يُجهّز جيش الاحتلال الإسرائيلي أسلحته الثقيلة لجولة جديدة من التدريبات العسكرية المستمرة، على أرض الأغوار الفلسطينية، شرق الضفة الغربية المحتلة، ويُجهّز في مقابله، المزارع الفلسطيني ياسر أبو الكباش، من قرية حمصة الفوقا في الأغوار، سلاحه الوحيد الذي سيدافع به عن أرضه، كما فعل في مرات سابقة: بنطاله.
يستخدم أبو الكباش بنطاله لإطفاء الحرائق التي تندلع بفعل المناورات الإسرائيلية، في مراعي قريته. ويشير في هذا الصدد لـ"العربي الجديد"، إلى أن "هناك مناورة جديدة لجيش الاحتلال بين خيامنا، وعليّ أن أُجهّز بنطالي للمواجهة، فملابسي هي سلاحي الوحيد، ولا مجال للتردد أو التراجع".
وسبق أن ظهر أبو الكباش في جولات تدريب سابقة، أحرق فيها جيش الاحتلال 60 دونماً لعائلته مزروعة بالقمح، وقد خلع بنطاله لوقف امتداد النيران على مساحات أخرى، فيما حاول إخوته وقفها بأغصان الشجر. ويشرح أبو الكباش كيفية حصول الأمر: "كان أصعب موقف في حياتي، حين لا أجد سوى ملابسي للتضحية بها كي لا تأكل النار زرعنا". ويضيف "في البداية حاولت إخمادها بغصن شجرة أخضر، لكنه احترق، فخلعت
البنطال ووقفت عارياً متأهباً في وجه اللهب. لا وقت للتردّد، ولا حلّ سوى المواجهة بأي شيء، المهم أنني سأواجه".
اقرأ أيضاً: الاحتلال يصور قرى فلسطينية في الأغوار تمهيداً لهدمها
ويتابع "على الرغم من الخطر، إلا أن هناك دوافع كثيرة تُفقدني صبري، وتدفعني إلى أن أهجم على النار بملابسي كل مرة. لديّ سبعة أطفال، يعيشون على ما تنتجه أغنامي من حليب ولبن، وإن تركت النار تأكل أعشاب الأغنام، سيموت أولادي من الجوع، لهذا أُجاهد، وأتحمل لسعات النار التي شَوَت قدميّ وشعر ذقني".
من جهته، يقول رئيس "مجلس قروي المالح والمضارب الرعوية" في الأغوار الشمالية، عارف دراغمة، لـ"العربي الجديد"، إن "الوقفة الشعبية مع سكان المالح معدومة، الأمر الذي يضطر المزارعين إلى إخماد نار التدريبات بملابسهم وأغصان الشجر، لأنه لا يوجد في منطقة الأغوار كلها سيارة إطفاء".
ويضيف "ناشدنا جميع الفلسطينيين من أجل توفير سيارة إطفاء لمنطقة المالح المستهدفة من قوات الاحتلال بالتدريب والهدم والترحيل، وناشدنا مؤسسات المجتمع المدني، التي هي أغنى من السلطة الفلسطينية، لكنهم لم يسمعوا النداء".
ووفق إحصائيات ميدانية يسجلها "مجلس المالح"، فقد أحرقت تدريبات جيش الاحتلال منذ بداية العام الحالي فقط، 17800 دونم في منطقة المالح وقراها، منها ألفا دونم مزروعة بالقمح والشعير والبازلاء وغيرها، بينما تُشكّل المساحة المتبقية مراعي لأغنام المزارعين التي تعتبر مصدر رزقهم الوحيد.
وسبق أن حذّر "مجلس المالح" المزارعين، مراراً، من خطورة الاقتراب من النيران، بسبب وجود مخلفات قابلة للانفجار، بعد أن انفجرت قنبلة أصابت رأس الشاب علي النجادي، أثناء محاولته إخماد النيران المشتعلة في مراعيه.
وكرّرت سلطات الاحتلال منذ بداية العام الحالي، عملية ترحيل 300 عائلة فلسطينية من قرى المالح في الغور، لأكثر من 32 مرة، بهدف إجراء تدريبات عسكرية لجيشها، بين خيام المزارعين الفلسطينيين، الذين صارت قراهم حقل تجارب لحروب إسرائيل المفترضة. وتُخلّف تدريبات الجيش في الأغوار، قنابل تنفجر لاحقاً في أطفالٍ فلسطينيين هناك، وحرائق كبيرة تأكل زرعهم.
