استفاضت الصحف الإسرائيلية في الحديث عن "عقيدة أيزنكوت" القتالية، التي ترجّح لـ "أسلوب الضاحية"، مع اتجاه لإدخال إصلاحات وتغييرات جوهرية في عمل هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، وأذرعه وتقاسم المسؤوليات، فضلاً عن إعطاء حيز خاص لسلاح الاستخبارات الإسرائيلية، وتعزيز دور جمع المعلومات الاستخبارية.
واعتبر موقع "إسرائيل ديفينس"، في هذا الصدد، أن "من شأن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجديد، الجنرال جادي أيزنكوت (باشر مهامه في 17 فبراير/شباط الماضي) أن يكون ثورياً بدرجة لا تقل عن الجنرال احتياط في حرب لبنان 2006، دان حالوتس".
ووفقاً للموقع المذكور، فإن أيزنكوت يعكف ويعمل، على إدخال إصلاحات جذرية في عمل وتركيبة هيئة أركان جيش الاحتلال، من شأنها أن تصبح التغيير الأكبر في مبنى هيئة أركان الجيش وأسلحته المختلفة، منذ أيام حالوتس.
ويعتزم أيزنكوت، في هذا السياق، تشكيل قيادة جديدة، بسلاح جديد مستقلّ للغاية، تحت اسم "قيادة السايبر (الأمن الإلكتروني)". ولا يُعتبر هذا الأمر ثانوياً أو غير مهم، بل يقضي بإقامة ذراع جديدة للجيش، تتمتع بصلاحيات واسعة في مجال استخدام القوة، تماماً مثل باقي الأسلحة والأذرع الجوية والبرية والبحرية والاستخبارات.
ويشير المحلل العسكري، عامير رابابورط، إلى أنه "وفقاً لما هو متبع في جيش الاحتلال، فإن رئيس هيئة الأركان هو القائد المباشر لسلاح البر، وهو من يحرك قطعاتها، وعليه قيادة سلاح مستقل للسايبر، شبيه بسلاحي الجو والبحر، من قيادة المنطقة الوسطى وقيادة المنطقة الجنوبية، اللتين تخضعان لرئيس الأركان عند استخدام القوات البرية".
اقرأ أيضاً: الجيش الإسرائيلي يدرس تعديل عقيدته: "القتال الموزع" لمواجهة الجهاديين
ويشير التقرير إلى أنه "سبق أن نوقش الموضوع في جيش الاحتلال وقيادة الأركان، لاستكشاف ما إذا كان هناك متّسع لتشكيل ذراع عسكرية جديدة، إلا أنه تقرر في حينه توزيع وتقسيم مجال السايبر، بين سلاح الاستخبارات وقسم التنصت والتجسس. وتكون شعبة الاستخبارات مسؤولة بالتالي عن تنفيذ هجمات السايبر، بينما يختص قسم التنصت والتجسس بالجانب الدفاعي".
وبحسب رابابورط، فإن "اختيار الجنرال هليفي لتنفيذ هذه الإصلاحات، من شأنه تسهيل تطبيقها باعتباره صاحب القرار في ما إذا كان يجب نقل وتحويل صلاحيات وقدراته من شعبة الاستخبارات إلى الذراع الجديدة أم لا". وأضاف أنه "منذ اتخاذ القرار المذكور بشأن هليفي، ازدادت أهمية السايبر في الجيش وبشكل متصاعد، خصوصاً أن دولاً عدة سبقت إسرائيل في إقامة قيادة مستقلة لحرب السايبر".
وأفاد مطلعون على تفاصيل المشروع الجديد، أنه "من المرجح أن يقرّ أيزنكوت تشكيل هذه الذراع الجديدة قريباً، وأنه من المحتمل أن تبقى الوحدة الجديدة في إطار وحدة التجسس النخبوية للاستخبارات الإسرائيلية المعروفة باسم 8200". وقد كُشف أخيراً أن زعيم المعسكر الصهيوني، يتسحاق هرتسوغ خدم فيها وكان ضابطاً رفيع المستوى في قيادتها.
ويرجح رابابورط، استناداً على مصادر مطلعة، أن يقرّ أيزنكوت إعادة لواء التنصت والاتصالات والكمبيوتر إلى سلاح البر، وتركيز نشاطه في المسائل البرية، وتقليص حجمه لصالح الذراع الجديدة للحرب الإلكترونية "السايبر".
وسبق أن تعرّض الاحتلال الإسرائيلي لاتهامات إيرانية شبه رسمية، ألمحت إلى أن إسرائيل كانت وراء عمليات إلكترونية عدة، هدفت، وحققت جزئياً، أهدافها الإلكترونية في العمق الإيراني، بما في ذلك تعطيل منظومة حواسيب تطوير المشروع النووي الإيراني.
وعزّز رئيس الموساد الأسبق، مئير داغان، الشكوك الإيرانية، بالقول إن "إسرائيل نجحت، وبالتعاون مع الولايات المتحدة، في شنّ هجمات سايبر عدة في إيران". مع العلم أن داغان اتهم نتنياهو قبل أسبوعين بـ "الفشل" في وقف المشروع الإيراني.
إلى ذلك، أشارت تقارير عدة خلال العامين الماضيين، إلى أن "إسرائيل تولي أهمية كبيرة للحرب الإلكترونية، السايبر، وذلك بفعل التطور التكنولوجي الهائل في هذا السياق، والقدرة إلى الوصول عبر شبكات الإنترنت إلى مواقع وميادين بعيدة داخل عمق العدو". كما أن مؤسسات البحث في مجال الأمن القومي، ركزت في العامين الماضيين على مميزات والتحديات الكامنة أمام الأمن الإسرائيلي في مجال الحرب الإلكترونية، لأغراض الدفاع والهجوم على حدّ سواء.
وتعتمد إسرائيل في هذا السياق على كونها إحدى الدول الناشطة بشكل كبير، في مجال الصناعات الإلكترونية والاتصالات والبرمجة وحماية المعلومات. وقد سبق لرئيس الحكومة الإسرائيلية، أن فاخر بالنشاط الإسرائيلي في هذا المجال، بالتزامن مع حديثه عن مخططات إسرائيلية رسمية، لإقامة أكبر قاعدة للسايبر في النقب.
اقرأ أيضاً: تدريبات إسرائيل بالضفة: احتواء انتفاضة ثالثة و"سور واقٍ" جديد