حصل "العربي الجديد" على نسخة من الخطاب الموجه من غرفة عمليات (مصراتة - سرت)، إلى المجلس الرئاسي، لطلب مساعدة من القوات الجوية الأميركية، لقصف أهداف لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في سرت.
وطالبت الغرفة في خطابها، "المجلس الرئاسي" بـ"النظر في حاجة الغرفة للمساعدة العسكرية من الولايات المتحدة، في حدود ضربات جوية يتم تحديدها من الغرفة، في إطار التعاون الدولي"، مشيرةً إلى أن "طلب المساعدة هو اختصاص أصيل للمجلس الرئاسي".
وعلل الخطاب حاجة الغرفة للمساعدة الأميركية، بتغير طبيعة القتال في المرحلة الأخيرة واختلاف التمركزات والمحاور. وأضاف: "طبقاً للتكتيكات العسكرية لإدارة المعركة، خصوصاً المعارك الحالية داخل الأحياء السكنية التي تتطلب الحفاظ على سلامة المدنيين الرهائن لدى التنظيم".
وبيّن الخطاب أن "الاحتياجات العاجلة للغرفة في هذه المرحلة التي تتسم بالدقة والخطورة، لاستهداف الأماكن الخطيرة المحصنة، تتطلب تقنيات عسكرية متقدمة غير متاحة للغرفة، تتمثل في عمليات جوية بالقنابل الموجهة، وهي تقنيات متوفرة لدى بعض الدول الصديقة، وتحديداً الولايات المتحدة، التي تعد من أبرز الدول التي تعهدت بمساعدة ليبيا، في حربها ضد داعش"، بحسب نص الخطاب.
وبنى الخطاب طلبه للمساعدة الدولية على "التعاون مع الدول الشقيقة والصديقة في المجال الاستخباراتي والأمني والعسكري"، في الحرب على هذا "التنظيم، النموذج الأخطر في الإرهاب العالمي، الذي تعد الحرب عليه حرباً دولية تتضافر فيها كل القوى".
وذكر الخطاب أن قوات الغرفة استخدمت في حربها ضد التنظيم سياسة المباغتة، لتقويض وجوده في المناطق حول سرت، وصولاً إلى داخل المدينة، في خطط محكمة شاركت فيها قوات البحرية وسلاح الجو مع المقاتلين على الأرض. وأشار إلى أن الغرفة تمكنت من فرض طوق لمراقبة الحدود البحرية لسرت، للتصدي لأي محاولة للفرار، بالإضافة إلى طوق بري على شكل هلال يتم تضييقه وفق قواعد الاشتباك المقررة.
وحدد الخطاب أن خسائر قواتها بلغت 338 عنصراً، و1500 جريح، بسبب شراسة المعركة واستخدام العدو المفخخات والألغام المزروعة في الأراضي التي ينسحب منها.
وتشكلت غرفة (مصراتة - سرت) بقرار من "المجلس الرئاسي"، في مطلع مايو/أيار الماضي، بقيادة ضباط تابعين له، لتعمل تحت اسم (غرفة البنيان المرصوص) فيما بعد.
وكانت مصادر ليبية مقربة من وزارة خارجية حكومة الوفاق كشفت، في تصريحات خاصة لـ"العربي الجديد"، في وقت سابق، عن استعداد "المجلس الرئاسي" للإعلان عن اشتراك قوات جوية أجنبية، في العمليات القتالية ضد المجموعات "الإرهابية" في ليبيا.
وأوضحت المصادر نفسها، أن مباحثات تجري بين الجانب الليبي ومندوبين عن دول فرنسا وأميركا وإيطاليا وبريطانيا، كان آخرها مباحثات جمعت مسؤولي "المجلس الرئاسي" بمساعد وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، خلال زيارته الأخيرة للجزائر الأسبوع الماضي.
وجاءت المساعي الليبية بعد سلسلة من الانتقادات لها، على خلفية الإعلان الفرنسي عن وجود قواته على الأراضي الليبية، ومقتل ثلاثة من جنوده في حادثة لم يكشف عن تفاصيلها بشكل رسمي حتى الآن.