دخل اعتصام أنصار "التيار الصدري" يومه الخامس على التوالي أمام بوابات المنطقة الخضراء ببغداد، رافعا عدد الخيام المنصوبة إلى أكثر من 200 خيمة كبيرة وصغيرة، يقيم فيها العشرات من المعتصمين، الذين حوّلوا محيط البقعة الأهم بالعراق إلى ساحة للطهو وغسل الملابس ولعب كرة القدم، وإقامة المناظرات الشعرية والندوات السياسية، وسط إغلاق تام للطرق المؤدية إليهم، واستمرار استخدام القادة العراقيين بوابات ثانوية للدخول والخروج لمزاولة أعمالهم اليومية، بمن فيهم رئيس الوزراء، حيدر العبادي.
وبدت حركة الوفود والوساطات السياسية، بما فيها الإيرانية، أكثر نشاطا منذ صباح اليوم الأربعاء، في مسعى لتهدئة الموقف قبل تظاهرة يوم الجمعة المقبل، التي يتوقع أن تشارك فيها أعداد كبيرة تصل إلى ربع مليون مواطن، وفقا لتقديرات قيادات بـ"التيار الصدري" ذكرت لـ"العربي الجديد"، أن "ناشطين من محافظات أخرى بالجنوب سيصلون بغداد خلال ساعات للمشاركة بالاعتصام والتظاهر".
وكان مقتدى الصدر، زعيم التيار، قد أعلن عن قائمة تضم تسعين شخصية، قال إنهم مستقلون وتكنوقراط يقترحهم لتسلّم حقائب حكومة العبادي، مطالبا رئيس الحكومة بالتجاوب معها، ومجددا رفضه خطوات العبادي الأخيرة، وطلبه من الكتل والأحزاب السياسية ترشيح وزراء عنها، وهو ما اعتبره الصدر "غير مجد ولا يمكن اعتباره إصلاحا".
اقرأ أيضا: العراق: الصدر يطالب بمنع سفر "الفاسدين"
ولم يصدر عن مكتب العبادي أي رد حول قائمة ترشيحات الصدر لشغل تلك المناصب، إلا أن قيادات بارزة في "حزب الدعوة" قالت إن العبادي غير ملزم بتلك الترشيحات.
وقال القيادي في ائتلاف دولة القانون، جاسم محمد جعفر، إن رئيس الحكومة سيقيل تسعة وزراء من حكومته، وسيستبدلهم بآخرين من أصحاب الكفاءة والخبرة، مشددا على ضرورة مصادقة البرلمان العراقي على تعديلات رئيس الحكومة التي سيطرحها للتصويت السبت المقبل.
وأضاف جعفر "سيتم استبدال خمسة وزراء من "التحالف الوطني"، وثلاثة من "تحالف القوى العراقية"، ووزارة واحدة من "التحالف الكردستاني""، مبينا أن العبادي سيراعي تنوّع المجتمع العراقي خلال عملية استبدال الوزراء.
وفي السياق ذاته، أكدت مصادر سياسية رفيعة في الحكومة العراقية ببغداد أنه من المقرر أن تعقد جولة مباحثات جديدة، في العاشرة من مساء اليوم، بين قيادات بالتحالف بوساطة إيرانية وجهود من رئيس الجمهورية، فؤاد معصوم، لاحتواء الموقف قبل حلول صباح الجمعة.
وأبلغ مسؤول عراقي رفيع في بغداد، "العربي الجديد"، أن "الاجتماع سيحاول الوصول إلى خارطة طريق تمنع استفحال الأزمة قبل كل شيء، ومن ثم قبول جميع الأطراف بالتنازل لمنع انهيار الحكومة أو العودة للمربع الأول"، مؤكدا أن الاجتماع يعقد برعاية إيرانية في بغداد.
اقرأ أيضاً: مبعوث خامنئي الخاص يصل بغداد وسيطا