ارتفع التوتر بشكل كبير في الأيام الأخيرة بين حزب العمال الكردستاني وإقليم كردستان العراق بقيادة مسعود البرزاني، وذلك على أثر الانتقادات الشديدة التي وجهها دوران كالكان، عضو اللجنة المركزية للعمال الكردستاني، تجاه الإقليم وقيادته.
ورداً على ذلك، أكد قائد قوات البشمركة السورية، النقيب دلوفان روباري، أن قواته تستعد للدخول إلى محافظة الحسكة، بعد تلقيها تدريبات في إقليم كردستان العراق، بهدف الانتشار في مناطق توزع الأكراد بسورية، مشيراً إلى أن هذه القوات من الجنود المنشقين عن قوات الأسد، تلقوا تدريبات على أيدي قوات البشمركة العراقية، الأمر الذي يرفضه حزب الاتحاد الديمقراطي (الجناح السياسي للعمال الكردستاني)، وجناحه العسكري.
وتعتبر "البشمركة السورية" الجناح العسكري للحزب الديمقراطي الكردستاني السوري، أبرز الأحزاب الكردية السورية، وهو جزء من الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية.
وكشف قائد قوات البشمركة السورية أن القوة تشكلت من عناصر كردية انشقت عن النظام وشباب ثوريين من سورية، مضيفاً أن "مقاتلي البشمركة السوريين خضعوا لتدريبات الجيوش النظامية بإشراف أكاديميين من الكلية الحربية، وأتقنوا استخدام الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، وتدربوا على جميع أشكال المعارك"، مؤكداً أن "قواته تتلقى دعماً كبيراً من قيادة إقليم كردستان العراق، وأن المعارك الشرسة التي خاضتها قواته مع تنظيم (الدولة) في شمالي العراق أكسبتها خبرة كبيرة".
وفي ما يخص قتال نظام الأسد، أكد روباري أن "قواته ستدخل إلى شمالي سورية قريباً وستفتح معركة حقيقية مع قوات النظام، الأمر الذي سيخفف الضغط عن قوات المعارضة على الجبهات الأخرى، وقال: "نحن نثق بقدرات قواتنا وحلفائنا، وواثقون من تحقيق النصر".
يذكر بأن البرزاني كان قد وصف، في بيان صادر عنه، تصريحات كالكان التي اتهم فيها حكومة الإقليم بالدكتاتورية، بـ"الخيانة، وإشعال حرب أهلية"، ودعا برزاني برلمان الإقليم إلى القيام بمسؤولياته إزاء تلك التصريحات، واتخاذ التدابير اللازمة في "مواجهة كيان الخيانة"، كما طالب البرلمان بتطبيق طرق قانونية للحيلولة دون تكرار مثل تلك التصريحات.
وكان كالكان قد صرّح، في مقابلة مع إحدى وسائل الإعلام المقرّبة من العمال الكردستاني، بأنه "لا يمكن أن تعيش جنوب كردستان تحت حكومة سياسية مركزية، لاحتوائها على العديد من اللهجات والمجتمعات المختلفة. لا يمكن لجنوب كردستان أن تعيش في كنف ديكتاتورية مركزية. هذه المنطقة تجمعها الديمقراطية التي تعني مشاركة الشعب في الحكم، وتؤكد وجود حكومة محلية قوية، وبالتالي فإننا سندير جنوب كردستان من أربيل".
اقرأ أيضاً: كردستان توافق على إرسال "البشمركة" إلى الأنبار