دخلت معارك الموصل يومها الثاني والعشرين، مسجلة تطورات جديدة على الأرض، أبرزها وصول قوات عراقية جديدة إلى مشارف المدينة وتضييق الخناق عليها من محاور عدة. ويتزامن ذلك مع استمرار القصف الجوي والصاروخي والمدفعي، وسط تقارير تؤكد سقوط عدد من الضحايا المدنيين جراء الضربات التي وُصفت بـ"العشوائية"، خصوصاً من المحاور التي تسيطر عليها المليشيات والجيش.
ووفقاً لمصادر عسكرية عراقية، فإن الاشتباكات، اليوم الأحد، تدور جنوباً في الأجزاء الشمالية من بلدة حمام العليل، جنوب الموصل، ومن المحور الشرقي والشمالي في أحياء ومناطق حي الانتصار والسماح ومنطقة الشلالات.
وقال ضابط عراقي بالجيش، لـ"العربي الجديد"، إن "المعارك تجري اليوم على أمل تثبيت استقرار قواتنا في المناطق التي تم اقتحامها يومي الجمعة والسبت، بهدف اتخاذها مواضع قتالية جديدة للتقدم إلى مناطق أخرى"، مبيناً أن "ست عمليات انتحارية، حتى الآن، نفذها التنظيم منذ الصباح لوقف تقدم القوات المهاجمة".
وأضاف أن "القناصة يشكلون تحدياً آخر نواجهه في معارك اليوم"، موضحاً أن أول أحياء الموصل تحولت إلى "مناطق ملغومة بالكامل، والتنظيم يسعى إلى جرنا إليها".
في غضون ذلك، تواصل مقاتلات أميركية وفرنسية قصف المواقع الأمامية لتنظيم "داعش"، وبشكل مكثف.
وقال المقدم في قيادة عمليات نينوى، أحمد الوائلي، لـ"العربي الجديد"، إن "القصف الأميركي تركز على المحورين الشمالي والشرقي، بينما تتولى الطائرات العراقية دعم المحور الجنوبي والغربي، الذي توجد بداخله المليشيات والجيش العراقي". وأضاف أنّه "من المفترض أن تصل اليوم تعزيزات عسكرية إلى البلدة، في إطار الاستعدادت لاستمرار التقدم نحو المدينة".
إلى ذلك، بدت خارطة القوات المهاجمة أكثر قرباً من مركز الموصل، في ظل تراجع واضح لتنظيم "داعش" أمام الضربات العسكرية الجوية لطيران التحالف الدولي، الذي يملك مفاتيح التقدم البري للقوات العراقية.
وتعتبر أقرب النقاط وأكثرها ترشيحاً لأن يكون اقتحام المدينة عبرها المحور الشرقي للموصل، حيث يفصل بين القوات المهاجمة وعناصر التنظيم أقل من 800 متر، مع احتدام القتال العنيف. في حين يفصل بينهما عبر المحور الشمالي نحو كيلومتر واحد، ومن الجنوب 15 كيلومتراً، ومن المحور الغربي، الذي تتولى مسؤوليته المليشيات بشكل منفرد، نحو 44 كيلومتراً، وهو ما يجعل المدينة مطوقة من محاور عدة. إلا أن مصادر عسكرية عراقية أكدت أن مقاتلي التنظيم لا يزال بإمكانهم تلقي المساعدات من دير الزور السورية، من مقاتلين وأسلحة، فضلاً عن نقل جرحاهم.