العملية التركية شمالي سورية: انتزاع السيطرة على 34 قرية وسط تقدّم بطيء

شرق الفرات
عبسي سميسم (العربي الجديد)
عبسي سميسم
عبسي سميسم. صحافي سوري؛ مدير مكتب سورية في موقع وصحيفة "العربي الجديد".
إسطنبول

جلال بكور

avata
جلال بكور
12 أكتوبر 2019
1C265847-7498-4E1F-9263-421F73BC18E9
+ الخط -
قال المتحدث باسم اللواء 144 في الفيلق الأول في "الجيش الوطني السوري" صهيب الجابر، اليوم السبت، إن العملية العسكرية التركية ضد المليشيات في منطقة شرقيّ الفرات شمال سورية، تتقدم ببطء، نتيجة احتجاز المليشيات للمدنيين، مشيراً إلى أن "الجبهة الوطنية للتحرير" مشاركة في العملية ضمن "الجيش الوطني".

وأضاف في حديث مع "العربي الجديد"، أنه "خلال 48 ساعة كان هناك تقدم واضح بالشراكة مع الجيش التركي، في أطراف تل أبيض ورأس العين، حيث هناك احتجاز لعدد كبير من المدنيين داخل هاتين المدينتين من قبل تنظيم " ب ي د" (حزب الوحدة الديمقراطي) وجناحه العسكري، "وحدات حماية الشعب" الكردية"، موضحاً أنّه "بسبب احتجاز المدنيين من قبل التنظيم، اعتمد "الجيش الوطني" أسلوب التقدم في المحيط، ولم يتقدم مباشرة في عمق المدن، وذلك حرصاً على حياة المدنيين، ونُشر قناصون من قبل القوات، من أجل التعامل مع عناصر التنظيم المنتشرين في المدن". وأضاف: "حتى الآن سيطرنا على 12 قرية قرب الحدود، وعدد من النقاط المتقدّمة، والتقدّم مستمر، إلا أن حماية المدنيين هي الأولوية، وإن كان ذلك سيؤدي إلى بطء في عملية التقدم".
وعن الفصائل المشاركة في العملية، قال الجابر: "تشارك في العملية فصائل المعارضة المندمجة في جسم "الجيش الوطني" ضمن سبعة فيالق، وحتى الآن هناك مشاركة مباشرة للفيلق الأول والثاني، وهناك أيضاً المزيد من القوات من الفيالق الأخرى التي بدأت بالسير إلى نقاط الجبهات".
وعن مشاركة "الجبهة الوطنية للتحرير" في العمليات، أوضح أن الأخيرة "باتت جزءاً من الجيش الوطني، وتحت قيادة واحدة"، مضيفاً أن الأخيرة "باتت موجودة في كل فيالق "الجيش الوطني" وهي موجودة في المعركة، وهناك محاور أخرى عدة، مثل محاور منبج وتل رفعت بريف حلب". وأوضح أنه لا يمكن إقحام كلّ الفيالق في المعركة، لأن هناك نقاطاً في ريف حلب "تحتاج إلى البقاء على استعداد، تحسباً لأي تحرك قد تقوم به المليشيا بالتعاون مع النظام السوري".

وبحسب المتحدث، فإنّه "لا يوجد فرق، ضمن العملية العسكرية، بين المقاتلين والجميع تحت قيادة "الجيش الوطني"، لافتاً إلى أنّ "كل الفيالق لديها مناطق تمركز محددة، إلا أنه في وقت المعركة يتوجه الجميع إلى الجبهة تحت قيادة واحدة". وتابع: "الجيش التركي مشارك في العملية بنحو أساسي عبر المدفعية والطائرات والقناصين والقوات الخاصة، وهو يسير في ذات الجبهة مع "الجيش الوطني" ضد العدو المشترك".
وأشار إلى أن "المعنويات لدى مقاتلي الجيشين مرتفعة، وتدفعهم إلى المعركة رغبتهم في "تحرير المنطقة" وإعادة الأهالي المهجرين إليها." وعن مساحة الأراضي التي ستشملها العملية قال المتحدث: "إن الأيام القادمة ستكشف عنها".
وبدأت العملية بعد ظهر يوم الأربعاء الماضي، بشنّ غارات جوية من الجيش التركي وضربات مدفعية على مواقع المليشيات في منطقتي تل أبيض ورأس العين.

