وأكد المتحدث باسم قوات حفتر، وجود تحشيدات عسكرية كبيرة تصل على التوالي إلى مناطق سيطرة قوات حفتر بالهلال النفطي، في ليبيا. وقال العقيد أحمد المسماري، خلال مؤتمر صحافي، أمس الثلاثاء، إنّ "من يعتقد أنّ هذه الحشود هي فقط لتحرير السدرة ورأس لانوف فهو مخطئ".
وبحسب مصادر خاصة لــ"العربي الجديد"، فإن حفتر المتواجد حالياً في القاهرة، منذ أول أمس الإثنين، ناقش مع قادة مصريين وروس الوضع العسكري الحالي بمنطقة الهلال النفطي، ولكن من السابق لأوانه القول إنّه حصل على دعم عسكري جديد.
وأشارت المصادر، إلى أنّ حفتر استطاع إقناع القاهرة بتغيير موقفها منه، بعد تحوّله مؤخراً، لا سيما وأنّها بعد أيام من صمتها، خرجت لتعلن، أمس الثلاثاء، أنّ القوات التي انتزعت أجزاء من الهلال النفطي ينتمي بعضها تنظيم"القاعدة"، ما اعتبر خطوة أولى في طريق شرعنة دعمها لأي تقدّم عسكري جديد لحفتر.
كما يمكن فهم قرار البرلمان، أمس الثلاثاء، إلغاء قراره السابق باعتماد الاتفاق السياسي الموقع في الصخيرات المغربية، وإلغاء اعتماده للمجلس الرئاسي، شرعنة للحرب المنتظر أن يخوضها حفتر بعد أيام من اتهامات البرلمان للمجلس، بالتورّط في تغذية القتال الدائر في منطقة الهلال النفطي.
وتوالى إعلان الفصائل والكتائب الموالية لحفتر، خلال الأيام الماضية، عن استعدادها للاشتراك في القتال بمعارك الهلال النفطي، إذ أعلن آمر غرفة العمليات العسكرية بالمنطقة الغربية (الزنتان) إدريس مادي، الأحد الماضي، عن حالة التعبئة للاستعداد للقتال، وتنفيذ أوامر قيادة الجيش (قيادة حفتر).
وفي اليوم ذاته، أعلن آمر كتيبة "الصواعق" عماد الطرابلسي، عن انطلاق قواته من ثكناتها باتجاه منطقة الهلال النفطي، استعداداً للمشاركة في الحرب.
كما أعلنت فصائل من منطقة ورشفانة المحاذية للعاصمة طرابلس جنوباً وغرباً، والتي كانت تكوّن في السابق "جيش القبائل" الموالي للنظام السابق، عن استعدادها لـ"نصرة حفتر وتنفيذ أوامره"، فيما أعلن فصيل آخر بمنطقة بني وليد المتاخمة لمصراته جنوباً، استعداده هو الآخر لتنفيذ أوامر حفتر.
وبالنظر إلى توزيع الفصائل العسكرية، يتوقع مراقبون أن يقبل حفتر على شنّ حملة عسكرية وبدء قتال موسع في أكثر من منطقة في ليبيا، وسط تساؤل عن مدى تمكّن حفتر من الحسم أو "الانتحار".