تسبّبت نتائج انتخابات برلمان إقليم كردستان العراق، التي أُعلن عنها، أمس الخميس، بنشوب أزمة جديدة، على خلفية رفض "الاتحاد الوطني الكردستاني" لها، وتلويحه بخيارات أخرى، فيما تلقّى "الحزب الديمقراطي الكردستاني" بزعامة الرئيس السابق للإقليم مسعود البارزاني، اتهامات بالتلاعب بها.
وقال مصدر سياسي كردي مطلع، لـ"العربي الجديد"، اليوم الجمعة، إنّ "عدداً من الأحزاب الكردية الخاسرة في الانتخابات تتوجّه للطعن بالنتائج الأولية للانتخابات التي أعلنت، الخميس، وأظهرت تقدّماً واضحاً لحزب البارزاني"، مؤكداً أنّ "الأحزاب الكردية المعارضة، قرّرت عدم الاعتراف بالنتائج".
وأشار إلى "وجود اتهامات من قبل القوى الخاسرة لحزب البارزاني بالتلاعب بالنتائج في محافظتي أربيل ودهوك، والتصويت الخاص"، مرجّحاً أنّ "هذه القوى ستصعّد إجراءاتها، خلال الأيام المقبلة، للطعن بنتائج انتخابات برلمان إقليم كردستان".
إلى ذلك، طالبت مؤسسة الانتخابات في حزب "الاتحاد الوطني الكردستاني" (يتزعمه الرئيس العراقي السابق جلال الطالباني)، المفوضية العليا المستقلة في إقليم كردستان، بـ"الإسراع في عملية النظر بالطعون المقدمة بشأن الانتخابات".
وأكدت، في بيان، أنّ "على المفوضية أن تكون على قدر المسؤولية التاريخية، وأن تتخذ جميع الإجراءات القانونية دون انحياز، من أجل حسم ملف الشكاوى والطعون".
وأوضحت أنّ "الاتحاد الوطني الكردستاني سيتبع جميع السبل القانونية من أجل ضمان عدم وجود خروقات في النتائج النهائية للانتخابات، التي يجب أن تكون بعيدة عن التدخل والتلاعب".
وأضافت "في حال عدم اعتراف المفوضية بالشكاوى القانونية التي ثبتت مصداقيتها بشأن الخروقات، فإنّه سيكون للاتحاد الوطني الكردستاني حينها موقف آخر".
وكانت مفوضية انتخابات إقليم كردستان العراق، قد أعلنت، أمس الخميس، النتائج الأولية للاقتراع في انتخابات برلمان الإقليم، والتي أظهرت تقدّم حزب البارزاني على الأحزاب المنافسة له، بينما حلّ حزب الطالباني بعده.
وبينت المفوضية، في مؤتمر صحافي، أنّ النتائج الأولية لانتخابات برلمان كردستان، أظهرت حصول "الحزب الديمقراطي الكردستاني" على 595592 صوتاً، ليحلّ بالمرتبة الأولى، بينما حصل "الاتحاد الوطني الكردستاني"، على المركز الثاني بـ287575 صوتاً، ثم "حركة التغيير" بـ164336 صوتاً، تلتها "حركة الجيل الجديد" بـ113297 صوتاً.
ووفقاً للنتائج الأولية، فإنّ مصادر بمفوضية انتخابات كردستان، رجّحت أن تتجاوز مقاعد "الحزب الديمقراطي الكردستاني" الـ40 مقعداً، في حين يحصل "الاتحاد الوطني الكردستاني" على 22 مقعداً، و"حركة التغيير" على 12 مقعداً، و"حركة الجيل الجديد" على 9 مقاعد، في البرلمان الكردي الجديد.
وأُجريت، في 30 سبتمبر/أيلول المنصرم، انتخابات برلمان إقليم كردستان، على وقع خلافات عميقة بين "الحزب الديمقراطي الكردستاني"، و"الاتحاد الوطني الكردستاني"، بشأن منصب رئيس الجمهورية، والذي ذهب لمرشح الأخير برهم صالح.