دخل الأسرى الفلسطينيون، اليوم الأربعاء، شهرهم الثاني في الإضراب المفتوح عن الطعام الذي شرعوا فيه في 17 من الشهر الماضي، للمطالبة بجملة من المطالب الحياتية الإنسانية، فيما شهد اليوم، سلسلة من التصعيد التضامني معهم بإغلاق شوارع رئيسية، وإغلاق مقرات لمؤسسات دولية في الضفة الغربية.
وقد تدهورت حالة الأسرى المضربين الصحية، ونقل العشرات منهم إلى ما تسمى مستشفيات ميدانية، في ظل تعنت من قبل إدارة مصلحة سجون الاحتلال الإسرائيلي بالاستجابة لمطالبهم، منذ بدئهم الإضراب بقيادة الأسير القيادي في حركة "فتح" مروان البرغوثي وعدد من قادة الفصائل الأخرى، الذين يخوضون الإضراب، من بينهم الأمين العام لـ"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" أحمد سعدات، والقيادي في حركة "حماس" عباس السيد، والقيادي في حركة "الجهاد الإسلامي" زيد بسيس.
وفي مدينة رام الله وسط الضفة الغربية، أغلقت مجموعة من النشطاء بمشاركة عدد من أهالي الأسرى، صباح اليوم، مقر الأمم المتحدة كرسالة بأن تأخذ دورها الحقيقي، ورفضا لصمتها تجاه ما يعانيه الأسرى بعد 31 يوما على إضرابهم.
وقالت الناشطة صمود سعدات لـ"العربي الجديد"، إن "النشطاء والأهالي شكلوا حاجزا بشريا أمام مقر الأمم المتحدة برام الله، ورفعوا لافتات تندد بموقفها تجاه واجبها بحق الأسرى ولاسيما المضربين منهم، كرسالة لها في ظل تقاعسها وعدم تحملها المسؤولية، وعدم القيام بدورها في حماية الإنسان، أو إصدار أي موقف مما يجري من انتهاك بحق الأسرى، وإزاء صمتهم عما يجري".
وأكدت سعدات على أن المطلوب من الأمم المتحدة هو التدخل الفوري لحماية حياة الأسرى، وتشكيل لجنة دولية للتحقيق بظروف اعتقالهم، وأن تلتزم بالاتفاقيات التي أطلقتها لحماية حقوق الإنسان.
ولفتت سعدات إلى أن الأمن الفلسطيني حضر إلى المكان وحاول إبعاد النشطاء، بالحديث معهم، لكنهم لم يستخدموا أية قوة ضدهم، ولا زال النشطاء والأهالي متواجدين أمام مقر الأمم المتحدة.
وأوضحت سعدات أن "الإغلاق لمقر الأمم المتحدة في رام الله كان جزئيا وتم إرسال رسائل للموظفين بالالتزام بعدم الدوام، ونأمل أن يلتزموا بذلك"، مؤكدة أن الأيام القادمة ستشهد سلسلة احتجاجات أخرى ضد المؤسسات الدولية، فطالما استمر إضراب الأسرى ويوجد تقصير اتجاههم ستستمر هذه الفعاليات.
وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، قد أعلنت مساء الثلاثاء، عن تعليق نشاطاتها في رام الله بدءاً من يوم أمس، وحتى إشعار آخر، بسبب ما سمتها "التهديدات الخطيرة ضد موظفيها ومكتبها"، مؤكدة على أن الإغلاق لن يؤثر على عمل مكاتب اللجنة الدولية للصليب الأحمر الأخرى في الضفة الغربية.
ولفتت اللجنة الدولية في بيانها، إلى أن زيارة المضربين عن الطعام لتقييم ظروف احتجازهم والمعاملة التي يتلقونها واحترام حقوقهم تعد أولوية بالنسبة للجنة الدولية، حيث قامت بزيادة وتيرة الزيارات لمرافق الاحتجاز الإسرائيلية، وتوصيل ما يزيد عن 1.400 رسالة شفهية.
على صعيد آخر، أغلقت مجموعات شبابية ولليوم الرابع على التوالي عدة طرق مؤدية إلى مدينة رام الله، تضامنا مع الأسرى المضربين عن الطعام، بينما شهدت يوم أمس وأول أمس، شوارع عدة في نابلس وطولكرم شمال الضفة إغلاقات للشوارع تضامنا مع الأسرى.
وأصيب صباح اليوم، أحد الشبان الفلسطينيين بجروح برصاص المستوطنين، ومن ثم قامت قوات الاحتلال باعتقاله خلال إغلاق أحد الشوارع الالتفافية قرب رام الله، ورشق الشبان مركبات المستوطنين بالحجارة، وفق مصادر صحافية ومحلية.
وكانت حركة "فتح" قد دعت يوم أمس، على لسان عضو اللجنة التنفيذية لحركة "فتح"، جمال محيسن، إلى قطع طرق المستوطنين للتضامن مع الأسرى، فيما دعت الحركة في بيان لها، إلى التصعيد الشعبي والإضراب يوم الأحد القادم.
ودعت اللجنة الإعلامية لإضراب الأسرى للمشاركة اليوم، بمسيرات تضامنية واسعة مع الأسرى المضربين، تنطلق من خيام الاعتصام والتضامن مع الأسرى في مراكز المدن والقرى الفلسطينية.