جدّدت مليشيا مسلّحة بارزة في العراق، تابعة لما يُعرف بـ"الحشد الشعبي"، اليوم الأربعاء، تأكيدها الانتقال للقتال في سورية، بعد انتهاء معركة الموصل، واستعادة باقي مدن محافظة نينوى، من يد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).
وذكرت مليشيا "كتائب سيّد الشهداء"، إحدى المليشيات التي برزت مؤخراً في العراق، وتحظى بدعم مباشر من قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، في بيان لزعيمها أبو ولاء الولائي، أنّ "كتائب سيد الشهداء" ستلاحق داعش في الأراضي السورية بعد تحرير قضاء تلعفر".
ويأتي بيان المليشيا، بعد أيام من إعلان رسمي صدر عن رئاسة هيئة "الحشد الشعبي"، والتي تضم 79 مليشيا مسلحة، تتلقى دعماً وتمويلاً من إيران، بأنّ وجهتها ستكون بعد الموصل وتلعفر إلى سورية.
وأضاف الولائي أنّ المقاتلين "تمكّنوا من السيطرة على قرى العسيلية والمستنطق الأولى والثانية، بعد قتل العشرات من عناصر "داعش"، والاستيلاء على أسلحتهم ومعداتهم غربي الموصل، اليوم الأربعاء"، بحسب البيان.
وتصاعدت وتيرة تهديدات مليشيات "الحشد الشعبي" للقتال بشكل مباشر في سورية، بعد إعلانها عن المشاركة العسكرية في معركة الموصل، وقيام قواتها بالانطلاق نحو مدينة تلعفر ذات الغالبية التركمانية، وتمكّنها من فرض سيطرتها على عشرات القرى الصغيرة، في مناطق جنوب غربي مدينة الموصل.
وأعلن المتحدث باسم مليشيات "الحشد الشعبي"، أحمد الأسدي، أنّ "الحشد مستعد أيضاً للقتال في سورية، لأنّ مصلحة الأمن القومي العراقي تتطلّب القضاء على وجود تنظيم "داعش" في الأراضي السورية المجاورة"، على حد قوله.
بدوره، اعتبر قائد مليشيا "بدر" والقيادي البارز في مليشيات "الحشد الشعبي"، هادي العامري، في حديثٍ لـ"العربي الجديد"، أنّ "قوات الحشد الشعبي جاءت إلى الموصل لتضييق الخناق على تنظيم "داعش"، ومحاصرته في الموصل، وعدم السماح لعناصره بالفرار إلى الأراضي السورية المجاورة".
وأكد العامري أنّ "مهمتنا الحالية هي تحرير أراضي بلدنا من سيطرة "داعش"، وإغلاق الحدود بشكل نهائي. وإذا تطلّب الأمر سنذهب إلى سورية، لأنّ خطر "داعش" سيبقى يهدّد العراق، إذا ما بقي "داعش" موجوداً في الأراضي السورية".
ويأتي الموقف الحكومي العراقي، متناغماً مع تصريحات قادة مليشيات "الحشد الشعبي"، حول الدخول بشكل علني للقتال في سورية، وذلك وفق تصريحات صحافية أدلى بها، في وقت سابق، مستشار الأمن الوطني في الحكومة العراقية، والقيادي في حزب "الدعوة"، فالح الفياض.
ورجّح دخول قوات "الحشد الشعبي" إلى الأراضي السورية للقتال ضد تنظيم "داعش"، بعد تحرير الموصل "بموافقة النظام السوري".
وقال الفياض إنّ "تدخل العراق للقتال في سورية، سوف يأتي متطابقاً مع مبادئ احترام سيادة الدول، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، ووفق المصلحة الوطنية العراقية"، مشيراً إلى أنّ العراق "مستعد للقتال في أي مكان للقضاء على الإرهاب"، بحسب قوله.
وكانت مليشيات "الحشد الشعبي" قد أعلنت عن بداية عملياتها العسكرية في معركة الموصل، بالهجوم على مدينة تلعفر (60 كم غرب الموصل)، والقرى والنواحي التابعة لها، وسط مخاوف وتحذيرات من توترات طائفية، نظراً للخصوصية المذهبية والقومية التي تتصف بها المدينة.
وأطلقت الحكومة العراقية والتحالف الدولي، مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي، عملية عسكرية واسعة بمشاركة مختلف صنوف القوات المسلحة العراقية، ومليشيات "الحشد الشعبي"، بقصد استعادة مدينة الموصل من "داعش"، والذي سيطر عليها منذ يونيو/حزيران 2014.
وتأتي العملية العسكرية في الموصل، وسط مخاوف من عمليات تطهير طائفي محتملة، على غرار ما جرى في الفلوجة وجرف الصخر سابقاً، على أيدي مليشيات "الحشد الشعبي".