لا يتسم شهر ديسمبر/كانون الأول ببرده الشديد وحسب، ولا بكونه الشهر الأخير من العام الذي يتوق الناس إلى خلاصه أو الخلاص منه بانتظار حلول العام الجديد، لكن شهر ديسمبر غالباً ما يعني برودة الجبهات الساخنة وبرودة الحراك الدبلوماسي وانصراف الساسة إلى الشؤون العائلية احتفالاً بأعياد الميلاد وحلول السنة الجديدة. غير أن ما يُميز ديسمبر الحالي أنه الأخير للرئيس الأميركي باراك أوباما وعقيلته في البيت الأبيض، إذ يغادر الرئيس المنصرف في يناير/كانون الثاني المقبل ويحل الرئيس الجديد دونالد ترامب في المكتب البيضاوي. ولأن المخاوف والمحاذير من الرئيس الجديد كثيرة، يأمل البعض أن يُنجز أوباما خلال ديسمبر بعض الاختراقات في ملفات سياسية ساخنة.
في ملف الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، لا يكاد يُذكر لأوباما أي إنجاز طيلة سنوات حكمه الثماني، وربما هذا ما دفع الرئيس الأميركي الأسبق، جيمي كارتر، إلى دعوة أوباما لانتهاز ما تبقى له من أيام في البيت الأبيض في إحداث اختراق بالاعتراف بالدولة الفلسطينية. وبعد أن عبّر مهندس "كامب ديفيد" في مقال بصحيفة "نيويورك تايمز"، عن مخاوفه من الإدارة الأميركية المقبلة كتب: "مع أن الوقت قصير، فإن الخطوة البسيطة والحيوية التي يجب أن تتخذها الإدارة قبل أن تنتهي ولايتها هي الاعتراف بالدولة الفلسطينية".
أما في الملف السوري، فمن غير المرجح أن يتمكن أوباما من إحداث أي اختراق خلال الخمسين يوماً المُتبقية قبل أن يجمع حقائبه إلى خارج البيت الأبيض، إذ إن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الطرف الأقوى في المعادلة السورية، غير متعجل لأي حل بانتظار تقلد دونالد ترامب مقاليد القرار. ويبدو لموسكو أن الإدارة الأميركية المقبلة ستكون أقرب إلى الموقف الروسي في الملف السوري مما كانت عليه إدارة أوباما – كيري.
بين كانونين باردين يقضي أوباما آخر أيامه في البيت الأبيض، ثم يغادر شاهراً الباب أمام فبراير/شباط الخبّاط، ومارس/آذار الهدّار، وما بعدهما من شهور حكم ترامب الطويلة، التي ستكون بلا ريب عاصفة بتقلبات سياسية، قد تأتي على ما تبقى من حطام "شرق أوسط جديد" أنجزه أوباما في ثماني سنين.
أما في الملف السوري، فمن غير المرجح أن يتمكن أوباما من إحداث أي اختراق خلال الخمسين يوماً المُتبقية قبل أن يجمع حقائبه إلى خارج البيت الأبيض، إذ إن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الطرف الأقوى في المعادلة السورية، غير متعجل لأي حل بانتظار تقلد دونالد ترامب مقاليد القرار. ويبدو لموسكو أن الإدارة الأميركية المقبلة ستكون أقرب إلى الموقف الروسي في الملف السوري مما كانت عليه إدارة أوباما – كيري.
بين كانونين باردين يقضي أوباما آخر أيامه في البيت الأبيض، ثم يغادر شاهراً الباب أمام فبراير/شباط الخبّاط، ومارس/آذار الهدّار، وما بعدهما من شهور حكم ترامب الطويلة، التي ستكون بلا ريب عاصفة بتقلبات سياسية، قد تأتي على ما تبقى من حطام "شرق أوسط جديد" أنجزه أوباما في ثماني سنين.