رجحت مصادر في حركة طالبان، استئناف الجولة الجديدة من المفاوضات بين الحركة، والمبعوث الأميركي للسلام السفير زلماي خليل زاد، في القريب العاجل.
وقال المتحدث باسم المكتب السياسي لحركة طالبان محمد سهيل شاهين لـ"العربي الجديد"، إنه "لم يتم بعد تحديد موعد لعقد الجولة الجديدة من المفاوضات في الدوحة، لكن ذلك سيتم قريبا".
وأضاف شاهين أن الجولة الجديدة من المفاوضات، "ستتابع بحث الجدول الزمني لانسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان". فيما رجحت مصادر مواكبة للمفاوضات أن تعقد الجولة
الجديدة في أواخر شهر يونيو/ حزيران الجاري، بعد ختام جولة المبعوث الأميركي للسلام الذي يقوم حاليا بزيارة إلى أفغانستان.
وكان قد أعلن في التاسع من مايو /أيار الماضي انتهاء الجولة السادسة من المفاوضات الجارية في الدوحة، برعاية قطرية، بين حركة طالبان، برئاسة رئيس فريق التفاوض شير محمد عباس ستانكزاي، ووفد التفاوض الأميركي برئاسة مبعوث السلام إلى أفغانستان السفير زلماي خليل زاد، حيث أعلن الطرفان، عن حصول تقدم في المفاوضات الجارية حول الاتفاق وأنهما سيقومان بمزيد من المشاورات الداخلية، حول النقاط التي تم إحراز تقدم بها خلال هذه الجولة من المفاوضات، تمهيداً لوضعها في صيغتها النهائية.
وترفض حركة طالبان التفاوض حول وقف إطلاق النار في أفغانستان، أو الحوار مع ممثلين للحكومة الأفغانية، قبل التوصل إلى اتفاق مع الجانب الأميركي، حول جدول انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان، والاتفاق على "الضمانات بعدم استخدام الأراضي الأفغانية للإضرار بالآخرين "، فيما يسعى المبعوث الأميركي للسلام، لإقناع حركة طالبان بالجلوس على طاولة الحوار مع الحكومة الأفغانية، وإعلان وقف إطلاق النار في أفغانستان.
واتفقت حركة طالبان والجانب الأميركي في ختام جولة المفاوضات الماضية، على أن تحقيق السلام في أفغانستان "سيتطلب من الجانبين أن يتعاملا بشكل كامل مع أربع قضايا رئيسية، هي ضمانات بشأن مكافحة الإرهاب، وانسحاب القوات الأجنبية، والحوار بين الأفغان، ووقف شامل لإطلاق النار". وهي القضايا التي لم يجر التوصل إلى اتفاق نهائي بشأن أي منها بعد.
وكانت دولة قطر الدولة المضيفة للمفاوضات، بين الولايات المتحدة الأميركية وحركة "طالبان" الأفغانية، قد أعلنت في بيان رسمي، في شهر مايو /أيار الماضي، "أن الجانبين ناقشا الأجزاء الأربعة للاتفاقية الإطارية التي تم وضعها خلال الجولات السابقة، والتي تضمنت انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان، وضمان عدم استخدام أرض أفغانستان ضد الولايات المتحدة، أو أي دولة أخرى، بالإضافة إلى البدء في الحوار الأفغاني والحد من العنف الذي يؤدي إلى وقف شامل لإطلاق النار".
على نفس الصعيد، كشف المتحدث باسم حركة طالبان محمد سهيل شاهين، أنه ستتم الدعوة لحوار أفغاني-أفغاني من جديد في الدوحة، لكنه لم يحدد موعدا لإجرائه.
وكان قد تم أواخر الشهر الماضي، تأجيل الحوار الأفغاني- الأفغاني، الذي كان من المقرر أن تستضيفه الدوحة، لخلاف حصل في اللحظات الأخيرة حول أسماء المشاركين فيه وعددهم، حيث أعلن مدير "مركز دراسات النزاع والعمل الإنساني" في "معهد الدوحة للدراسات العليا"، سلطان بركات (الجهة المنظمة)، عن تأجيل مؤتمر الحوار الأفغاني.
وقال بركات في تغريدات على "تويتر"، إن التأجيل تمّ "لمواصلة بناء توافق في الآراء بشأن الجهات التي ينبغي أن تشارك في المؤتمر"، مشيراً إلى أنّه "لا يوجد خلاف على جدول الأعمال، ولا أحد يشكّك في التزام جميع الأطراف بتحقيق السلام".
غير أنّه أوضح في الوقت عينه أنّه "لا يوجد اتفاق كافٍ حول المشاركة والتمثيل في المؤتمر"، مؤكداً أنّ "جميع الأطراف تعمل على حلّ الخلافات بشأن حجم وشكل الوفد الذي سيشارك في مؤتمر الدوحة لتحقيق السلام في أفغانستان"، دون أن يحدد موعداً جديداً لعقد المؤتمر.