وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وفقاً لـ"رويترز" إن تركيا "ستحطم رؤوس" المقاتلين الأكراد في شمال سورية إذا لم ينسحبوا قبل انتهاء وقف إطلاق النار، مؤكداً وفقاً لـ"الأناضول"، أنه "في حال عدم الوفاء بالتعهدات المقدمة لبلادنا، لن ننتظر كما في السابق، وسنواصل العملية بمجرد انتهاء المهلة التي حددناها".
وأكد الرئيس أردوغان أن تركيا لم تحد عن الشروط التي وضعتها منذ البداية.
وقال إن "تركيا تعرضت مع الأسف لشتى أنواع التصرفات البشعة خلال الأيام التسعة الأخيرة وقد اكتشفنا حقيقة الأطراف بسبب سقوط الأقنعة التي كانت على الوجوه".
كذلك تطرق أردوغان إلى مسألة وجود قوات النظام السوري في منطقة العملية قائلاً: "قوات النظام المحمية من روسيا توجد في جزء من منطقة عملياتنا، وسأتناول هذه المسألة مع بوتين.. علينا إيجاد حل".
وأوضح أنه "في حال تم التوصل لحل مع روسيا كان به، وإلا فإننا سنواصل تنفيذ خططنا".
وتأتي هذه التصريحات قبيل زيارة الرئيس التركي إلى منتجع سوتشي في 22 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري لمناقشة الوضع في سورية مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين.
وفي ذات السياق، قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار: "سنستأنف العملية في حال لم ينسحب الإرهابيون من المنطقة الآمنة في مهلة الأيام الخمسة".
"قسد" تتهم أنقرة بمنع انسحاب مقاتليها
في المقابل، اتهم قائد "قوات سورية الديموقراطية" مظلوم عبدي، السبت، في تصريحات لوكالة "فرانس برس"، تركيا بمنع انسحاب مقاتليه من مدينة رأس العين في شمال شرق سورية، تنفيذاً لاتفاق وقف إطلاق النار الذي ترعاه واشنطن.
واتهم عبدي "الأتراك بأنهم يمنعون انسحاب قواتنا والجرحى والمدنيين من سري كانيه" التسمية الكردية لمدينة رأس العين التي تحاصرها القوات التركية وفصائل المعارضة السورية.
واتهم عبدي أيضاً تركيا بمواصلة الهجوم على قواته، وقال إن "الأميركيين مسؤولون عن استهداف قواتنا في المنطقة لأنهم لم يضغطوا على الأتراك".
وتؤكد "قسد" التزامها، وفق عبدي، الانسحاب من منطقة تمتد بين رأس العين وتل أبيض وبعمق 30 كيلومتراً وصولاً إلى الطريق الدولي "إم 4".
وقال عبدي "سننسحب من هذه المنطقة بمجرد السماح لقواتنا بالخروج" من رأس العين، موضحاً أن تصريحات إردوغان عن منطقة أوسع بطول 440 كيلومتراً "لم نقبل بها ولم يُؤخذ رأينا بشأنها".
السلاح الثقيل يؤخر الانسحاب
إلى ذلك، أكد مصدر عسكري في المعارضة السورية، أنّ الخلاف بين مليشيا "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) و"الجيش الوطني" على إخراج السلاح الثقيل من مدينة رأس العين بريف الحسكة، ما يزال يؤخر عملية إخلاء المدينة.
وأوضح المصدر، الذي رفض الكشف عن اسمه، لـ"العربي الجديد"، اليوم السبت، أنّ "قسد" تشترط الخروج بسلاحها الثقيل من المدينة التي يحاصرها الجيشان الوطني والتركي، بينما يصّر الأخيران على خروج العناصر بسلاحهم الفردي فقط.
وقدّر المصدر وجود مئات العناصر التابعين لـ"قسد" في الأحياء الجنوبية من المدينة، بينما يتمركز عناصر "الجيش الوطني" في الأحياء الشمالية وحول المدينة.
وقالت وزارة الدفاع التركية إنّ "قسد" تحرشت بالجيش التركي 14 مرة خلال الـ36 ساعة الأخيرة، رغم التزام الجيش التركي باتفاق المنطقة الآمنة.
من جهة أخرى، ذكرت وكالة أنباء النظام الرسمية "سانا"، أنّ القوات الأميركية دمرت الرادار التابع لها في قاعدة جبل عبد العزيز بريف الحسكة الغربي.
وأضافت أنّ القوات قامت بتفخيخ مقارها وتدميرها في قرية قصرك على طريق تل تمر القامشلي تمهيداً لإخلائها.
وكان نائب الرئيس الأميركي مايك بنس قد أعلن، الخميس، عن توصل تركيا والولايات المتحدة إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في شمال شرقي سورية؛ يفسح المجال لانسحاب المليشيات الكردية.
وقال بنس، في مؤتمر صحافي، بعد محادثات أجراها مع الرئيس التركي، إنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب ممتن لقبول أردوغان وقف إطلاق النار في سورية، موضحاً أنّ "هذا الحل سينقذ الأرواح".
وذكر بنس أنّ العمليات العسكرية ستتوقف 120 ساعة في شمال سورية لتتمكن "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) من الانسحاب من الحدود شمالي سورية، ثم سيسري اتفاق دائم لوقف إطلاق النار.
كذلك أشار بنس إلى أنه عندما يدخل اتفاق وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ ستُرفع العقوبات عن تركيا.