وقال لافروف، خلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، "الأهم الآن هو منع انهيار هذه الاتفاقات وإجراء تحقيقات موضوعية في حادثتي دير الزور وحلب اللتين تنسفانها"، مشيراً إلى أنّه "هناك تحقيقات تتم من جانب مستقل بشأن استهداف قافلة المساعدات الإنسانية في حلب".
وحول وقف قصف النظام السوري للمدنيين وخلق مناطق حظر جوي والخلاف بين واشنطن وموسكو حول المدة، قال لافروف "في البداية طلب الأميركان وقف الطيران لثلاثة أيام ووافقنا على ذلك، وبعدها غيروا رأيهم وطلبوا سبعة أيام، هذه طريقة لا يمكننا العمل بها"، مضيفاً أنّ "مصدر المشكلة هو الاتفاق وتحديد مواقع تواجد جبهة النصرة، كي لا يتم ضرب أطراف أخرى، ونقوم حالياً بالفصل وتحديد تلك الفصائل يمكننا أن نحصل على هدنة".
وعن تصاعد قصف النظام السوري على حلب، شدد لافروف على أنّ "ادعاء الأطراف المختلفة على الأرض في سورية أنها لا تريد الانسحاب إلى أن تتوقف طلعات الحكومة السورية، هو كلام فارغ وأعتقد أن هناك عدم رغبة على الأرض وعدم ثقة بين الأطراف".
وفي ما يتعلق بالضربات الأميركية على قوات النظام السوري في دير الزور، أشار إلى أنّ "الأميركيين يقولون إنّ دور الزور كانت خطأ، ولكن الوضع في دير الزور واضح منذ سنتين، هناك قوات تابعة للحكومة السورية محاطة بتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، فهذا خطأ يبدو مستغرباً ويجب التحقيق بذلك".
واعتبر أنّ "هناك أهمية مبدئية للوفاء بمطلب مجلس الأمن الدولي بابتعاد ما يسمى المعارضة المعتدلة عن الإرهابيين"، ملقياً المسؤولية على عاتق الولايات المتحدة وأعضاء التحالف الذي تقوده لجهة "زيادة الرفض أو العجز عن ذلك من الشبهات بالسعي لمنع ضرب جبهة النصرة (فتح الشام حالياً)، واستمرار وجود خطط تغيير النظام، وهذا انتهاك صارخ لقرار مجلس الأمن الدولي".
وشدد لافروف على أنّه "لا يمكن تسوية الأزمة في سورية إلا عن طريق النصر على تنظيمي داعش والنصرة، وغيرهما من التنظيمات المتطرفة"، لافتاً إلى أنّ "هذا هو مفتاح لتعزيز نظام وقف إطلاق النار وتحقيق المصالحة الوطنية"، مضيفاً "ليس من المقبول الإبطاء مع إطلاق المفاوضات السورية - السورية من دون أي شروط مسبقة".
ولجهة الملف الفلسطيني، شدد لافروف على ضرورة "حل الدولتين من أجل القضية الفلسطينية"، مؤكّداً سعي بلاده "لتسوية النزاع الإسرائيلي والفلسطيني لإنهاء حالة الركود المسيطرة منذ فترة".
وعن الملف النووي، أعرب وزير الخارجية عن قلقه من الدول التي تقوم بتجارب نووية، قائلاً إنّه "يجب احترام معاهدة انتشار الأسلحة النووية، فما تقوم به كوريا الشمالية يجب ألّا يكون ذريعة لزيادة تسليح المنطقة ونشر الدرع الصاروخية الأميركية في كوريا الجنوبية".
من جهة أخرى، أكّد وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، خلال لقائه مع نظيره الروسي، على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، قبول الحكومة السورية الاتفاقات الروسية الأميركية واستعدادها للوفاء بها، وفق ما أفادته وزارة الخارجية الروسية، مساء اليوم الجمعة.
وأوضحت الخارجية الروسية، في بيان، أنّ "المعلم أكّد قبول الحكومة السورية الاتفاقات الروسية الأميركية التي تم التوصل إليها، واستعدادها للوفاء بها"، موضحةً أنّ "اللقاء تطرق إلى تطورات الوضع في سورية والشرق الأوسط مع التركيز على آفاق التسوية السورية ووضع حد لكافة أشكال العنف".
وأشارت إلى أنّه "تم التأكيد من الجانب الروسي على الخط المتتالي للإسهام في التسوية السياسية - الدبلوماسية للنزاع، وأيضاً دعم الحكومة السورية في مواجهة المتطرفين والإرهابيين الدوليين مع احترام وحدة الأراضي السورية واستقلالها".