطتها بالسرية، فضلاً عن عرض الاتفاقات والصفقات التي تعقد داخل التحالف على البرلمان ليقرّها أو يرفضها".
في سياق متصل، يرى القيادي في "تحالف القوى العراقية"، محمد العبيدي، أنّه "من الواضح أنّ تلك الصفقات السريّة هي صفقات خاصة، يعقدها قادة الحشد الشعبي، وهم قادة في التحالف الوطني الحاكم تهدف الى تسليح وتجهيز فصائل الحشد الشعبي".
ويفيد العبيدي، خلال حديثٍ لـ"العربي الجديد"، بأنّ "التعامل الواضح أصبح أمراً لا يخدم الحكومة ولا يخدم الأجندات الأخرى التي ترتبط بها بعض الجهات السياسيّة الفاعلة في الحكومة، لذا تم اللجوء إلى الصفقات السريّة ضمن التحالف الرباعي. وهي خطوة عمليّة لتسليح الحشد الشعبي، بشكل يجعل منه القوة الأكبر في العراق على حساب الجيش العراقي". ويقول إنّ "هذا الأمر واضح للجميع، فالتحالف الوطني الحاكم سيطر على القرار السياسي، واستطاع أن ينفّذ ما يريده من خلال التحالف الرباعي".
يُذكر أنّ الحكومة، التي أخفت انضمام العراق إلى التحالف الرباعي، تؤكّد أنّه ليس تحالفاً وإنّما "مجرد تنسيق استخباري"، بين الدول المنضمّة إليه، فيما لا زالت الشكوك تثار حول جدوى انضمام العراق إلى التحالف.
اقرأ أيضاً عودة السفارة السعودية إلى بغداد: كسر التفرّد الإيراني بالعراق
ويلفت إلى أنّه تم "كشف صفقة واحدة فقط قدّمتها روسيا إلى العراق مجاناً، تضمّنت أسلحة وعتادا وذخائر وأجهزة تجسس وتشويش، ومن خلال تلك الصفقات الجديدة تم تمرير صفقات سلاح قديمة أبرمت في عهد نوري المالكي وأوقفت من قبل هيئة النزاهة بعد فترة لاكتشاف عمليات فساد فيها". ويحذر من أنّ "صفقات السلاح الحالية صارت غطاء لتمرير صفقات سابقة مجمدة بأمر قضائي لوجود فساد فيها، منها صفقة المدرعات وصفقة منظومات حماية الحدود الذكية"، لافتاً إلى أنّ "روسيّا بدأت بإرسال الصفقات القديمة مع جديدة أبرمت بعهد المالكي وهذا مكسب كبير لروسيا، بمبالغ تصل إلى 12 مليار دولار". وفيما يشير إلى أن قسما من هذه الصفقات وصل إلى العراق قبل أيام عبر ميناء أم قصر بالبصرة، يؤكد أنّ "الجهات المسؤولة لا علم لها بذلك، بسبب السرية التي تحاط بها تلك الصفقات".
اقرأ أيضاً الجنرال مايكل فلين: معركة "داعش" ستستغرق سنوات..وغزو العراق "خطأ"
من جهته، يؤكّد الخبير السياسي، فراس العيثاوي، أنّ "السريّة التي يتعامل بها العراق تجاه التحالف الرباعي تثير الشكوك حول الجدوى من التحالف وماهيّة عمله". ويقول العيثاوي، في حديثٍ لـ"العربي الجديد"، إنّه "حتى اليوم لم يعرف البرلمان العراقي ولا الجهات السياسيّة خارج التحالف الوطني الحاكم، ما هي طبيعة عمل التحالف الرباعي وما هي الجدوى من انضمام العراق إليه، وما الذي حققه العراق من خلال التحالف". ويعتبر أنّ "هذه السريّة التي يحاط بها التعامل داخل التحالف تجعل من كل الصفقات التي تعقد داخله صفقات مشبوهة ومثيرة للشكوك".
في سياق متصل، يرى القيادي في "تحالف القوى العراقية"، محمد العبيدي، أنّه "من الواضح أنّ تلك الصفقات السريّة هي صفقات خاصة، يعقدها قادة الحشد الشعبي، وهم قادة في التحالف الوطني الحاكم تهدف الى تسليح وتجهيز فصائل الحشد الشعبي".
ويفيد العبيدي، خلال حديثٍ لـ"العربي الجديد"، بأنّ "التعامل الواضح أصبح أمراً لا يخدم الحكومة ولا يخدم الأجندات الأخرى التي ترتبط بها بعض الجهات السياسيّة الفاعلة في الحكومة، لذا تم اللجوء إلى الصفقات السريّة ضمن التحالف الرباعي. وهي خطوة عمليّة لتسليح الحشد الشعبي، بشكل يجعل منه القوة الأكبر في العراق على حساب الجيش العراقي". ويقول إنّ "هذا الأمر واضح للجميع، فالتحالف الوطني الحاكم سيطر على القرار السياسي، واستطاع أن ينفّذ ما يريده من خلال التحالف الرباعي".
يُذكر أنّ الحكومة، التي أخفت انضمام العراق إلى التحالف الرباعي، تؤكّد أنّه ليس تحالفاً وإنّما "مجرد تنسيق استخباري"، بين الدول المنضمّة إليه، فيما لا زالت الشكوك تثار حول جدوى انضمام العراق إلى التحالف.
اقرأ أيضاً عودة السفارة السعودية إلى بغداد: كسر التفرّد الإيراني بالعراق