"الجيش الوطني" يسيطر على 34 قرية

إلى ذلك، سيطر "الجيش الوطني السوري" على 34 قرية في منطقة شرقيّ الفرات، بالإضافة إلى معبر مدينة رأس العين والمنطقة الصناعية، ضمن العملية التي يشنها بدعم تركي ضد مليشيا "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) التي تقودها "وحدات حماية الشعب" الكردية.
وقال المتحدث باسم "الجيش الوطني السوري" الرائد يوسف حمود لـ"العربي الجديد"، إن قواتهم، بالتعاون مع الجيش التركي، سيطرت على 34 قرية في محوري تل أبيض ورأس العين في ريفي الرقة والحسكة منذ بدء العملية العسكرية يوم الأربعاء الماضي.
والقرى التي تمت السيطرة عليها هي: نص تل، رجم عنوة، أم جرن الصواوين، جاموس، لزكة، العريضة، حويران، الواسطة، شوكان، التروازية، الزيدي، النبهان، الخالدية، الخويرة الكبيرة، الخوير الصغير، الفيلو، الغجير، الغزيل، كشتو تحتاني، كشتو، اليابسة، تل فندر، مشرفة الحاوي، اقصاص، بير عاشق، حميدة، مشرفة الحاوي، مزرعة المسيحي، مزرعة الحاج علي، برزان، تل حلف، أصفر نجار، حلاوة، والسكرية.
وأضاف المتحدث باسم الجيش الوطني لـ"العربي الجديد"، أنه بالإضافة إلى السيطرة على تلك القرى، سيطرت قوات الجيش اليوم بنحو كامل على معبر رأس العين الحدودي مع تركيا، وعلى المدينة الصناعية برأس العين.
وفي سياق متّصل، قال حمود لـ"العربي الجديد"، إن القوات تواصل عملها للسيطرة على قرية عين العروس، والسيطرة عليها تعني فرض حصار شبه كامل على مدينة تل أبيض، من خلال قطع الطريق الواصل بينها وبين مدينة الرقة ومنطقة عين عيسى شمال الرقة.
وبحسب المتحدث، تستمر المواجهات بين "الجيش الوطني" ومليشيات "قسد" في محور تل حلف، غرب مدينة رأس العين في ريف الحسكة الشمالي الغربي. وقال المتحدث إن قوات العملية ضد مليشيات "قوات سورية الديمقراطية" التي تقودها "وحدات حماية الشعب" الكردية، بسطت سيطرتها على الطريق 712 الواصل بين مدينتي تل أبيض ورأس العين.

وفيما أفادت وكالة "الأناضول" التركية بأن "الجيش الوطني" وصل إلى الطريق الدولي بين الحسكة وحلب "منبج - القامشلي"، نفت مصادر عسكرية عدة من "الجيش الوطني" الوصول إليه، مشيرة إلى أن الطريق يبعد عن الحدود السورية التركية قرابة 25 كيلومتراً في محور رأس العين، و30 كيلومتراً في محور تل أبيض.
من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع التركية في بيان لها، أن العمليات استمرّت خلال الليلة الماضية بنجاح، مشيرة إلى تحييد 415 عنصراً من عناصر مليشيا "وحدات حماية الشعب" الكردية التي تقود "قسد"، وذلك منذ بدء العملية العسكرية.

ذات صلة

الصورة
احتجاج ضد مقتل الطفلة نارين غوران في تركيا، 9 سبتمر 2024 (فرانس برس)

مجتمع

لم تلق جريمة قتل بتركيا، ما لقيه مقتل واختفاء جثة الطفلة، نارين غوران (8 سنوات) بعدما أثارت قضيتها تعاطفاً كبيراً في تركيا واهتماماً شخصياً من الرئيس التركي
الصورة
عبد الله النبهان يعرض بطاقته كلاجئ سوري شرعي (العربي الجديد)

مجتمع

تنفذ السلطات التركية حملة واسعة في ولاية غازي عنتاب (جنوب)، وتوقف نقاط تفتيش ودوريات كل من تشتبه في أنه سوري حتى لو امتلك أوراقاً نظامية تمهيداً لترحيله.
الصورة
الشاب الفلسطيني بسام الكيلاني، يونيو 2024 (عدنان الإمام)

مجتمع

يُناشد الشاب الفلسطيني بسام الكيلاني السلطات التركية لإعادته إلى عائلته في إسطنبول، إذ لا معيل لهم سواه، بعد أن تقطّعت به السبل بعد ترحيله إلى إدلب..
الصورة
الشرطة العسكرية 1

تحقيقات

يكشف تحقيق "العربي الجديد" عن انتهاكات متنوعة تمارسها قوات الشرطة العسكرية، التابعة للجيش الوطني، أحد تشكيلات المعارضة السورية بحق الموقوفين