وفي محيط مستوطنة بيت إيل المقامة على أراضي مدينة البيرة وسط الضفة الغربية، قمعت قوات الاحتلال الإسرائيلي مسيرة سلمية تضامنية مع الأسرى، دعت لها حركة "فتح"، خرجت من أمام خيمة الاعتصام الدائمة وسط مدينة رام الله باتجاه بيت إيل، حيث أطلق الجنود قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع باتجاه المشاركين، ومنعوا الصحافيين من تغطية الأحداث.
وقبيل قمع قوات الاحتلال لتلك المسيرة، ردد المشاركون أمام جنود الاحتلال هتافات ضد الاحتلال وأخرى مؤيدة للأسرى، ومنها "برة يا احتلال برة كل الشعب مع الأسرى"، وشيلو يا اخواني شيلو ع بيت ايل وع شيلو"، و"اللي بفكر بعيد كل الأسرى بتشيلو البرغوثي بشيلو"، و"بالروح بالدم نفديك يا أسير"، "وبرة يا جيش الإرهاب من أرضي العربية"، وهتفوا كذلك "محتلين مجرمين انتو القتلة الفاشيين"، ويسقط يسقط الاحتلال"، و"الله أكبر الله أكبر".
وشدد منسق القوى الوطنية والإسلامية في محافظة رام الله والبيرة، عصام بكر، في حديث لـ"العربي الجديد"، على أن دولة الاحتلال تسير باتجاه إعدام الأسرى، في ظل دعوات إسرائيلية لعدم الاستجابة لمطالبهم، ولذا لا بد من تحمل الجميع مسؤوليته في مساندة الأسرى، والأيام القادمة ستتجه في وتيرة التصعيد باتجاه نقاط التماس مع الاحتلال، ولا بد أن يكون هناك انخراط أعلى من الجميع في الفعاليات.
وحذر بكر من إمكانية سقوط شهداء داخل سجون الاحتلال أو في الخارج، "وهذا سيعيد الأمور إلى مربع المواجهة المفتوحة مع الاحتلال بشكل أكبر، وسيعيدنا إلى مربع أن دولة الاحتلال تريد جر المنطقة إلى حرب".
بدوره، قال رئيس الهيئة العليا لمتابعة شؤون الأسرى والمحررين، أمين شومان، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "التضامن مع الأسرى لن يبقى في خيام الاعتصام، الأسرى يتعرضون للموت المحقق، وربما تتدهور الأمور أكثر، فلماذا تتعنت إسرائيل بعدم الاستجابة لمطالب الأسرى"؟
أما رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، عيسى قراقع فأكد في حديث لـ"العربي الجديد"، أن إسرائيل لا تتوانى عن قمع الأسرى المضربين، وتبث الإشاعات كجزء من الحرب النفسية تجاه الأسرى، محذرا من أن تكون هناك نتائج كبيرة على الأسرى والمنطقة.
وقال قراقع: "نحن مع أسرانا بكل ما نستطيع من إمكانيات، ونتحرك على الاتجاهات كلها لحمايتهم، لكنه يفترض من الأمم المتحدة وكل مؤسسات العالم أن تتحرك قبل أن يحدث للأسرى أي شيء".
أما الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، مصطفى البرغوثي، فأوضح لـ"العربي الجديد"، أن "إضراب الأسرى يعطينا الفرصة لاستنهاض المقاومة الشعبية وتفعيل مقاطعة الاحتلال، علاوة على ضرورة تحقيق الوحدة الوطنية، وهذه النقاط مهمة في أي عمل دبلوماسي، لأن أي عمل دبلوماسي لا يمكن أن ينجح بدون تغيير موازين القوى".
وشدد البرغوثي على أن أي لقاءات قادمة بين الجانب الفلسطيني والأميركي، أو زيارة الرئيس محمود عباس إلى واشنطن، يجب ألا تكون وسيلة ضغط على الفلسطينيين، ولذا لا بد من تصعيد المقاومة الشعبية وتفعيل مقاطعة الاحتلال.