شارك آلاف الفلسطينيين، اليوم الإثنين، في مسيرات بالضفة الغربية المحتلة، إحياء للذكرى السبعين للنكبة، ورفضاً لنقل السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة، وشهدت المسيرات مواجهات مع جنود الاحتلال الإسرائيلي، ووقوع عدد من الإصابات.
واستهدف جنود الاحتلال الإسرائيلي، المشاركين في المسيرات بقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع والرصاص المعدني المغلف بالمطاط، ما أدى إلى وقوع عدد من الإصابات، وحالات الاختناق، قدمت لها طواقم الإسعاف العلاج اللازم.
وتقام، اليوم الإثنين، في القدس المحتلة، مراسم حفل نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، تزامناً مع الذكرى 70 للنكبة، وإعلان قيام دولة إسرائيل.
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي، عزّز نشر قواته، في الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس المحتلة، وعلى امتداد الحدود مع قطاع غزة، استعداداً لمواجهة مسيرات العودة، التي انطلقت رفضاً للخطوة الأميركية.
وقرر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في 6 ديسمبر/كانون الأول 2017، إعلان القدس، بشقيها الشرقي والغربي، عاصمة لإسرائيل، والبدء بنقل سفارة بلاده إليها، ما أشعل غضباً في الأراضي الفلسطينية، وتنديداً عربياً ودولياً.
القدس
واندلعت مواجهات بين فلسطينيين، وجنود الاحتلال الإسرائيلي شمالي القدس. وأُصيب 34 خلال مواجهات عند حاجز قلنديا شمالي مدينة القدس المحتلة، من بينهم 9 أصيبوا بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، خلال مهاجمة جنود الاحتلال الإسرائيلي، المشاركين في مسيرة انطلقت من أزقة المخيم باتجاه الحاجز، فيما اندلعت مواجهات أخرى عند مدخل مدينة أريحا الشمالي.
رام الله
وفي مدينة رام الله وسط الضفة الغربية، خرجت مسيرة جماهيرية مركزية، دعت لها "اللجنة الوطنية العليا للدفاع عن حق العودة"، وشارك فيها آلاف الفلسطينيين من مختلف محافظات الضفة الغربية، من بينهم موظفون وطلبة مدارس وجامعات.
وتقدّمت المسيرة، فرق الكشافة وحملة أعلام النكبة وأعلام فلسطين، وحملة 70 مفتاحاً بعدد سنوات النكبة، وهم يرتدون ملابس سوداء ترمز إلى المناسبة، ومن ثم اتجهت نحو حاجز قلنديا العسكري شمالي القدس المحتلة، بعد أن جابت شوارع مدينة رام الله، حيث اندلعت مواجهات هناك، وقعت خلالها العديد من الإصابات.
وشدّد محمد عليان المنسق العام لـ"اللجنة الوطنية العليا لإحياء ذكرى النكبة"، في حديث لـ"العربي الجديد"، على أنّ المسيرات "رسالة واضحة بأنّ الشعب الفلسطيني، مصمم على التمسك بحقوقه الوطنية وبحق العودة، وأنّ القدس ستبقى عاصمة فلسطين عربية إسلامية".
ودعا عليان، إلى استمرار الفعاليات الرافضة لقرارات الإدارة الأميركية، في ظل نقل السفارة الأميركية إلى القدس".
من جانبه، قال موفق سحويل أمين سر حركة "فتح" في محافظة رام الله والبيرة، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الجماهير الفلسطينية خرجت اليوم، للتأكيد على أنّ الشعب الفلسطيني لن يرفع الراية البيضاء ولن يقف مكتوف الأيدي عن التمسّك بحقه".
وأكد سحويل أنّ "الفعاليات ستتواصل، ضد الموقف الأميركي والاحتلال الإسرائيلي وممارساته، حتى يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته، من أجل نيل الشعب الفلسطيني حقه بالحرية والاستقلال وتقرير المصير".
وعقب انتهاء المسيرة، توجّه المشاركون باتجاه حاجز بيت إيل العسكري شمالي مدينة رام الله، ما أدى إلى اندلاع مواجهات مع الجنود هناك، بينما أُصيب شاب بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، خلال مواجهات مماثلة اندلعت في بلدة دير نظام غربي رام الله.
بيت لحم
وفي بيت لحم جنوبي الضفة الغربية المحتلة، اندلعت مواجهات عنيفة بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي، المتمركزة على الحاجز العسكري الذي يقيمه الاحتلال عند المدخل الشمالي للمدينة، عقب قمع مسيرة انطلقت من مركز المدينة باتجاه الحاجز.
وقال محمد الجعفري منسق "القوى الوطنية الفلسطيني" في بيت لحم، لـ"العربي الجديد"، إنّ "المسيرة انطلقت في بيت لحم، لتأكيد الشعب الفلسطيني على استمرار مطالبه بحق العودة المشروع، بعد تهجيره من أراضيه عام 1948".
واستهدف جنود الاحتلال، المشاركين بالمسيرة الذين رفعوا الرايات السوداء، والشعارات المطالبة بحق العودة، بوابل كثيف من قنابل الصوت، والغاز المسيل للدموع، ما أدى إلى وقوع عدد من الإصابات بحالات الاختناق.
وعند المدخل الشمالي لبلدة تقوع شرقي مدينة بيت لحم، اندلعت مواجهات مماثلة بين شبان فلسطينيين، وقوات الاحتلال الإسرائيلي، عقب التظاهرة التي خرجت في البلدة إحياء للذكرى السبعين للنكبة، كما اندلعت مواجهات في بلدة بيت أمر شمالي مدينة الخليل.
الخليل
وفي مدينة الخليل، انطلقت مسيرة شارك فيها، عدد من الشخصيات السياسية، ومسؤولو الفصائل في المدينة، رفعت خلالها الرايات السوداء، والأعلام الفلسطينية، واللافتات المطالبة بحق العودة، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي.
وفور وصول المسيرة إلى المنطقة الجنوبية في الخليل، اندلعت مواجهات بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي، التي تمركزت عند عدة نقاط لقمع المشاركين فيها، واعتقلت خلالها شابين عقب مطاردتهما في المكان.
نابلس
وهاجم شبان فلسطينيون، مركبات لمستوطنين إسرائيليين، على الشارع الالتفافي بالقرب من بلدة بيت فوريك جنوب شرق مدينة نابلس شمالي الضفة، حيث تكسر عدد منها.
وذكرت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، أنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي حضر إلى المنطقة، وداهم بجيباته العسكرية الشارع الرئيس في البلدة.
يُذكر أنّه تزامناً مع فعاليات ومسيرات الضفة الغربية المحتلة اليوم الإثنين، خرجت "مليونية العودة"، في قطاع غزة، وقد استُشهد خلال قمعها 37 فلسطينياً وأصيب المئات، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي.
(شارك في التغطية: محمد عبيدات، محمود السعدي، سامي الشامي)