يصطدم الأمين العالم لحزب العدالة والتنمية في المغرب، عبد الإله بنكيران، المكلف تشكيل الحكومة الجديدة، بعراقيل عدة باتت تهدد إمكانية نجاحه في مهمته، لا سيما بعد فشل أحدث جولة من المشاورات، ليعود الحديث عن سيناريوهات عدة لحل الأزمة.
وكان العاهل المغربي، محمد السادس، قد كلف بنكيران في العاشر من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي بتشكيل الحكومة الجديدة، بناء على نتائج انتخابات 7 أكتوبر، التي انتهت بتصدر حزب العدالة التنمية للانتخابات.
وعلى الرغم من أن الأمين العام لـ"العدالة والتنمية" لا يزال يقود الحكومة المنتهية ولايتها، إلا أن مشاوراته لتأليف تشكيلة وزارية جديدة تتعثر منذ أكثر من ثلاثة أشهر، لتكون بذلك أطول مدة استغرقتها مشاورات تشكيل الحكومة في المغرب منذ الاستقلال. وتوقفت أحدث جولة من المشاورات على أثر إعلان بنكيران نهاية مفاوضات تشكيل الحكومة الجديدة مع كل من الأمين العام لحزب التجمع الوطني للأحرار عزيز أخنوش، وزعيم حزب الحركة الشعبية وامحند العنصر. وقدم بنكيران بلاغاً للصحافيين قبل أيام ختمه بعبارة "انتهى الكلام".
اقــرأ أيضاً
وعلى الرغم من أن الأمين العام لـ"العدالة والتنمية" لا يزال يقود الحكومة المنتهية ولايتها، إلا أن مشاوراته لتأليف تشكيلة وزارية جديدة تتعثر منذ أكثر من ثلاثة أشهر، لتكون بذلك أطول مدة استغرقتها مشاورات تشكيل الحكومة في المغرب منذ الاستقلال. وتوقفت أحدث جولة من المشاورات على أثر إعلان بنكيران نهاية مفاوضات تشكيل الحكومة الجديدة مع كل من الأمين العام لحزب التجمع الوطني للأحرار عزيز أخنوش، وزعيم حزب الحركة الشعبية وامحند العنصر. وقدم بنكيران بلاغاً للصحافيين قبل أيام ختمه بعبارة "انتهى الكلام".
على الرغم من هذا التعثر، إلا أنه لا يمكن اعتباره، وفقاً لمراقبين، فشلاً نهائياً في تشكيل الحكومة، لكن السيناريوهات أمام رئيس الحكومة تصبح قليلة أكثر من أي وقت مضى، خصوصاً إذا لم تتجدد المشاورات بين بنكيران وأخنوش. ويرى مراقبون أن الحلول أمام رئيس الحكومة المعين تنحصر إما في تقديم بنكيران الاستقالة للملك أو تشكيل حكومة أقلية، أو انتظار أن يتنازل أخنوش وحلفاؤه عن شرط إشراك حزبين إضافيين في الحكومة لضمان أغلبية قوية ومنسجمة.
من جهته، يرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة طنجة، محمد عمراني بوخبزة، في حديث مع "العربي الجديد"، أن ما يسمى بـ"البلوكاج" الحكومي أو الانسداد في تشكيل الحكومة الجديدة تحول إلى أزمة سياسية بعد المستجدات الأخيرة، خصوصاً عقب إعلان بنكيران توقيف المشاورات مع أخنوش، ورد الأخير بأنه تعرض لـ"الطرد بالورقة الحمراء". ووفقاً لبوخبزة، فإن ما يجري في المغرب بخصوص أزمة تشكيل الحكومة، جراء موضوع حزب الاستقلال وتصريحات زعيمه حميد شباك بشأن الوحدة الترابية الموريتانية، أو بسبب الانسداد الثاني الناجم عن المواجهة بين بنكيران وأخنوش ومن معه من أحزب أربعة، يتضمن مؤشرات تدل على هشاشة مواقف الأحزاب وعدم توفرها على رؤية واستراتيجية سياسية واضحة، إذ يتحكم فيها المزاج والطوارئ السياسية، على حد وصفه.
وبخلاف سيناريو الانتخابات المبكرة المكلف سياسياً وعدا سيناريو عودة المفاوضات من جديد لتأخذ طريقها الصحيح، فإنه لم يتبق أمام بنكيران سوى سيناريوهين اثنين استبعدهما كثيرون. الأول تشكيل حكومة أقلية، مكونة من حزبه العدالة والتنمية والتقدم والاشتراكية، مع مساندة حزب الاستقلال.
ويوجد سيناريو آخر لا تطرحه إلا قلة، ويتجلى في وضع بنكيران يده في يد غريمه السياسي الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، إلياس العماري. وحل "الأصالة والمعاصرة" ثانياً في الانتخابات التشريعية بـ102 مقعد. ويمكن للحزبين أن يشكلا برفقة التقدم والاشتراكية أغلبية مريحة جداً، لكنه سيناريو مستبعد لسببين. السبب الأول يتجسد في تباعد الرؤى والمواقف بين الطرفين، وتبادل الاتهامات والانتقادات، ما يجعل تحالفهما عسيراً على الفهم. أما الثاني فيعود إلى أن مثل هذا التحالف قد يضرّ بشكل كبير بشعبية حزب العدالة والتنمية الذي بنى جزءاً من برنامجه الانتخابي على مواجهة ما يسميه التحكم متجلياً في "الأصالة والمعاصرة".