اقرأ أيضاً: الاحتلال يقلّص الوجود الفلسطيني بالضفة عبر "قانون البناء"
يستخدم أبو الكباش بنطاله لإطفاء الحرائق التي تندلع بفعل المناورات الإسرائيلية، في مراعي قريته. ويشير في هذا الصدد لـ"العربي الجديد"، إلى أن "هناك مناورة جديدة لجيش الاحتلال بين خيامنا، وعليّ أن أُجهّز بنطالي للمواجهة، فملابسي هي سلاحي الوحيد، ولا مجال للتردد أو التراجع".
وسبق أن ظهر أبو الكباش في جولات تدريب سابقة، أحرق فيها جيش الاحتلال 60 دونماً لعائلته مزروعة بالقمح، وقد خلع بنطاله لوقف امتداد النيران على مساحات أخرى، فيما حاول إخوته وقفها بأغصان الشجر. ويشرح أبو الكباش كيفية حصول الأمر: "كان أصعب موقف في حياتي، حين لا أجد سوى ملابسي للتضحية بها كي لا تأكل النار زرعنا". ويضيف "في البداية حاولت إخمادها بغصن شجرة أخضر، لكنه احترق، فخلعت
اقرأ أيضاً: الاحتلال يصور قرى فلسطينية في الأغوار تمهيداً لهدمها
ويتابع "على الرغم من الخطر، إلا أن هناك دوافع كثيرة تُفقدني صبري، وتدفعني إلى أن أهجم على النار بملابسي كل مرة. لديّ سبعة أطفال، يعيشون على ما تنتجه أغنامي من حليب ولبن، وإن تركت النار تأكل أعشاب الأغنام، سيموت أولادي من الجوع، لهذا أُجاهد، وأتحمل لسعات النار التي شَوَت قدميّ وشعر ذقني".
من جهته، يقول رئيس "مجلس قروي المالح والمضارب الرعوية" في الأغوار الشمالية، عارف دراغمة، لـ"العربي الجديد"، إن "الوقفة الشعبية مع سكان المالح معدومة، الأمر الذي يضطر المزارعين إلى إخماد نار التدريبات بملابسهم وأغصان الشجر، لأنه لا يوجد في منطقة الأغوار كلها سيارة إطفاء".
ويضيف "ناشدنا جميع الفلسطينيين من أجل توفير سيارة إطفاء لمنطقة المالح المستهدفة من قوات الاحتلال بالتدريب والهدم والترحيل، وناشدنا مؤسسات المجتمع المدني، التي هي أغنى من السلطة الفلسطينية، لكنهم لم يسمعوا النداء".
ووفق إحصائيات ميدانية يسجلها "مجلس المالح"، فقد أحرقت تدريبات جيش الاحتلال منذ بداية العام الحالي فقط، 17800 دونم في منطقة المالح وقراها، منها ألفا دونم مزروعة بالقمح والشعير والبازلاء وغيرها، بينما تُشكّل المساحة المتبقية مراعي لأغنام المزارعين التي تعتبر مصدر رزقهم الوحيد.
وسبق أن حذّر "مجلس المالح" المزارعين، مراراً، من خطورة الاقتراب من النيران، بسبب وجود مخلفات قابلة للانفجار، بعد أن انفجرت قنبلة أصابت رأس الشاب علي النجادي، أثناء محاولته إخماد النيران المشتعلة في مراعيه.
وكرّرت سلطات الاحتلال منذ بداية العام الحالي، عملية ترحيل 300 عائلة فلسطينية من قرى المالح في الغور، لأكثر من 32 مرة، بهدف إجراء تدريبات عسكرية لجيشها، بين خيام المزارعين الفلسطينيين، الذين صارت قراهم حقل تجارب لحروب إسرائيل المفترضة. وتُخلّف تدريبات الجيش في الأغوار، قنابل تنفجر لاحقاً في أطفالٍ فلسطينيين هناك، وحرائق كبيرة تأكل زرعهم.
اقرأ أيضاً: الاحتلال يقلّص الوجود الفلسطيني بالضفة عبر "قانون البناء"