وروت والدة محمود، رندة الحلبي، لـ"العربي الجديد": "ذهبنا يوم الجمعة صباحاً أنا ومحمود ووالده إلى مقر الاستخبارات في رام الله، وتمّ إبقاؤنا في غرفة الحارس في الخارج، ولم يسمح النا بالدخول، وعندما جاء أحد عناصر الأمن إلينا، طلبنا منه أن يقوم بتسلم ابننا ووضعه في مقرات الأمن الفلسطيني لحمايته، فرفض بشدة".
وأضافت رندة الحلبي: "لقد أجابنا بأنهم لا يستطيعون استلامه، وقال أذهبوا إلى مقر الشرطة"، وعندما ذهبنا إلى هناك (مقر شرطة مدينة رام الله)، أجابونا بأن هناك أوامر عليا بعدم استقباله، وأنه حتى الارتباط الفلسطيني لن يستقبله".
وبحسب والدة محمود، فقد هرب ابنها من سيارة العائلة بعدما قال لوالديه: "ما حدا راح يوقف معنا"، ولم يسمعوا عنه إلا عبر الإعلام، الذي أفاد بأنه سلّم نفسه.
وأوضحت الأم أن الضفة الغربية مصنفة أراضي "أ" حسب اتفاق أوسلو، ما يعني أن السلطة الفلسطينية مسؤولة عن الفلسطينيين في هذه الأراضي، متسائلة "لماذا يتم التنصل من حماية ابني"؟
وبحسب رندة الحلبي، فإن ابنها محمود قد قام بعمليته التي أسفرت عن إصابة جندي للاحتلال إصابة حرجة، بعدما شهد يوم الخميس الماضي، على قيام هذا الجندي بالاعتداء بالضرب على طفلة من ذوي الاحتياجات الخاصة، وأمرها أن تخلع "سترة" كانت ترتديها، فما كان من محمود إلا أن هدد الجندي قائلا "راح تندم". وبحسب ما تردد، فإن محمود قام بتتبع الجندي إلى داخل المعسكر، وبحكم عمله في مجال الكاميرات، فقد استطاع تجاوزها وقام بضرب الجندي بالحجر من مسافة صفر، لكنه أسقط محفظته أثناء لوذه بالفرار، ما أدى إلى انكشاف هويته.
وقالت الأم إن "العائلة رزحت تحت ضغوط نفسية هائلة، لاسيما أن جيش الاحتلال بدأ بالاتصال بهم في الساعة الثالثة من بعد ظهر يوم الجمعة، وهددهم بقتل ابنهم، وتم اعتقال الأب بعد ذلك بساعات ليعود ويفرج عنه بعد تعرضه لأزمة قلبية".
وتعرض منزل الحلبي إلى تدمير كامل محتوياته عصر يوم الجمعة الماضي، بحثاً عن محمود، الذي تمّ اعتقال عمه، بالإضافة إلى والده، مع تعرضهما للتعذيب والضرب.
وتابعت الأم: "مساء الجمعة اتصل بي ضابط الاحتلال الإسرائيلي طالباً إحضار فحوصات القلب والدواء الخاص بزوجي والحضور فوراً، لكنه عاد واتصل بي وأنا بطريقي إلى معسكر الاحتلال، ليسألني إن كنت أحضرت ابني معي، وعندما أجبته بلا، طلب مني العودة مجدداً إلى المنزل".
Twitter Post
|
وأضافت: "بعدها تمّ الإفراج عن زوجي بعدما ساء وضعه الصحي، ونقل مباشرة للمستشفى. في هذه الأثناء، بدأت الضغوطات النفسية عبر اتصالات متكررة كل نصف ساعة تطلب منا تسليم محمود وإلا فستتم تصفيته، وتوقفت هذه الاتصالات ظهر يوم السبت"، مؤكدة "لا أعرف إن كان محمود قد سلم نفسه، أم تم اعتقاله، أو كيفية اعتقاله".