تعكس زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى قطر، أمس الخميس، وما حملته من تفاهمات واتفاقات، فضلاً عن إعلان الرئيس الفرنسي عن الإعداد لعقد مؤتمر دولي لمكافحة الإرهاب في باريس في شهر إبريل/ نيسان المقبل، تعزيز قطر وفرنسا لشراكتهما في مختلف المجالات، فيما أعاد أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الفرنسي، التأكيد على استعداد الدوحة لحل أي خلاف مع جيرانها عبر الحوار على أن لا يكون على حساب سيادتها.
وشهدت الدوحة خلال زيارة ماكرون، الاجتماع التنسيقي الأول بين البلدين لمكافحة الإرهاب، بحضور الرئيس الفرنسي وأمير دولة قطر الذي أكد أنه "سوف تكون هناك متابعة دورية لهذا الاجتماع وسوف تنبثق منه لجان لمتابعة كل الأمور". ووقع البلدان على خطاب نوايا لمكافحة الإرهاب يتضمن خارطة طريق بشأن تعزيز التعاون بين قطر وفرنسا الرامي إلى محاربة الإرهاب وتمويله ومكافحة التطرف.
وأكد أمير قطر، خلال المؤتمر الصحافي المشترك مع الرئيس الفرنسي، أن بلاده ملتزمة منذ اليوم الأول بمكافحة الإرهاب، وأن هناك معلومات مغلوطة وغير صحيحة في وسائل الإعلام عن قطر، مشدداً على أن الدول العربية والإسلامية هي الأكثر تضرراً من الإرهاب والهجمات الإرهابية. وأضاف "نحن ملتزمون بمكافحة الإرهاب مع جميع أصدقائنا وإخواننا في المنطقة".
من جهته، قال الرئيس الفرنسي إن الحرب ضد تمويل الإرهاب يجب أن تكون أولوية قصوى، يجب إيجاد طريقة احترافية لوقف تمويل الإرهابيين الذين يقتلون مواطنينا. ولفت إلى أن "قطر تدعم بالفعل مكافحة تمويل الإرهاب ويمكننا دعمها استخبارياً". وقد اتفقنا على التعاون وتبادل المعلومات في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف. وفي شأن الاتفاق النووي الذي تم توقيعه مع إيران قال ماكرون "إن المراقبة الدولية أثبتت التزام إيران بالاتفاق النووي ولا ينبغي التراجع عنه"، مضيفا "التراجع عن الاتفاق النووي مع ايران سينتج وضعاً شبيهاً بوضع كوريا الشمالية".
ولم يغب موضوع الأزمة الخليجية المفتعلة ضد الدوحة من قبل دول الحصار عن المؤتمر الصحافي، إذ أكد أمير قطر استعداده لحل الأزمة الخليجية، على أن تطرح المشاكل والخلافات إن وجدت، على طاولة الحوار ومن دون أن تكون على حساب السيادة. وأضاف أمير قطر، خلال المؤتمر الصحافي مع الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، "إذا أراد إخوتنا اللجوء للحوار، فنحن على استعداد، ولكن ليس على حساب سيادتنا"، مشيراً إلى أن "المشاكل مع الجيران يجب أن تحل على طاولة الحوار، وأشار إلى أن "من حق الشعب القطري معرفة سبب الحصار، وموقفنا واضح منه، ويؤسفنا أنه ما زال مستمراً".
بدوره، جدد الرئيس الفرنسي دعم بلاده لجهود الوساطة الكويتية لحل الأزمة الخليجية مؤكداً أن "عودة الاستقرار إلى الخليج أولوية لفرنسا". وتعصف بالخليج أزمة بدأت في 5 يونيو/حزيران الماضي، إثر قطع كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع الدوحة، بدعوى "دعمها للإرهاب"، وهو ما تنفيه قطر بشدة، وتؤكد أن دول الحصار تسعى إلى فرض الوصاية على قرارها المستقل.