ووفقًا لمصادر عسكرية ميدانية في الموصل، فإن المحورين الغربي والجنوبي الغربي (للساحل الأيمن) شهدا هدوءًا نسبيًّا، في الوقت الذي شهد فيه محور وسط الموصل، وتحديدًا مناطق باب الطوب وباب البيض، ضمن المدينة القديمة، ومناطق نابلس واليرموك، هجمات انتحارية نفذها عناصر من تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، واستهدفت القوات العراقية المشتركة، وأدت إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف تلك القوات، بينما اضطرت باقي القوات إلى اتخاذ موضع دفاعي في تلك المناطق.
وقال جنرال عراقي رفيع في الموصل لـ"العربي الجديد" إن القوات المشتركة اكتفت اليوم بعمليات رفع الألغام والعبوات الناسفة من المناطق التي تمت السيطرة عليها خلال اليومين الماضيين، فيما عززت مواقعها الحالية بمتاريس عالية لتجنب السيارات المفخخة أو الانتحاريين، مبينًا أن "الغطاء الجوي اقتصر اليوم على الطيران الأميركي، واستهدف مواقع داخل الأحياء التي يسيطر عليها التنظيم".
في هذه الأثناء، أكدت مصادر محلية في الموصل لـ"العربي الجديد" مقتل 12 مدنيًّا، بينهم ستة من عائلة واحدة، وجرح نحو 20 آخرين، بقصف طاول منزلين في حي الرفاعي وحي الزنجيلي، وسط الساحل الأيمن للموصل، ليرتفع عدد من قتل من المدنيين، خلال 48 ساعة فقط، إلى نحو 300 مدني، غالبيتهم نساء وأطفال.
في غضون ذلك، طالب نائب الرئيس العراقي، أسامة النجيفي، اليوم الجمعة، بوقف فوري للقصف العشوائي على أحياء الموصل السكنية. وقال النجيفي، في بيان له تلقى "العربي الجديد" نسخة منه: "الأمور قد تفاقمت، فاستهداف مناطق مدنية دون التثبت من وضعها ألحق خسائر كبيرة في صفوف المدنيين الأبرياء"، مؤكدًا أن "القصف الجوي والاستخدام المفرط للمدفعية والصواريخ أوقعا مئات الضحايا في صفوف المدنيين الذين يشكلون الهدف الأعلى للتحرير".
ومن جانبه، دعا النائب عبد الرحمن اللويزي إلى إيقاف القصف "فورًا"، مبينًا، في بيان له، أن "جثث الأطفال والنساء تحت الأنقاض".