لم تكن ندوة صحافية، بل كانت نزالاً حقيقياً، بين الرواية الحقيقية للتاريخ، والادعاء الباطل، بين الوضوح الشفاف واللعب على حبال الخيالات الواهية. لقد "أتحف" الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وشنف أذني بنيامين نتنياهو بما يكره أن يسمع. ليس بالتلفيق، وإنما بسرد تاريخ الحجر، لقد كاد نتنياهو أن يخرج من جلده، ولم يصدق عينيه وهو يرى الرئيس الشاب يفشي ما دار بينهما في اللقاء أمام كاميرات وسائل الإعلام. الرئيس الفرنسي الشاب بدا مثل كائن حديدي وهو يسرد أقواله ويتمسّك بها، ويدافع عن قناعاته وعن مقدسية القدس، وأولاً وأخيراً عن معنى النزاهة السياسية، وأهمية أن تنتصر أخلاق الجمهورية على كل رياح التدليس الإسرائيلي، وكأن الرئيس الشاب يقول: لا كواليس، لا كواليس، هناك حقيقة واحدة: إن قرار دونالد ترامب خارج الإجماع الدولي، والقدس ليست عاصمة لإسرائيل.
هذا الموقف الشجاع، الذي يحتسب لماكرون في ميزان "الحسنات" المقدسية، يغني عن مواقف "ثمر هندي" للرسميين العرب. ووقوفه الندي هذا المساء أمام نتنياهو درس في الشجاعة السياسية يجب أن يستخلص، ويجب أن يكتب بمداد الفخر، في وقت يرجف المرجفون ويتخاذل المتخاذلون، ويرتعد المرتعدون، وفي زمن جرت وتجري فيه التسويات من تحت الطاولة، لكي تسكت الألسن وتبيع المقدسيين في صفقة القرن الموبوءة.
يظهر ماكرون، الفتى والرئيس، كنبيل حقيقي، يستحق المدائح، ونحن نعرف جميعاً أن مواقف مثل هذه سيدفع عنها الثمن غالياً من مستقبله السياسي، من قبل اللوبي الصهيوني المتغلغل في الكيانات السياسية والاقتصادية العالمية. لقد رأينا سابقاً، كيف أن الرئيس جاك شيراك، الملقب بـ"صديق العرب"، رُشق بالبيض الفاسد أثناء إحدى زياراته إلى إسرائيل، وكيف دافع عن نفسه بيديه وهو يرد تهجماً للشرطة الإسرائيلية أرادت أن تعتدي عليه، وهو الضيف والرئيس، لا لشيء، إلا لأنه كان قريباً من القضايا العربية وداعياً لتسوية عادلة للقضية الفلسطينية.
لننتظر حفلة السلخ الذي سيتعرض لها ماكرون، اليوم وغداً وبعد غد من قبل الإعلام الإسرائيلي في فرنسا وفي تل أبيب... وكل ذنبه أنه ناب عن العرب في ترجمة الموقف الذي يجب في المكان الذي يجب، وبالشجاعة الأدبية والسياسية، التي تقتضي التحية والشكر والتنويه. شكراً لك، لقد أفحمتَ كل العرب، ونبت عنا، جوزيت خير الجزاء...
هذا الموقف الشجاع، الذي يحتسب لماكرون في ميزان "الحسنات" المقدسية، يغني عن مواقف "ثمر هندي" للرسميين العرب. ووقوفه الندي هذا المساء أمام نتنياهو درس في الشجاعة السياسية يجب أن يستخلص، ويجب أن يكتب بمداد الفخر، في وقت يرجف المرجفون ويتخاذل المتخاذلون، ويرتعد المرتعدون، وفي زمن جرت وتجري فيه التسويات من تحت الطاولة، لكي تسكت الألسن وتبيع المقدسيين في صفقة القرن الموبوءة.
يظهر ماكرون، الفتى والرئيس، كنبيل حقيقي، يستحق المدائح، ونحن نعرف جميعاً أن مواقف مثل هذه سيدفع عنها الثمن غالياً من مستقبله السياسي، من قبل اللوبي الصهيوني المتغلغل في الكيانات السياسية والاقتصادية العالمية. لقد رأينا سابقاً، كيف أن الرئيس جاك شيراك، الملقب بـ"صديق العرب"، رُشق بالبيض الفاسد أثناء إحدى زياراته إلى إسرائيل، وكيف دافع عن نفسه بيديه وهو يرد تهجماً للشرطة الإسرائيلية أرادت أن تعتدي عليه، وهو الضيف والرئيس، لا لشيء، إلا لأنه كان قريباً من القضايا العربية وداعياً لتسوية عادلة للقضية الفلسطينية.
لننتظر حفلة السلخ الذي سيتعرض لها ماكرون، اليوم وغداً وبعد غد من قبل الإعلام الإسرائيلي في فرنسا وفي تل أبيب... وكل ذنبه أنه ناب عن العرب في ترجمة الموقف الذي يجب في المكان الذي يجب، وبالشجاعة الأدبية والسياسية، التي تقتضي التحية والشكر والتنويه. شكراً لك، لقد أفحمتَ كل العرب، ونبت عنا، جوزيت خير الجزاء...