تحاول جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) إثبات أنها قادرة على إدارة شؤون البلاد بعد انقلابها الأخير وتعطيل كافة المؤسسات الشرعية، معتمدة بشكل أساسي على "اللجنة الثورية العليا" التابعة للجماعة. والأخيرة أعلنت قبل أيام عن أسماء 15 عضواً يمثّلون قوامها، لتثار تساؤلات حول هوية الذين أصبحوا في مركز القرار في اليمن، وخصوصاً أنهم لا يملكون أي مقومات تتيح لهم إدارة الدولة باستثناء كونهم من أعضاء الجماعة أو من المرضي عنهم من قبلها.
رئاسة اللجنة أنيطت بمحمد علي عبد الكريم أمير الدين الحوثي الملقب "أبو أحمد"، وهو بمثابة "رئيس" طبقاً للبيان الانقلابي الصادر عن الجماعة. والأخير لم يكن معروفاً في السابق لدى اليمنيين، حتى ظهر ما يُعرف بـ"اللجان الثورية" بعد الـ21 من سبتمبر/أيلول الماضي، تاريخ سيطرة الجماعة على صنعاء. وتقول المعلومات الشحيحة المتوفرة إنه من مواليد العام 1979، فيما تفيد معلومات أخرى بأنه كان يعمل في إحدى فترات حياته في مجال بيع "القات". اعتقلته السلطات اليمنية قبل الحرب الأولى التي اندلعت بين الحوثيين والحكومة في صعدة عام 2004. وبقي في سجن "الأمن السياسي" (الاستخبارات) حتى العام 2009، ليفرج عنه ضمن اتفاق قضى بالإفراج عن المعتقلين.
وبينما أصبح محمد علي الحوثي يمارس السلطة ويرأس الاجتماعات للجنة الثورية، وتتصدر أنشطته عناوين الصحف والنشرات التلفزيونية الحكومية، تماماً كما يحدث مع أي رئيس، كانت الأنظار تتجه إلى أعضاء اللجنة الآخرين.
ومن أبرز الأسماء في اللجنة، يوسف الفيشي الملقب "أبومالك"، وهو من القيادات الميدانية وعضو المكتب السياسي لجماعة "أنصار الله" من مواليد محافظة صعدة 1979. أما سفر الصوفي فتشير مصادر مقربة من الحوثيين لـ"العربي الجديد" إلى إنه من سكرتارية مكتب زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي، وينحدر من محافظة صعدة.
ومن قيادات الجماعة في صنعاء، فقد برز اسم طه بن أحمد المتوكل، وهو من أهم مسؤولي الجماعة في صنعاء، وخطيب جامع "الحشوش". وينتمي إلى الأسرة المتوكلية التي حكمت اليمن قبل ثورة الـ26من سبتمبر/أيلول1962.
ومن قيادات صنعاء أيضاً، محمد أحمد مفتاح، الذي شغل سابقاً رئيس مجلس الشورى في حزب "الحق" المقرب من الجماعة، وهو من قياداتها الدينية، من مواليد عام 1967. وسبق أن اعتقلته الأجهزة الحكومية في العام 2004، بتهمة الانتماء لتنظيم "الشباب المؤمن" (الاسم الأصلي للحركة التي أسسها حسين بدرالدين الحوثي وعرفت فيما بعد جماعة الحوثي)، وأصدرت محكمة البدايات حكماً بالسجن ثماني سنوات لإدانته بالانتماء للجماعة. وأُفرج عنه عام 2006، ضمن عفو رئاسي، مشروط بعدم ممارسته الأنشطة السياسية والدينية.
ومن أعضاء اللجنة، محمد المقالح، وهو صحفي، عضو اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني، وعُرف عنه في السابق تعاطفه مع الحوثيين قبل أن يظهر أخيراً كقيادي في الجماعة. اعتقلته السلطات أكثر من مرة، آخرها في سبتمبر/أيلول 2009 أثناء الحرب السادسة مع الحوثيين، وجرى الإفراج عنه في مارس/آذار 2010.
ومن أعضاء اللجنة، نائف أحمد القانص، ويعد من قيادات حزب البعث العربي الاشتراكي (الجناح الموالي لسورية، إذ هناك جناح آخر قطر العراق قريب من الرئيس السابق علي عبد الله صالح). وكان القانص متحدثاً سابقاً لأحزاب المشترك، باعتبار حزبه عضواً في التكتل، وظهر القانص في الأعوام الأخيرة في العديد من الفعاليات التي أقامها الحوثيون.
وضمت اللجنة في عضويتها، خالد المداني، وهو مسؤول في حركة "شباب الصمود" التي أسسها الحوثيون في ساحة التغيير بصنعاء عام 2011، ويبدو من خلال أنشطته الموثقة في وسائل الإعلام أنه من القيادات الشابة الناشطة خصوصاً في الجانب التنظيمي للفعاليات. ومن أعضاء اللجنة، نائب وحيد في البرلمان، وهو عبده محمد بشر، مستقل عضو عن الدائرة الانتخابية رقم 220. من مواليد صنعاء 1968، بكالوريوس تجارة واقتصاد، له أنشطة سياسية معارضة عديدة، ويعدّ من بين قليلين من أعضاء مجلس النواب البالغ عدد أعضائه 301، قبلوا بالانضمام إلى لجنة الحوثي.
كذلك اشتملت اللجنة على اسمي امرأتين في عضويتها، وهما ابتسام محمد الحمدي، ابنة شقيق، الرئيس اليمني الأسبق، ابراهيم الحمدي، ولا يعُرف عنها أنشطة سياسية كثيرة. والأخرى، هي علياء فيصل عبداللطيف الشعبي، ابنة أول رئيس وزراء في جنوبي اليمن بعد الاستقلال 1967 وكانت عضواً في مؤتمر الحوار الذي انعقد لمدة عشرة أشهر في صنعاء، كما تم تعيينها نائباً لرئيس الهيئة العامة لرعاية أسر الشهداء ومناضلي الثورة عام 2013.
ومن أعضاء اللجنة، صادق عبدالله أبوشوارب، وهو قيادي في الجماعة من مواليد 1975، درس في العراق وحصل على "ماجستر - دراسات سكانية" وكان مبعوثاً للجماعة إلى محافظة تعز.
ومن الأسماء التي وردت في قائمة أعضاء "اللجنة الثورية العليا"، اسم طلال عقلان، وهو ناشط شبابي اشتراكي، عضو بالمكون الثوري المعروف بـ"ملتقى قوى الحداثة"، وأخيراً من الأعضاء، صالح عبدالله صائل، وهو جنوبي شاعر شعبي، وشغل سابقاً أميناً عاماً لحزب "جبهة التحرير".