يُبدي مسلحو تنظيم "داعش" شراسة في الدفاع عن وجودهم في مدينة الرقة السورية بعد محاصرتهم من الجهات الأربع من قِبل قوات يدعمها التحالف الدولي، الذي يرتكب طيرانه مجازر بحق مدنيين عالقين في المدينة التي بات أغلبها ركاماً بفعل القصف الجوي والمدفعي. في وقت تدور فيه فصول مأساة أخرى في ريف الرقة الجنوبي الشرقي، إذ تحاول قوات النظام مدعومة من الطيران الروسي التقدّم متّبعة سياسة "الأرض المحروقة"، التي يدفع ثمنها المدنيون.
ولم يتحقق حسم عسكري في مدينة الرقة، على الرغم من مرور أكثر من شهرين على انطلاق عملية عسكرية واسعة النطاق من قبل "قوات سورية الديمقراطية"، المعروفة اختصاراً بـ"قسد"، بدعم جوي من طيران التحالف الدولي، لانتزاع السيطرة على المدينة من تنظيم "داعش". ويدافع التنظيم عن أهم معاقله في سورية بشراسة، إذ لم يُترك له "مخرج نجاة" يتمكن عناصره عبره من مغادرة المدينة إلى معاقل له في البادية، أو في دير الزور، شرقي البلاد، مع رفض الروس أي محاولة لعقد صفقة مع التنظيم تتيح له الخروج "الآمن" من المدينة.
وأكدت مصادر في "قوات سورية الديمقراطية" التي تتولى الوحدات الكردية مهام السيطرة والتوجيه فيها، أن الاشتباكات مستمرة في حي هشام بن عبد الملك، جنوب شرق مدينة الرقة، مشيرة إلى مقتل عدد من مسلحي "داعش" يوم الثلاثاء في هذه الاشتباكات، في وقت تدور فيه منذ أيام اشتباكات مماثلة في حي نزلة شحادة، جنوب مدينة الرقة، من دون تحقيق حسم نهائي.
وعلى الرغم من تأكيد مصادر مقربة من "سورية الديمقراطية" أن الأخيرة باتت على بُعد مئات الأمتار من مركز المدينة، وسيطرت على منطقة الكراجات، الا أن مصادر محلية أكدت أن "معارك كر وفر تدور"، وأن خارطة السيطرة تتبدل بين يوم وآخر.
وأكدت المصادر، في حديث مع "العربي الجديد"، أن طيران التحالف "دمّر أغلب المرافق الحيوية في المدينة، خصوصاً المستشفيات والمراكز الصحية والمدارس"، مشيرة إلى أن نسبة التدمير تكاد تصل إلى مائة في المائة على هذا الصعيد، لافتة إلى أن نسبة التدمير في أحياء وحارات الرقة تصل إلى 40 في المائة.
وأكدت المصادر أن "سورية الديمقراطية" باتت تسيطر على نحو 45 في المائة من مدينة الرقة، إذ انتزعت السيطرة من تنظيم "داعش" على أحياء: السباهية، الرومانية، اليرموك، القادسية، بريد الدرعية، وقسم من نزلة شحادة، المشلب، الصناعة، وأجزاء المدينة القديمة، البتاني، تل البيعة، وأجزاء من هشام بن عبد الملك، والجسر الجديد المقام على نهر الفرات الذي يحاذي مدينة الرقة من الجهة الجنوبية.
كما أفادت مصادر في الهلال الأحمر السوري في الرقة بأن طائرات التحالف الدولي قصفت مبنى المستشفى الوطني في المدينة يوم الخميس الماضي بالقنابل الفوسفورية، مشيرة إلى تعرض المستشفى لقصف بأكثر من 20 قذيفة استهدفت مولدات الكهرباء وسيارات المستشفى وأقساماً داخله. وأكدت المصادر أنه "لم تبق مدرسة أو مسجد أو مخبز، حتى المباني الحكومية تم تدميرها بشكل كامل، وآبار المياه التي يتزود منها المدنيون بعد قطع خط المياه الرئيسي الذي يغذي المدينة من نهر الفرات تعرضت للقصف"، مشيرة إلى أنه "لم يبق سوى مخبزين في مدينة الرقة بعد تعرض الأفران للقصف".
