إنقاذ "التهدئة الهشة"... مهمة الوفد المصري في تل أبيب

12 مايو 2019
مخاوف من مواجهة جديدة (مصطفى حسونة/الأناضول)
+ الخط -
كشفت مصادر مصرية لـ"العربي الجديد" أن الوفد الأمني المصري الذي غادر قطاع غزة مساء الجمعة، توجّه إلى تل أبيب للقاء عدد من المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين، لبحث مطالب الفصائل الفلسطينية، وتنفيذ تفاهمات وقف إطلاق النار الأخير في القطاع. وبحسب المصادر، فإن "الوفد الأمني توجّه إلى القطاع لمراقبة الأوضاع على الأرض في ظل مسيرات العودة، لضمان عدم انزلاق الأوضاع إلى مواجهة جديدة، ومع اتهامات الجانب الإسرائيلي لحركة الجهاد الإسلامي، بقيامها بإشعال الأوضاع"، مشيرة إلى أن "المشاورات التي أجراها الوفد في غزة، شهدت تمسك الفصائل بضرورة الشروع في تنفيذ باقي تفاهمات التهدئة مع الحفاظ على وقف إطلاق النار، وفي مقدمتها، زيادة كميات الوقود اللازمة لمحطات الكهرباء، وتوسيع مساحات الصيد".

وأضافت المصادر: "نحن أمام قرار هش بوقف إطلاق النار قابل للانهيار في أي لحظة"، متابعة أن "الفصائل في غزة ترى أن الفرصة مواتية لكسر الحصار والحصول على أكبر قدر من التسهيلات لقطاع غزة، في ظل خشية حكومة الاحتلال من تطور الأوضاع قبل انطلاق الاحتفالات بإقامة دولة الاحتلال، ومسابقة يوروفيجن، أمام قدرة الفصائل على الوصول لتل أبيب عبر منظومة صواريخ متطورة".

وأوضحت المصادر أن قطاع غزة ربما يشهد انتعاشة مؤقتة خلال الساعات القليلة المقبلة، بالإعلان عن دخول الدفعة الجديدة من المنحة القطرية، وشحنات مساعدات مصرية كبيرة، بالإضافة إلى دخول عدد ربما يكون الأكبر من شاحنات السلع الغذائية والأدوية ومواد البناء التجارية، وذلك في محاولة لمنع اندلاع مواجهة في الوقت الراهن.


وبحسب المصادر، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "يواجه أزمة حقيقية بسبب موجة التصعيد الأخيرة، خصوصاً أن كافة التحليلات والدراسات الأمنية، تؤكد أن هذه الجولة كانت ناجحة للفصائل في غزة، خصوصاً أنها من حددت موعد بداية المواجهة وموعد إنهائها، لا سيما بعدما منحت الفصائل جميع الأطراف مهلة وهددت بعدها بتوجيه صواريخها نحو تل أبيب، في توقيت شديد الحساسية لنتنياهو".

وكان وفد أمني مصري بقيادة مسؤول ملف فلسطين في جهاز المخابرات العامة، اللواء أحمد عبد الخالق، غادر قطاع غزة مساء الجمعة عبر حاجز بيت حانون "ايرز" شمال القطاع بعد لقاءات مع قيادات الحركات الفلسطينية. والتقى الوفد على مائدة إفطار في منزل رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية، ومعه يحيى السنوار، كما التقى بقيادة حركة "الجهاد" في لقاء منفصل، قبل أن يلتقي بباقي ممثلي الفصائل الأخرى في لقاء جامع. وكان الوفد الأمني المصري قد وصل إلى غزة، لتثبيت التفاهمات المبرمة بين فصائل المقاومة، وحكومة الاحتلال.

وقال عضو المكتب السياسي لحركة "الجهاد الإسلامي"، نافذ عزام، إن زيارة الوفد المصري إلى غزة جرى خلالها بحث ملفات فلسطينية، وفي مقدمتها ملف التهدئة والتصعيد الأخير. وأضاف أن التفاهمات تركزت على كسر حدة الحصار المفروض على قطاع غزة، وإدخال البضائع والوقود والصيد والمساعدات. وأوضح أن مصر والأمم المتحدة تضغطان على إسرائيل لإجبارها على الالتزام بالتفاهمات كما التزمت بها المقاومة الفلسطينية. فيما أكد المتحدث باسم حركة "حماس"، عبد اللطيف القانوع، ضرورة التزام الاحتلال بتنفيذ تفاهمات التهدئة، لافتاً إلى أن الفصائل الفلسطينية تراقب سلوك الاحتلال، قائلاً: "الوسطاء أكدوا لنا التزام الاحتلال واستعداده لتنفيذ التفاهمات، وقد حذرنا من مراوغته أو التلكؤ في تنفيذها".