مع اقتراب موعد انتخابات الرئاسة الروسية المقرر إجراؤها في 11 مارس/ آذار 2018، بدأ محللون سياسيون يطرحون أسئلة في روسيا، عما إذا كان الرئيس فلاديمير بوتين سيرشح نفسه لولاية رئاسية جديدة أم سيغادر الكرملين في أوج قوة نظامه وارتفاع نسبة تأييده و"تثبيت نجاحاته" في السياسة الخارجية المتمثلة في الملفين السوري والأوكراني، وضم شبه جزيرة القرم. أما في حال قراره خوض سباق الانتخابات، فتفرض تساؤلات عدة نفسها حول منافسيه المحتملين، وما إذا كان سيتم السماح للمرشحين من المعارضة "غير النظامية" بالمشاركة في سباق الرئاسة الروسية في ظل إعلان مؤسس "صندوق مكافحة الفساد"، المعارض أليكسي نافالني، عزمه الترشح.
في هذا السياق، رأت رئيسة قسم التحليل بمركز التكنولوجيا السياسية، تاتيانا ستانوفايا، أنه "لا وجود لأي مؤشرات حول عدم ترشح بوتين لولاية رئاسية جديدة، بينما يأمل القسم التقدمي من الإستبلشمنت أن يفسح الرئيس الروسي مجالاً لخلف له".
واعتبرت ستانوفايا في حديث لـ"العربي الجديد"، أنه "في الوقت الحالي، يركز عمل ديوان الرئاسة والخبراء المقربين من السلطة على قضية إطار إعادة الانتخاب ووضع محتوى لبرنامج بوتين، وتتوقع الأغلبية الساحقة من النخبة السياسية أن يرشح بوتين نفسه ويفوز من الجولة الأولى".
وأضافت أنه "في الوقت نفسه، فإن القسم التقدمي من الإستبلشمنت يأمل في تنحي بوتين وإفساحه الساحة لخلف له، ما سيفتح لروسيا نافذة جديدة من فرص إجراء إصلاحات هيكلية وتطبيع العلاقات مع الغرب. إلا أن هذه الآمال هامشية وبعيدة عن التوجه السياسي العام".
وأشارت ستانوفايا إلى أن "رواية تنحي بوتين وهو في ذروة شعبيته، تبدو جميلة، ولكنها ساذجة. لا تظهر القرم وسورية وكأنها مكاسب إلا في عيون المستهلك الداخلي، بينما يعتبرهما الغرب بمثابة جرائم قد تتم المساءلة عليها. يعني ذلك أن تنحي بوتين في هذا الوقت يشكل خطراً عليه، وأن هناك احتمالاً كبيراً أن يبدأ في عام 2018 ولايته الرئاسية الرابعة".
وحول خريطة المرشحين المنافسين لبوتين في حال ترشحه، أوضحت أن "الكرملين يواجه مشكلتين، الأولى هي ملل الناخبين من المتقاعدين السياسيين أمثال زعيم الحزب الشيوعي، غينادي زيوغانوف، وزعيم الحزب الليبرالي الديمقراطي، فلاديمير جيرينوفسكي، وحتى مؤسس حزب يابلوكو (تفاحة) المعارض غريغوري يافلينسكي. أما المشكلة الثانية، فتتعلق بالمعارضة غير النظامية، المتمثلة بالدرجة الأولى بنافالني، والعازمة على المشاركة في الحملة بشكل أو بآخر". وتابعت "الكرملين ينظر في خيارات مختلفة بدءاً من السيناريو المتشدد ورفع قضايا جنائية بحق المعارضين وحتى إصدار أحكام بالسجن بحقهم، وصولاً إلى السيناريو الليبرالي والسماح بمشاركة مرشح ليبرالي". وبما يتعلق باحتمال السماح بمشاركة نافالني، رأت ستانوفايا "من وجهة نظري، فإن احتمال مشاركة نافالني ضئيل، لأن أضرارها ومخاطرها السياسية على الكرملين ستكون أكبر مما يبدو الأمر عليه. لا أستبعد احتمال مشاركة قوى جديدة، لكن نظامية، تمثل الأوساط الليبرالية".
