ولن تخرج الزيارة عن الإطار الذي يسعى إليه الأردن في المنطقة، إذ أكد وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي أن عمّان "تتطلع لمواصلة العمل المشترك مع الحلفاء والشركاء لبناء شرق أوسط خال من الأزمات، وفق مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول"، وأن "حلّ الأزمة السورية هدف استراتيجي، ولا بد في إطاره من دور عربي إيجابي يسهم في التوصل الى هذا الحل، حتى تستعيد سورية دورها في استقرار المنطقة".
وفي إطار العلاقات الثنائية بين الأردن والعراق، والتي شهدت خلال الفترة القريبة الماضية تطورات إيجابية، نفت وزيرة الدولة لشؤون الإعلام بالأردن، المتحدثة الرسمية باسم الحكومة جمانة غنيمات، وجود أي خلافات بين عمّان وبغداد، واصفة العلاقات بين البلدين بـ"الممتازة".
وتوضيحاً لما تردد حول أزمة تتعلق بالديون بين البلدين، أوضحت غنيمات أنه تمّ الاتفاق خلال الزيارة الأخيرة التي قام بها الرزاز للعراق على طيّ جميع الملفات، وإعادة النظر بكافة القضايا العالقة بين الجانبين، وعلى رأسها القضايا المالية، مثل قضية الأرصدة العراقية في المملكة، حيث تم الاتفاق على تشكيل لجنة مشتركة للنظر بمجمل الملفات، ووضع حلول نهائية للقضايا العالقة خاصة المالية، وتمّ تحديد شباط المقبل للانتهاء منها.
ويحرص العراق على فتح آفاق التعاون وترك الأبواب مشرعة أمام التعاون مع الأردن، فقد بادر الرئيس العراقي برهم صالح، بإجراء أول زيارة له إلى عمّان في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، تبعتها زيارة أخرى لنائب رئيس الوزراء وزير المالية العراقي فؤاد حسين، للتأكيد على المصالح المشتركة والعمل لها.
وأكد مصدر في وزارة الخارجية العراقية أن ملك الأردن سيلتقي الرئيس العراقي برهم صالح، ورئيس الوزراء عادل عبد المهدي، مبيناً في حديث لـ"العربي الجديد"، أن الوفد المرافق لعبد الله الثاني الذي يضم عدداً من الوزراء، سيلتقي مسؤولين عراقيين لبحث القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وأشار المصدر إلى أن أبرز الملفات التي ستناقشها الزيارة هي تعزيز التبادل التجاري بين العراق والأردن، وتقديم الجانب الأردني مزيداً من التسهيلات للتجار العراقيين، فضلاً عن تزويد الأردن بالنفط العراقي، لافتاً إلى أن المباحثات ستشمل أيضاً مناقشة الأمن على الحدود العراقية - الأردنية، للحيلولة دون حدوث أيّ خروقات أمنية هناك.
وسبق للسلطات الأردنية أن أكدت حرصها على ضرورة تعزيز العلاقات بين بغداد وعمان في مختلف المجالات، والتي تعززت مؤخراً من خلال تسهيلات أردنية على الحدود، أتاحت للتجار والمسافرين العراقيين التنقل عبر منفذ طريبيل الذي يصل العراق بالأردن.
وتتزامن زيارة الملك الأردني إلى العراق، مع زيارة وزيري خارجية فرنسا وإيران، جان إيف لودريان ومحمد جواد ظريف إلى بغداد، بعدما كان الأول قد التقى الملك الأردني في عمّان.
وذكرت وكالة الأنباء الأردنية أمس الأحد أن الملك عبد الله بحث مع لودريان العلاقات الاستراتيجية بين الأردن وفرنسا، ومستجدات الأوضاع الإقليمية، موضحة أن العاهل الأردني شدد على الحرص للعمل مع فرنسا من اجل تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، وضرورة تكثيف الجهود الدولية لانهاء الصراعات.
وكان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، قد وصل إلى العراق أمس الأحد، وبحث مع نظيره العراقي، محمد علي الحكيم، ملفات التعاون الاقتصادي بين البلدين، والتحديات الأمنية التي تواجه المنطقة في زيارة قيل إنها تستغرق أربعة أيام.