وقالت وزارة الصحة في غزة، إنّ الشاب عماد محمد نصير (22 عاماً) استُشهد نتيجة استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي لشمال القطاع. وقال شهود عيان، لـ"العربي الجديد"، إنّ طائرة إسرائيلية مسيّرة أطلقت صاروخاً شرق بلدة بيت حانون شمال القطاع، ما أدى إلى استشهاد نصير، وإصابة 5 آخرين بجراح مختلفة.
كما أُصيب فلسطينيان، في قصف من طائرات الاحتلال الإسرائيلي، استهدف مجموعة مواطنين في بلدة بيت لاهيا شمالي قطاع غزة.
واستهدفت سلسلة غارات من الطيران الحربي الإسرائيلي، مواقع لـ"سرايا القدس" الذراع العسكرية لحركة "الجهاد الإسلامي" في شمال وجنوب القطاع، ولم يبلغ عن وقوع إصابات.
ووفق مشاهدات ميدانية، لـ"العربي الجديد"، انطلقت، في وقت سابق اليوم السبت، من مناطق مختلفة من القطاع، رشقات صاروخية متتالية استهدفت مستوطنات غلاف غزة، بينما حاولت منظومة "القبة الحديدية" الإسرائيلية التصدي لهذه الصواريخ، ولم تنجح في التصدي لكثير منها، على ما يبدو.
ويأتي هذا التطور بعد أن دعت قيادة الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية، جميع الحالات العسكرية، إلى "رفع الجهوزية والاستعداد للرد على جرائم الاحتلال الإسرائيلي، في أعقاب العدوان الذي تعرّضت له غزة في الساعات الأخيرة"، وفق بيان مقتضب عممته كتائب "عز الدين القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس".
وأكد عبد اللطيف القانوع، الناطق باسم حركة "حماس"، في منشور على صفحته في "فيسبوك"، أنّ "المقاومة ستبقى حاضرة للرد على جرائم الاحتلال، ولن تسمح له باستباحة دماء شعبنا، وملتزمة بالدفاع عنه وحماية مسيراته السلمية".
في الأثناء، قال شهود عيان إنّ عدة إصابات وقعت عقب قصف طائرات الاحتلال الإسرائيلي أراضي زراعية، شمالي قطاع غزة. واستهدفت كذلك مدفعية الاحتلال الإسرائيلي عدة مناطق ومراصد للمقاومة، شرقي غزة وخان يونس.
ولاحقاً اليوم السبت، نشرت "سرايا القدس"، مقطع فيديو على موقعها الإلكتروني، يحذّر الاحتلال الإسرائيلي من "توسيع دائرة النار"، في ظل عدوانه المتصاعد على قطاع غزة.
وأظهر المقطع مقاتلين من السرايا يجهزون صواريخ تبدو بعيدة المدى، ومن ثم أسماء مناطق إسرائيلية تهدد باستهدافها. وذكرت الرسالة المصورة من هذه المناطق؛ ميناء أسدود، مفاعل ديمونا، مطار بن غوريون، ومصافي حيفا.
من جهته، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، أنّ المقاومة الفلسطينية أطلقت، صباح اليوم السبت، عشرات الصواريخ على وسط وجنوب الأراضي المحتلة.
وقال الجيش، في بيان، إنّ "الصواريخ استهدفت مدن رحوبوت الواقعة شمال شرقي تل أبيب، وأسدود، الميناء الثاني، وعسقلان، وسديروت، بالإضافة إلى المستوطنات الواقعة في محيط القطاع".
وفي مؤشر على نيته التصعيد، طلب جيش الاحتلال الإسرائيلي من بلديات أسدود، عسقلان، بئر السبع، أوفكيم، وسديروت، فتح الملاجئ العامة".
وأعلنت فرق الفتيان في المدن الجنوبية الإسرائيلية، عن إلغاء كل المباريات المقرر تنظيمها، اليوم السبت، بسبب التطورات الأمنية، في حين تم إغلاق المحميات الطبيعية وشواطئ السباحة في هذه المدن.
وقال الناطق بلسان الجيش إنّ "دبابات الاحتلال قامت بإطلاق عشرات القذائف على مواقع تابعة لكتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس".
في غضون ذلك، أعلن ديوان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، أنّه سيعقد، بعد ظهر اليوم السبت، في مقر وزارة الأمن في تل أبيب، جلسة استشارات مع رئيس هيئة الأركان أفيف كوخافي، ورئيس جهاز المخابرات الداخلية "الشاباك" نداف أرغمان، ورئيس مجلس الأمن القومي مئير بن شابات.
وقد عقد كوخافي اجتماعاً مع كبار قادة الجيش، للتباحث حول طابع الردود الإسرائيلية على إطلاق الصواريخ، لعرضها على رئيس الحكومة.
واستُشهد أربعة فلسطينيين، مساء أمس الجمعة؛ اثنان منهم في قصف لموقع يتبع "كتائب القسام"، والآخران قضيا متأثرين بجراحهما عقب قمع الاحتلال الإسرائيلي المتظاهرين في "مسيرات العودة وكسر الحصار".
ويتزامن هذا العدوان والتصعيد الإسرائيلي مع محادثات يُجريها في القاهرة، وفدان من حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، بدعوة من رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية عباس كامل، لبحث مماطلة تنفيذ إسرائيل تفاهمات التهدئة وكسر الحصار في غزة.