شارك المئات من فلسطينيي الداخل في مسيرة لإحياء الذكرى السابعة عشرة لهبة القدس والمسجد الأقصى في مدينة سخنين، في الداخل الفلسطيني المحتل، والتي سقط فيها ثلاثة عشر شهيداً منهم.
وانطلقت المسيرة المركزية عصر اليوم الأحد، من مسجد النور في مدينة سخنين إلى شارع الشهداء، وطافت في شوارع المدينة والشارع الرئيسي منها، وانتهت عند النصب التذكاري لشهداء يوم الأرض.
ورفع المتظاهرون صور الشهداء والأعلام الفلسطينية، وهتفوا "يا شهيد دمك هدر ما بروح"، "يا أم الشهيد زغردي.. الموت ولا المذلة"، "حرية حرية لسجناء الحرية"، و"بالروح بالدم نفديك يا أقصى".
وشارك في المسيرة ممثلو جميع الأحزاب والحركات الوطنية وذوو الشهداء وعائلاتهم، وبرزت بشكل خاص المشاركة لجيل الشباب.
وقال رئيس لجنة المتابعة السابق، محمد زيدان، والذي شغل المنصب عام 2000: "بالواقع هذه الذكرى تبقى في ضمائر الناس وفي نفوسها وفي وعيها الوطني ووعيها الطبيعي. وهذه الذكرى دون شك تعبر عن مأساة الشعب الفلسطيني في الداخل. لأنها كانت قبل 17 سنة وبعد 17 سنة وهي تجسد الوعي القومي العربي للجماهير العربية في الداخل. والشباب الذين سقطوا شهداء هم نتيجة الظلم الذي يقع علينا من قبل المؤسسة الإسرائيلية. لذلك هذه الذكرى تبقى دائما، ولا تتآكل مع الزمن والتقادم، وأعتقد أن الجماهير العربية واجبها الوطني القومي أن تحيي هذه الذكرى بشكل يتناسب مع حجم الذين استشهدوا في سبيبلها".
وقال يوسف أبو صالح، أخ الشهيد وليد أبو صالح من سخنين: "أذكر أن أخي مات ولم أجده وكان عمري حينها تسع سنوات. كان الشهيد يحب كرة القدم والحياة ويحب أن يعيش ويحب العائلة أكثر من أي شيء".
أما نبيلة أبو صالح، أخت الشهيد وليد أبو صالح، فقالت: "أذكر أنه بهذا اليوم انكسر شيء في البيت وفينا ولدى جميع المجتمع العربي أيضا، وفقدنا فردا مهما بالعائلة، كان يحب الضحك والمرح والنكت. واشتقنا له كثيراً. أتذكر منه (أنه) كان شابا أراد أن يبني مستقبله. كان ابن 23 عاما".
من جهتها، أكدت لجنة المتابعة العليا أن لا نسيان ولا غفران للجرائم التي ارتكبتها أذرع السلطة في تلك الأيام، وأسفرت عن قتل 13 شاباً شهيداً من أبنائنا وجرح المئات؛ خاصة أن ذات عقلية القمع والاستبداد، والتمييز العنصري، ما تزال هي المسيطرة.
وسيّرت لجنة المتابعة قافلة لزيارة أضرحة الشهداء صباح اليوم، ابتدأت من قرية جت في المثلث الشمالي، ووصلت إلى أم الفحم وقرية معاوية وإلى الناصرة وحتى عرابة وسخنين.
وكانت قد اندلعت في قرى ومدن الداخل الفلسطيني في بداية أكتوبر/ تشرين الأول من عام 2000 انتفاضة شعبية من أعلى الجليل وحتى أقصى النقب في الجنوب، بعد اقتحام زعيم المعارضة الإسرائيلية في حينه، أرئيل شارون، المسجد الأقصى، يرافقه الرئيس الحالي لإسرائيل، رؤبين ريفيلن، بموافقة من رئيس حكومة الاحتلال وقتها، إيهود باراك.
وأدى اقتحام شارون إلى ردة فعل غاضبة في القدس المحتلة، واندلاع مواجهات عنيفة مع قوات الشرطة وحرس الحدود، والتي قامت بتأمين عملية الاقتحام، ثم توالى انفجار الغضب الفلسطيني في مختلف أنحاء الضفة الغربية وقطاع غزة. ومع سقوط الشهداء اندلعت أحداث الغضب في الداخل، وامتدت على مدار أسبوع على الأقل، سقط خلالها 13 شهيدا برصاص الشرطة الإسرائيلية ورصاص القناصة، إلى جانب مئات الجرحى والمعتقلين.