طالب رئيس "هيئة التفاوض السورية" نصر الحريري بضرورة إخراج إيران من سورية، معتبراً أنها وروسيا "تحاربان بالنيابة" عن النظام الذي يروج لـ"شائعة" انتصاره في الحرب "غير الصحيحة"، فيما ردت "قوات سورية الديمقراطية"، اليوم الخميس، على التصريحات التي أدلى بها رئيس النظام السوري بشار الأسد، والتي توعَّد فيها المقاتلين الأكراد الذين تدعمهم الولايات المتحدة، بالحرب، في حال فشلت المفاوضات معهم لتسليم شرق نهر الفرات إلى قواته.
وقال المتحدث باسم مليشيات "قوات سورية الديمقراطية" كينو غابرييل إن الحل العسكري ليس "هو الحل الذي يقدر أن يوصل لأي نتيجة"، مضيفاً في رسالة صوتية لوكالة "رويترز" أن "أي حل عسكري بما يخص قوات سورية الديمقراطية، سوف يؤدي إلى مزيد من الخسارة والدمار والصعوبات بالنسبة للشعب السوري".
وأضاف أن "الخلاص بالنسبة للوضع السوري من خلال المفاوضات"، مطالباً بـ"نظام ديمقراطي لكل المكونات العرقية أو الدينية الموجودة في سورية".
الحريري
بدوره، اعتبر نصر الحريري، من بروكسل، أن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي المبرم من إيران "يفتح المجال لزيادة الضغط على طهران لوقف دعمها العسكري للأسد".
ورد الحريري على تصريحات رئيس النظام السوري، قائلاً إن "روسيا وإيران تحاربان بالنيابة عن الأسد في الحرب السورية، وساعدتاه على استعادة مساحات كبيرة من الأراضي من مقاتلي المعارضة". وذكر أن هناك الآن نحو مئة ألف مقاتل إيراني أو مرتبط بإيران في البلاد.
وقال في هذا الإطار إن "دور إيران يكبر شيئاً فشيئاً على حساب شعبنا. لذا، فنحن ندعم أي آلية دولية قد تحجم نفوذ إيران في المنطقة بشكل عام، وفي بلدنا بشكل خاص". وأضاف: "لا نستطيع فصل... البرنامج النووي (الإيراني) عن برنامج طهران الصاروخي وسلوك إيران الخبيث في منطقتنا".
ورأى الحريري، الذي أجرى مباحثات في بروكسل تحديداً حول دور طهران في المنطقة، أنه "في وجود إيران والمليشيات الإيرانية في بلادنا، لن يكون هناك حل سياسي تفاوضي. لن يكون هناك حل في ظل وجود هؤلاء الشركاء الأجانب. نبحث عن سبل لإجبار إيران على الخروج من سورية"، معتبراً كذلك أن "ثلاث سنوات من الاعتماد على التدخل العسكري الروسي لا تكفي لتأمين نصر حاسم للأسد"، وإن هذا النظام "قد يخسر الحرب لو انسحبت موسكو".
كما أشار إلى أن "شائعة أن النظام انتصر في الحرب غير صحيحة. بناء على الوضع الحالي، لا يمكن للنظام إعلان أي نصر مستقر"، مضيفاً أن روسيا "يجب أن تكون جادة بشأن محادثات السلام الدولية إن أرادت مخرجاً".
"الائتلاف السوري"
إلى ذلك، أكّد "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" أن الحلّ السياسي في سورية لن ينجح "من دون إشراف كامل من الأمم المتحدة، وتطبيق القرارات الدولية الخاصة بالشأن السوري، وعلى رأسها بيان جنيف والقرار 2254".
وطالبت نائب رئيس "الائتلاف"، ديما موسى، في لقاء اليوم الخميس جمع مسؤولين في "الائتلاف" ووفداً من وزارة الخارجية البريطانية، بـ"ضرورة تحقيق الانتقال الشامل من دون بشار الأسد وزمرته المسؤولة عن ارتكاب آلاف جرائم الحرب".
وشدّدت موسى على "دور حلفاء وأصدقاء الشعب السوري في دعم هذا المسار، ودعم المعارضة والائتلاف الوطني في ما يخدم هدف العملية السياسية لتحقيق مطالب الشعب السوري بنيل الحرية والكرامة"، مشيرةً إلى "الوضع المأساوي الذي يعاني منه المهجّرون في الآونة الأخيرة". وقالت في هذا الصدد إن "النظام بمساعدة حلفائه يستمرون بعمليات القتل وتهجير السكان بشكل قسري، إضافة إلى إبقاء المعتقلين مغيبين داخل أقبية السجون ومصيرهم غير معروف".
ودعت إلى "الوقوف بوجه تطبيق القانون رقم 10 الصادر عن نظام الأسد، والذي يهدف إلى تكريس عمليات التهجير القسري والتغيير الديموغرافي، ومنع اللاجئين من العودة إلى ديارهم"، وحثّت على "إثارة الموضوع على المستوى الدولي".
وكان الأسد قد اعتبر في الحوار مع "روسيا اليوم" أن "المشكلة الوحيدة المتبقية في سورية هي قوات سورية الديمقراطية"، لافتاً إلى أن نظامه "سيتعامل معها عبر خيارين: هما المفاوضات أو استعادة المناطق التي تسيطر عليها بالقوة".
وأضاف: "بدأنا الآن بفتح الأبواب أمام المفاوضات، لأن غالبية هذه القوات (سورية الديمقراطية) هي من السوريين، ويفترض أنهم يحبون بلدهم، ولا يرغبون في أن يكونوا دُمى بيد الأجانب".
وهددّ بأنه في حال لم يحدث خيار المفاوضات "سنلجأ إلى تحرير تلك المناطق بالقوة، ليس لدينا أي خيارات أخرى، بوجود الأميركيين أو بعدم وجودهم".
(العربي الجديد)