أكدت الحكومة المغربية، على لسان الوزيرة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون، امباركة بوعيدة، أن حل نزاع الصحراء الذي يمتد منذ سنة 1975 رهين بإدراك المنتظم الدولي للدور المباشر الذي تلعبه الجزائر في هذا الملف الشائك.
وأكدت الوزيرة المنتدبة، يوم الثلاثاء، في مجلس النواب خلال ردها على أسئلة البرلمانيين بخصوص مستجدات قضية الصحراء، أنه "لن يكون هناك تطور في المفاوضات في قضية الصحراء، ما لم يتم الاعتراف بالدور المباشر للجزائر في هذا الملف".
وشددت المسؤولة الحكومية ذاتها على أن "التقدم في المفاوضات بشأن الصحراء، برعاية منظمة الأمم المتحدة، يعود إلى ضرورة الإقرار بالدور المباشر للجزائر في الملف"، في إشارة إلى ما تعتبره الرباط دعماً صريحاً لجارتها الشرقية لفائدة جبهة البوليساريو.
ودعت بوعيدة، في الجلسة البرلمانية الأسبوعية، إلى إحصاء المحتجزين في مخيمات تندوف جنوبي الجزائر، كمطلب ضروري ومدخل رئيسي من أجل التمهيد لعملية التفاوض بين الأطراف الرئيسية في النزاع، مبرزة أن المملكة متمسكة بمقتضيات المسار الذي ارتضته الأمم المتحدة.
وجددت الوزيرة المنتدبة تأكيد المغرب على أن مقترح الحكم الذاتي في منطقة الصحراء هو أقصى حل ممكن ومتاح لهذا النزاع المفتعل، بحسب قولها، قبل أن تؤكد أن المعركة طويلة وتتسم بصبغة سياسية وقضائية، وبأن المغرب واثق من خطواته ومكتسباته في هذا المضمار.
وفي سياق آخر، تطرقت الوزيرة إلى علاقات المغرب وموريتانيا، بعد الجدل الذي أثاره خبر نشرته مجلة "جون أفريك" الناطقة بالفرنسية التي أفادت بأن جنوداً موريتانيين رفعوا علم بلادهم في سماء مدينة الكويرة بالصحراء، حيث شددت على أن العلاقات بين الرباط ونواكشوط "جيدة ومتينة".
وقالت بوعيدة، في هذا الصدد، إن ما قيل بخصوص العلم الموريتاني لا أساس له من الصحة، مبرزة أن "هناك جهات لها مصلحة للتشويش على العلاقات المغربية الموريتانية"، في تلميح إلى الجزائر مرة أخرى، قبل أن تشير إلى جودة العلاقات بين الرباط ونواكشوط، بدليل تبادل زيارات وزراء البلدين، واجتماع اللجنة المشتركة بين البلدين خلال الأسابيع المقبلة.