وأكدت المصادر ذاتها أن "أغلب المباني المكوّنة من ستة طوابق في المناطق القريبة من خطوط الاشتباك تم تدميرها نظراً لوجود قناصين من عناصر تنظيم داعش يصعدون إلى تلك المباني رغماً عن أصحابها الذين يخرجون منها بمجرد دخول مسلحي التنظيم خوفاً من القصف".
اقــرأ أيضاً
في موازاة ذلك، يواصل طيران التحالف الدولي ارتكاب المجازر بحق عشرات آلاف المدنيين العالقين في مدينة الرقة، إذ يقتل يومياً العشرات منهم، أغلبهم أطفال ونساء. ووثّق ناشطون، الثلاثاء الماضي، مقتل أكثر من 22 مدنياً من مدينة تدمر، شرقي حمص، كانوا نازحين في الرقة، أغلبهم من عائلتي التواب والمروح، بقصف من طيران التحالف الدولي، مشيرين إلى أن المدينة تشهد "حرب إبادة حقيقية"، موضحين أن عدداً كبيراً من المدنيين قُتلوا بألغام زرعها تنظيم "داعش" في الرقة في الأيام القليلة الماضية، أثناء محاولتهم الهروب من المدينة المنكوبة. من جهته، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أنه وثّق مقتل 523 مدنياً على الأقل في الرقة، بينهم 112 طفلاً و68 امرأة، منذ الخامس من يونيو/ حزيران الماضي حين بدأت حملة استعادة السيطرة على مدينة الرقة، وحتى السادس من أغسطس/ آب الحالي.
في موازاة ذلك، تدور فصول مأساة أخرى في ريف الرقة الجنوبي الشرقي، إذ تحاول قوات النظام السوري و"حزب الله" ومليشيات محلية، انتزاع السيطرة على بلدتي السبخة ومعدان من تنظيم "داعش" للتقدّم نحو ريف دير الزور الغربي. ويؤكد ناشطون أن القصف الجوي من الطيران الروسي، والمدفعي من قوات النظام، يؤدي بشكل يومي إلى مقتل وإصابة العشرات من المدنيين تقطعت بهم السبل في منطقة جنوب نهر الفرات. وذكرت مصادر محلية أنّ مدنيّين بينهم طفل قضوا جراء غرق مركب يقلهم في نهر الفرات، الثلاثاء، خلال محاولتهم الهروب من مناطق سيطرة تنظيم "داعش" في معدان، حيث يشن الطيران الروسي غارات عشوائية ومكثفة، دعماً لقوات النظام التي تحاول السيطرة على المنطقة منذ أيام.
من جهته، أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى مقتل 16 مدنياً بينهم 3 أطفال و4 نساء خلال الأيام القليلة الماضية في غارات على قرية زور شمر ومحيطها عند الضفاف الجنوبية لنهر الفرات في ريف الرقة الشرقي. وذكر المرصد أن القصف الجوي تسبب بإصابة مئات المدنيين بجراح.
اقــرأ أيضاً
وأكدت مصادر في "قوات سورية الديمقراطية" التي تتولى الوحدات الكردية مهام السيطرة والتوجيه فيها، أن الاشتباكات مستمرة في حي هشام بن عبد الملك، جنوب شرق مدينة الرقة، مشيرة إلى مقتل عدد من مسلحي "داعش" يوم الثلاثاء في هذه الاشتباكات، في وقت تدور فيه منذ أيام اشتباكات مماثلة في حي نزلة شحادة، جنوب مدينة الرقة، من دون تحقيق حسم نهائي.
