وتابع: "سأمنع الحرب مهما كلّف الثمن. لذلك، أريد من جميع الكوريّين الجنوبيين الاعتقاد بثقة بأنّه لن تكون هناك حرب".
وكشف رئيس كوريا الجنوبية أنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وعد بالسعي للحصول على موافقة سول قبل الشروع في تحرّك ضد كوريا الشمالية.
وسلّطت تصريحات ترامب القوية، في الآونة الأخيرة، بشأن خيارات عسكرية محتملة، الضوء على إصراره على التصدي لتهديد برامج الأسلحة النووية، والصواريخ الكورية الشمالية.
غير أنّ رئيس كوريا الجنوبية قال، في مؤتمره الصحافي، لا يبدو أنّه (ترامب) يقصد القيام بعمل عسكري.
وزاد التوتر في الأيام الماضية، بفعل التقدم السريع الذي تحققه كوريا الشمالية في تطوير أسلحة نووية، وصواريخ قادرة على الوصول إلى الأراضي الأميركية.
وهدّدت بيونغ يانغ، بإطلاق صواريخ باتجاه جزيرة غوام في المحيط الهادئ، بينما حذر ترامب كوريا الشمالية بـ"النار والغضب" إذا هددت بلاده.
وحثّ رئيس كوريا الجنوبية جارته الشمالية على الامتناع عن المزيد من الاستفزازات، وقال إنّها ستواجه عقوبات أشد بكثير، لن تتمكّن من التصدي لها إذا استمرت في تطوير أسلحة نووية.
وحذّر من أنّ كوريا الشمالية "ستتجاوز خطاً أحمر" إذا وضعت رأساً نوويا في صاروخ باليستي عابر للقارات.
وذكرت وسائل إعلام رسمية، في كوريا الشمالية، أول أمس الثلاثاء، أنّ زعيم البلاد كيم جونغ أون، أرجأ قرار إطلاق صواريخ صوب جزيرة غوام الأميركية، وهو موقف وصفه ترامب بأنّه "قرار حكيم".
من جهته، قال رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية، الجنرال جوزيف دانفورد، إنّ الولايات المتحدة لن تتنازل بالتفاوض عن تدريباتها المشتركة مع كوريا الجنوبية، طالما أنّ التهديد بشنّ هجوم من جانب كوريا الشمالية قائم.
وذكر دانفورد للصحافيين، اليوم الخميس، أنّه نصح القيادة الأميركية بعدم تقليص المناورات مع كوريا الجنوبية.
وقال دانفورد: "طالما أنّ التهديد في كوريا الشمالية موجود فنحن بحاجة إلى الإبقاء على حالة استعداد عالية للرد على هذا التهديد".
وتزعم كوريا الشمالية أنّ التدريبات السنوية المقررة في وقت لاحق من هذا الشهر هي مقدمة لغزو. وتقول واشنطن وسول إنّ المناورات دفاعية بطبيعتها، وحاسمة لردع العدوان الكوري الشمالي.
وفي وقت سابق اليوم الخميس، برز موقف من الصين، حذر من أنّ أفعال الولايات المتحدة "الخاطئة" بخصوص تايوان ودورياتها في بحر الصين الجنوبي، ونشرها نظاماً متطوراً للدفاع الصاروخي في كوريا الجنوبية، ترك تأثيراً سلبياً كبيراً على الثقة العسكرية المتبادلة.
وقالت وزارة الدفاع الصينية، إنّ نائب رئيس اللجنة العسكرية المركزية فان تشانغ لونغ، أبلغ جوزيف دانفورد رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة، أنّ آليات الثقة المتبادلة بين الجيشين تواصل التحسّن.
وأضاف: "لكن الأفعال الخاطئة بخصوص قضية تايوان ونشر الولايات المتحدة نظام ثاد حول الصين وأنشطة السفن والطائرات الأميركية في بحر الصين الجنوبي وعمليات الاستطلاع الأميركية في البحر والجو قرب الصين، كان لها تأثير سلبي كبير على العلاقات العسكرية بين الجانبين وعلى الثقة المتبادلة".
ونشرت الولايات المتحدة نظام ثاد للدفاع الصاروخي في كوريا الجنوبية في مواجهة كوريا الشمالية. وتقول الصين إنّ النظام الدفاعي يؤثر على أمنها بسبب راداره القوي، وإنّه لن يساهم في تهدئة التوتر مع كوريا الشمالية.
وأعرب عن استعداد للعمل مع الولايات المتحدة لتعزيز التعاون، ومعالجة النزاعات والقضايا الحساسة بشكل ملائم، ولضمان أن يصبح التعاون العسكري "قوة إيجابية" في العلاقات.
وأمس الأربعاء، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، إنّ الوقت حان "لخفض حدة الخطاب وزيادة المساعي الدبلوماسية" بشأن كوريا الشمالية، معلناً أنّه وجه رسالة في هذا الشأن، إلى كل من روسيا واليابان والولايات المتحدة والصين وكوريا الشمالية وكوريا الجنوبية، باستعداده للتوسط في محادثات لحل الأزمة.
وأضاف، في مؤتمر صحافي: "نقلتُ هذه الرسالة أمس لممثلي المحادثات السداسية"، مؤكداً أنّ "حلّ هذه الأزمة ينبغي أن يكون سياسياً. العواقب المحتملة للعمل العسكري مروعة بدرجة يتعذر معها حتى التفكير فيه".
ودعا غوتيريس إلى التعلّم من دروس التاريخ واستذكار الحرب الكورية قبل 67 عاماً التي انخرط فيها عدد كبير من الدول وأدت إلى خسائر جسيمة.
واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنّ الموقف الموحد في مجلس الأمن الذي أدى إلى تبنّي القرار 2371، يجب أن يكون "رسالة واضحة" إلى كل الدول بضرورة التقيّد الكامل به، وإلى كوريا الشمالية في شأن واجباتها الدولية تجاه الأمن والسلم.
(فرانس برس، رويترز)