وأدى بارو اليمين الدستورية في سفارة بلاده في دكار أمام رئيس نقابة المحامين الغامبي، شريف تمبادو، بحضور عدد من مسؤولي المنظمات الدولية والإقليمية وزوجتيه.
في هذه الأثناء، دخلت القوات السنغالية، بتفويض من المجموعة الاقتصادية لغرب أفريقيا التي تمارس ضغوطاً منذ أسابيع على جامع الذي انتهت ولايته الأربعاء، إلى أراضي غامبيا المجاورة التي تعد 1,8 مليون نسمة.
وقال المتحدث باسم جيش السنغال، الكولونيل عبدول ندايي، لـ"فرانس برس"، إن القوات "دخلت بعد الظهر (...) من كل مكان" إلى غامبيا التي تشكل جيباً داخل السنغال مع منفذ ضيق على البحر.
وقال مسؤول آخر في الجيش السنغالي لـ"فرانس برس"، إنه تم الزج بكل قوات المجموعة الاقتصادية لغرب أفريقيا من البر والبحر والجو في العملية التي تشارك فيها قوات من نيجيريا وغانا وتوغو ومالي.
وصدر قرار من مجلس الأمن الدولي يؤيد مبادرة المجموعة الاقتصادية لغرب أفريقيا لدفع جامع للتخلي عن السلطة من دون الموافقة صراحة على استخدام القوة.
ونفذت طائرات نيجيرية طلعات استطلاعية فوق غامبيا، ولا سيما العاصمة بانغول، التي كانت شوارعها خالية ومتاجرها مغلقة ولزم سكانها منازلهم خشية من اندلاع أعمال عنف.
وتوقفت العمليات العسكرية لفسح مجال لتفاوض سلمي، إذ قال رئيس مفوضية المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس)، مارسيل دو سوزا، إن دول المجموعة أوقفت عمليتها العسكرية الخميس لإتاحة فرصة أخيرة لجهود الوساطة، غير أنه شدد على أن العملية العسكرية ستستأنف ظهر اليوم الجمعة إن أصرّ جامع على رفض تسليم السلطة للرئيس الجديد.
وأضاف دو سوزا قائلاً للصحافيين إنه "ما من سبيل للسماح لجامع بالبقاء في غامبيا". لكنه قال إن بإمكانه إذا نجحت جهود الوساطة أن يختار البلد الذي سيتوجه إليه.
وتابع أن دول المنطقة ربما تمنحه عفواً في إطار صفقة سياسية.
من ناحية أخرى، قال تلفزيون غامبيا الرسمي إنه من المقرر أن يصل إلى غامبيا وفدٌ يضمّ زعماء من غرب أفريقيا، بينهم رؤساء ليبيريا وموريتانيا وغينيا في إطار مهمة وساطة.
وفي خطاب أداء القسم، قال بارو، مرشح المعارضة الذي كان فوزه في الانتخابات الرئاسية مفاجئاً في الأول من ديسمبر/كانون الأول: "هذا يوم لن ينساه أي مواطن غامبي. إنه انتصار تسجله أمة غامبيا. ستخفق رايتنا الآن عالياً بين رايات الدول الأكثر ديموقراطية في العالم"، ثم دعا الجيش وقوات الأمن إلى إعلان ولائها له.
وانضم قائد الجيش، عثمان بادجي، إلى المحتفلين بأداء بارو لليمين في الشوارع، بعد أن أعلن أن جنوده لن يحاربوا القوات الأفريقية التي دخلت إلى بلاده.
ويقود جامع، الذي تتهمه عدة منظمات دولية بانتهاك حقوق الإنسان، البلاد بيدٍ من حديد منذ وصوله إلى السلطة في 1994 في انقلاب أبيض، قبل أن يعلن قيام "جمهورية إسلامية" قبل فترة قصيرة.
وبعد إقراره المفاجىء بهزيمته أمام بارو، مرشح المعارضة التي نجحت لأول مرة في توحيد صفوفها، تراجع جامع عن ذلك بعد أن أقرت اللجنة الانتخابية بخطأ لا يؤثر على النتيجة النهائية. لكن على الرغم من الضغوط الدولية وتخلي نائبته وعدد من وزرائه عنه، أصر على الاحتفاظ بالسلطة طالما لم يحسم القضاء بشأن شكاويه الانتخابية.
(العربي الجديد)