وعلى الرغم من تأكيد مصادر مقربة من "سورية الديمقراطية" أن الأخيرة باتت على بُعد مئات الأمتار من مركز المدينة، وسيطرت على منطقة الكراجات، الا أن مصادر محلية أكدت أن "معارك كر وفر تدور"، وأن خارطة السيطرة تتبدل بين يوم وآخر.
وأكدت المصادر، في حديث مع "العربي الجديد"، أن طيران التحالف "دمّر أغلب المرافق الحيوية في المدينة، خصوصاً المستشفيات والمراكز الصحية والمدارس"، مشيرة إلى أن نسبة التدمير تكاد تصل إلى مائة في المائة على هذا الصعيد، لافتة إلى أن نسبة التدمير في أحياء وحارات الرقة تصل إلى 40 في المائة.
وأكدت المصادر أن "سورية الديمقراطية" باتت تسيطر على نحو 45 في المائة من مدينة الرقة، إذ انتزعت السيطرة من تنظيم "داعش" على أحياء: السباهية، الرومانية، اليرموك، القادسية، بريد الدرعية، وقسم من نزلة شحادة، المشلب، الصناعة، وأجزاء المدينة القديمة، البتاني، تل البيعة، وأجزاء من هشام بن عبد الملك، والجسر الجديد المقام على نهر الفرات الذي يحاذي مدينة الرقة من الجهة الجنوبية.
كما أفادت مصادر في الهلال الأحمر السوري في الرقة بأن طائرات التحالف الدولي قصفت مبنى المستشفى الوطني في المدينة يوم الخميس الماضي بالقنابل الفوسفورية، مشيرة إلى تعرض المستشفى لقصف بأكثر من 20 قذيفة استهدفت مولدات الكهرباء وسيارات المستشفى وأقساماً داخله. وأكدت المصادر أنه "لم تبق مدرسة أو مسجد أو مخبز، حتى المباني الحكومية تم تدميرها بشكل كامل، وآبار المياه التي يتزود منها المدنيون بعد قطع خط المياه الرئيسي الذي يغذي المدينة من نهر الفرات تعرضت للقصف"، مشيرة إلى أنه "لم يبق سوى مخبزين في مدينة الرقة بعد تعرض الأفران للقصف".
وأكدت المصادر ذاتها أن "أغلب المباني المكوّنة من ستة طوابق في المناطق القريبة من خطوط الاشتباك تم تدميرها نظراً لوجود قناصين من عناصر تنظيم داعش يصعدون إلى تلك المباني رغماً عن أصحابها الذين يخرجون منها بمجرد دخول مسلحي التنظيم خوفاً من القصف".
في موازاة ذلك، يواصل طيران التحالف الدولي ارتكاب المجازر بحق عشرات آلاف المدنيين العالقين في مدينة الرقة، إذ يقتل يومياً العشرات منهم، أغلبهم أطفال ونساء. ووثّق ناشطون، الثلاثاء الماضي، مقتل أكثر من 22 مدنياً من مدينة تدمر، شرقي حمص، كانوا نازحين في الرقة، أغلبهم من عائلتي التواب والمروح، بقصف من طيران التحالف الدولي، مشيرين إلى أن المدينة تشهد "حرب إبادة حقيقية"، موضحين أن عدداً كبيراً من المدنيين قُتلوا بألغام زرعها تنظيم "داعش" في الرقة في الأيام القليلة الماضية، أثناء محاولتهم الهروب من المدينة المنكوبة. من جهته، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أنه وثّق مقتل 523 مدنياً على الأقل في الرقة، بينهم 112 طفلاً و68 امرأة، منذ الخامس من يونيو/ حزيران الماضي حين بدأت حملة استعادة السيطرة على مدينة الرقة، وحتى السادس من أغسطس/ آب الحالي.
من جهته، أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى مقتل 16 مدنياً بينهم 3 أطفال و4 نساء خلال الأيام القليلة الماضية في غارات على قرية زور شمر ومحيطها عند الضفاف الجنوبية لنهر الفرات في ريف الرقة الشرقي. وذكر المرصد أن القصف الجوي تسبب بإصابة مئات المدنيين بجراح.