وخلال كلمته في مؤتمر فرع حزب "العدالة والتنمية" الحاكم في ولاية إلازغ التركية، قال أردوغان: "ليس عليكم أن تشكوا أبداً، قد نأتي في أي ليلة فجأة، كما قمنا في ليلة دون إنذار بتوجيه الضربات، نقوم اليوم عبر العمليات في إدلب بإسقاط الجناح الغربي للممر الإرهابي، إن لم يقم الإرهابيون بتسليم أنفسهم في عفرين سنقوم بهدمها على رؤوسهم".
وأضاف: "وإن لم يتم الالتزام بالوعود التي تم قطعها لنا في منبج، عندها سننهي الأمر بأيدينا، لن يتجاوز الأمر الأسبوع كي يروا ماذا سنفعل، سنستمر في نضالنا حتى لا يبقى أي إرهابي"، في إشارة إلى الوعد الذي قطعته إدارة الرئيس الأميركي السابق، باراك أوباما، بسحب قوات الاتحاد الديمقراطي من منبج بعد طرد تنظيم "داعش" الإرهابي منها.
وتابع: "لقد قمنا سابقاً بالقضاء على ثلاثة آلاف من عناصر داعش من جرابلس إلى الباب، وغداً إن استدعى الأمر سنقوم بالقضاء على ثلاثة آلاف إرهابي آخر، وعلى أولئك الذين يقفون ضدنا في قتالنا (للإرهاب) أن يعيدوا النظر".
برغم ذلك عبر الرئيس التركي عن رغبة بلاده بالتعاون مع الولايات المتحدة في سياساتها في المنطقة، بالقول: "نود أن نسير سياساتنا في المنطقة مع الولايات المتحدة، وهذا أمر لا يمكن أن يتم من طرف واحد، إن من يدخل جحر الأفعى بالنتيجة يشاركها، وإن أصرت الولايات المتحدة على إلقاء نفسها في جحر الأفعى، عندها سنبحث عن حلول لأنفسنا".
وجاءت تصريحات الرئيس التركي، بعد أن قامت هيئة من الخارجية الأميركية، الجمعة الماضي، برئاسة الدبلوماسي الأميركي، ماكس مارتن، بزيارة المناطق التي يسيطر عليها حزب الاتحاد الديمقراطي في شمال سورية، والتقت بكل من مجلس مدينة الرقة التابع لقوات قسد التي يسيطر عليها الاتحاد الديمقراطي، وقائد قوات سورية الديمقراطية، القيادي في حزب العمال الكردستاني، فرهاد جيلو (فرهاد عبدي شاهين)، وكذلك بهيئة من قيادات العمال الكردستاني قدمت من جبال قنديل، وهي كل من فوزي يوسف وبران جيا كرد، حيث طالبت قيادات الكردستاني، بحسب وكالة الأناضول، الولايات المتحدة بدعمهم للحصول على فدرالية في سورية.
ولم يكن أردوغان قد أنهى كلمته، حتى بدأت قوات الجيش التركي المرابطة على حدود عفرين من الجانب التركي، بتوجيه ضربات مدفعية لمواقع الوحدات الكردية.
وأرسلت الأركان التركية المزيد من التعزيزات العسكرية إلى ولاية هاتاي (لواء سكندرون) المواجهة لمنطقة عفرين الخاضعة لسيطرة قوات الاتحاد الديمقراطي (الجناح السوري للعمال الكردستاني)، وذلك بينما شنت القوات المرابطة على حدود عفرين من الناحية التركية ضربات مدفعية باتجاه مواقع الاتحاد الديمقراطي.
ووصلت إلى المناطق الحدودية في منطقة الريحانية في ولاية هاتاي شاحنات محملة بخمس دبابات، لتنضم إلى التعزيزات الكبيرة المرابطة على حدود الولاية تمهيداً لعمل عسكري.
كما استهدفت وحدات المدفعية المتمركزة في منطقتي الريحانية وقرق خان في ولاية هتاي جنوبي تركيا، وفي مناطق خفض التوتر في محافظة إدلب السورية، مواقع حزب الاتحاد الديمقراطي في منطقة عفرين، حيث نفذت المدفعية التركية 36 رشقة على الأقل منذ ظهر اليوم، استهدفت فيها مواقع باصوفان، وجنديريس، وراجو، ودير بلوط.