اقــرأ أيضاً
ولخّصت المحللة السياسية الروسية أهداف الكرملين في حملة الانتخابات الرئاسية في "تحقيق بوتين فوزاً كبيراً من الجولة الأولى مع نسبة مشاركة وفقاً للمعادلة الطموحة 70/70 التي اقترحها مسؤول السياسة الداخلية بالكرملين، سيرغي كيريينكو، بما يقتضي حصول بوتين على 70 في المائة من أصوات الناخبين مع نسبة مشاركة 70 في المائة".
وحتى الآن لم يعلن بوتين عن موقفه من الترشح في الانتخابات الرئاسية في العام المقبل، إلا أنه أعرب أخيراً عن رغبته في "إنهاء مسيرته بنجاح والسفر حول العالم ورؤية مناظر طبيعية ومعالم تاريخية"، لكن دون تحديد موعد لذلك. وفي ديسمبر/ كانون الأول الماضي، أعلن المعارض الروسي، أليكسي نافالني، عن نيته الترشح، إلا أن مواجهته تهماً في القضية الجنائية المتعلقة بالفساد في شركة "كيروفليس"، تجعل استبعاده من سباق الرئاسة أمراً في غاية السهولة.
بدوره، توقع مدير برنامج "السياسة الداخلية الروسية والمؤسسات السياسية" بمركز "كارنيغي" في موسكو، أندريه كوليسنيكوف، أن "يرشح بوتين نفسه لولاية رئاسية جديدة"، مرجحاً عدم السماح لنافالني بالمشاركة في الانتخابات.
ورأى كوليسنيكوف في حديثٍ لـ"العربي الجديد"، أنه "لن يكون هناك أي منافس حقيقي. يؤدي جيرينوفسكي وزيوغانوف دوراً صورياً منذ سنوات طويلة، ويصعب إيجاد منافس مصطنع آخر في غضون فترة وجيزة". وأضاف "على الأرجح، لن يتم السماح بمشاركة نافالني، إذ إن المنافسة الحقيقية ليست من خطط بوتين رغم أن انعدامها سيقلل من نسبة المشاركة".
وبحسب استطلاع للرأي أجراه المركز الروسي لدراسة الرأي العام في نهاية العام الماضي، فإن نحو 87 في المائة من المستطلعة آراؤهم يستحسنون عمل بوتين، بينما أعرب أكثر من 62 في المائة عن ثقتهم به.
ويحق لبوتين الترشح في انتخابات عام 2018، في الواقع، لولاية رابعة مدتها ست سنوات. وعلى الرغم من أن الدستور الروسي لا يسمح بشغل منصب الرئاسة لأكثر من ولايتين متتاليتين، إلا أن بوتين تمكن من الالتفاف على هذه المادة عن طريق مغادرة الكرملين وشغل منصب رئيس الوزراء خلال الفترة من عام 2008 إلى عام 2012، قبل أن يعود إلى الرئاسة من جديد.
اقــرأ أيضاً
في هذا السياق، رأت رئيسة قسم التحليل بمركز التكنولوجيا السياسية، تاتيانا ستانوفايا، أنه "لا وجود لأي مؤشرات حول عدم ترشح بوتين لولاية رئاسية جديدة، بينما يأمل القسم التقدمي من الإستبلشمنت أن يفسح الرئيس الروسي مجالاً لخلف له".
واعتبرت ستانوفايا في حديث لـ"العربي الجديد"، أنه "في الوقت الحالي، يركز عمل ديوان الرئاسة والخبراء المقربين من السلطة على قضية إطار إعادة الانتخاب ووضع محتوى لبرنامج بوتين، وتتوقع الأغلبية الساحقة من النخبة السياسية أن يرشح بوتين نفسه ويفوز من الجولة الأولى".
وأشارت ستانوفايا إلى أن "رواية تنحي بوتين وهو في ذروة شعبيته، تبدو جميلة، ولكنها ساذجة. لا تظهر القرم وسورية وكأنها مكاسب إلا في عيون المستهلك الداخلي، بينما يعتبرهما الغرب بمثابة جرائم قد تتم المساءلة عليها. يعني ذلك أن تنحي بوتين في هذا الوقت يشكل خطراً عليه، وأن هناك احتمالاً كبيراً أن يبدأ في عام 2018 ولايته الرئاسية الرابعة".
