قال عدد من شباب الحركات الثورية إن نظام الحكم الحالي في مصر يعاني انفصاماً واضحاً في التعامل مع ثورة 25 يناير 2011، كشفته كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي، التي وجّهها مسجلة، اليوم الأحد، قبل ساعات من حلول الذكرى الخامسة للثورة.
وأضافوا في تصريحات لـ"العربي الجديد"، أن السيسي حرص على الذهاب إلى أكاديمية الشرطة، أمس، للاحتفال بعيد الشرطة، في ظل القمع الذي تشهده البلاد منذ توليه الحكم.
وأشاروا إلى أنه بينما يرسل السيسي كلمات جوفاء عن احترامه لشباب الثورة، فإنه يزج بهم في المعتقلات والسجون، وبينما يحيي رجال الشرطة، فإنه لم يشر ولو بكلمة واحدة إلى ما يقومون به من قتل، وسحل، وتعذيب لشباب الثورة.
اقرأ أيضا: الذكرى الخامسة لثورة يناير: الترقب يخيم على المشهد المصري
وقال الشباب إن تصرفات النظام السياسي الحالي هي التي تحكم عليه، وليس بعض الكلمات الفارغة التي لا هدف لها سوى توهّم القدرة على احتواء غضبهم.
واعتبر النشطاء أن تصريحات السيسي ستزيد حالة الاحتقان ضده من قبل الشباب.
وقال أحد شباب حركة الاشتراكيين الثوريين، محمد الشافعي، إن السيسي لم يقدم جديدا في خطابه بشأن ثورة يناير، وخاصة أن حديثه دائما يخالف مبادئ الثورة.
وأضاف أن تصرفاته وقراراته وإجراءاته كلها ضد الثورة بشكل واضح وصريح، حيث إنه استعان برجال مبارك وسياساته، وخاصة في ما يتعلق بالحريات وقمع المعارضة والتنكيل بالشباب.
وتساءل: "كيف تستقيم تحية الرجل للشرطة المصرية وتقدير جهودها، وفي الوقت نفسه يتحدث عن ثورة 25 يناير، والثورة قامت في الأساس ضد ممارسات الشرطة".
وأكد أن الشرطة لا تزال تمارس سياساتها نفسها في التعامل مع المواطنين، وبالأخص مع النشطاء والشباب، وهو أمر لا يجهله إلا أعمى، وبالتالي فإن حديث الرجل نوع من الاستفزاز للشباب.
ولفت إلى أنه في حال أراد السيسي فعلا استكمال ثورة يناير، فعليه الإفراج عن الشباب المعتقلين في قضايا سياسية، وكف يد الشرطة عن التنكيل، مشيرا إلى أنه قتل خلال نحو شهر ما يزيد عن 10 أشخاص في أقسام الشرطة والسجون، وهي نسبة لم تقترب منها مصر خلال فترة الرئيس المخلوع حسني مبارك.
وتعجّب من تصريحات السيسي المتتالية عن الشباب وضرورة العمل والبناء، مشددا على اتساع رقعة الغضب ضد السيسي يوما بعد يوم.
وأكد الشافعي أن السيسي يخشى كثيرا من الشباب وتحديدا الكتلة الحرجة التي يمكن أن تتحرك ضده في أي وقت، بعد تردي الأوضاع على كل المستويات اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا.
اقرأ أيضا: السيسي يهاجم اﻹخوان ومعلقون: يكرر سيناريو أنا أو الفوضى
من جانبه، قال أحد شباب حركة 6 إبريل إن خطاب السيسي جاء في إطار الاستهلاك الكلامي فقط، دون تقديم أي رؤية لحل الأزمة السياسية القائمة في مصر، منذ توليه الحكم قبل عام ونصف العام.
وأضاف الشاب، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن السيسي خرج بخطاب غير مفهوم الوجهة، وتساءل إن كان يتوجه به إلى ما سماه "حزب الكنبة"، الذي تعتمد عليه كل الأنظمة.
وتابع أن خطاب السيسي جاء لمحاولة إظهار احترامه لثورة يناير، ولكن فعليا هو من أشد الكارهين للثورة وهو أمر واضح من خلال الاعتقالات والتنكيل بالمعارضين والشباب، فضلا عن أوضاع معيشية سيئة للغاية.
وشدد على أن السيسي لا يوجه خطابه للشباب، وخاصة أنه يدرك جيدا أن حديثه لن ينطلي عليهم، في ظل ما يواجهونه يوميا من قمع أمني غير مسبوق.
وأشار إلى أن الشباب إما معتقلون أو مطاردون، أو ينتظرون مصيرهم بين هذا وذاك، موضحا أن السيسي قطع كل محاولة التفاهم باستمراره في سياساته.
وشدد على أن السيسي خرج ليتباهى بإنجازات زائفة، بتصحيح مسار الثورة في 30 يونيو/ حزيران، وهو أمر أصاب الشعب بالملل، وخاصة أن إنجازات الرجل الوحيدة هي قيامه بعزل أول رئيس منتخب بطريقة ديمقراطية في مصر، محمد مرسي.
اقرأ أيضا: اعتقال 6 متظاهرين واعتداء قوات الأمن على مسيرة بالإسكندرية