وحول خريطة المرشحين المنافسين لبوتين في حال ترشحه، أوضحت أن "الكرملين يواجه مشكلتين، الأولى هي ملل الناخبين من المتقاعدين السياسيين أمثال زعيم الحزب الشيوعي، غينادي زيوغانوف، وزعيم الحزب الليبرالي الديمقراطي، فلاديمير جيرينوفسكي، وحتى مؤسس حزب يابلوكو (تفاحة) المعارض غريغوري يافلينسكي. أما المشكلة الثانية، فتتعلق بالمعارضة غير النظامية، المتمثلة بالدرجة الأولى بنافالني، والعازمة على المشاركة في الحملة بشكل أو بآخر". وتابعت "الكرملين ينظر في خيارات مختلفة بدءاً من السيناريو المتشدد ورفع قضايا جنائية بحق المعارضين وحتى إصدار أحكام بالسجن بحقهم، وصولاً إلى السيناريو الليبرالي والسماح بمشاركة مرشح ليبرالي". وبما يتعلق باحتمال السماح بمشاركة نافالني، رأت ستانوفايا "من وجهة نظري، فإن احتمال مشاركة نافالني ضئيل، لأن أضرارها ومخاطرها السياسية على الكرملين ستكون أكبر مما يبدو الأمر عليه. لا أستبعد احتمال مشاركة قوى جديدة، لكن نظامية، تمثل الأوساط الليبرالية".
ولخّصت المحللة السياسية الروسية أهداف الكرملين في حملة الانتخابات الرئاسية في "تحقيق بوتين فوزاً كبيراً من الجولة الأولى مع نسبة مشاركة وفقاً للمعادلة الطموحة 70/70 التي اقترحها مسؤول السياسة الداخلية بالكرملين، سيرغي كيريينكو، بما يقتضي حصول بوتين على 70 في المائة من أصوات الناخبين مع نسبة مشاركة 70 في المائة".
وحتى الآن لم يعلن بوتين عن موقفه من الترشح في الانتخابات الرئاسية في العام المقبل، إلا أنه أعرب أخيراً عن رغبته في "إنهاء مسيرته بنجاح والسفر حول العالم ورؤية مناظر طبيعية ومعالم تاريخية"، لكن دون تحديد موعد لذلك. وفي ديسمبر/ كانون الأول الماضي، أعلن المعارض الروسي، أليكسي نافالني، عن نيته الترشح، إلا أن مواجهته تهماً في القضية الجنائية المتعلقة بالفساد في شركة "كيروفليس"، تجعل استبعاده من سباق الرئاسة أمراً في غاية السهولة.
ورأى كوليسنيكوف في حديثٍ لـ"العربي الجديد"، أنه "لن يكون هناك أي منافس حقيقي. يؤدي جيرينوفسكي وزيوغانوف دوراً صورياً منذ سنوات طويلة، ويصعب إيجاد منافس مصطنع آخر في غضون فترة وجيزة". وأضاف "على الأرجح، لن يتم السماح بمشاركة نافالني، إذ إن المنافسة الحقيقية ليست من خطط بوتين رغم أن انعدامها سيقلل من نسبة المشاركة".
وبحسب استطلاع للرأي أجراه المركز الروسي لدراسة الرأي العام في نهاية العام الماضي، فإن نحو 87 في المائة من المستطلعة آراؤهم يستحسنون عمل بوتين، بينما أعرب أكثر من 62 في المائة عن ثقتهم به.
ويحق لبوتين الترشح في انتخابات عام 2018، في الواقع، لولاية رابعة مدتها ست سنوات. وعلى الرغم من أن الدستور الروسي لا يسمح بشغل منصب الرئاسة لأكثر من ولايتين متتاليتين، إلا أن بوتين تمكن من الالتفاف على هذه المادة عن طريق مغادرة الكرملين وشغل منصب رئيس الوزراء خلال الفترة من عام 2008 إلى عام 2012، قبل أن يعود إلى الرئاسة من جديد.