ورفع الطلبة لافتة كبيرة تتضمن 14 مطلبا سياسيا تخص تحقيق انتقال ديمقراطي تفاوضي وانفتاح سياسي وإعلامي والفصل بين السلط، وتعديل شامل للدستور وتقليص صلاحيات رئيس الجمهورية، ومراجعة قوانين الانتخابات والأحزاب والجمعيات وقانون الهيئة العليا المستقلة للانتخابات والقوانين الناظمة للحريات الفردية والجماعية.
وتتضمن اللائحة مطلب حل البرلمان ومجلس الأمة والمجالس المحلية المنتخبة، وكذا حل حزب "جبهة التحرير الوطني" و"التجمع الوطني الديمقراطي" والنقابات والمنظمات التي تشكل امتداداً لهما، واستقلالية القضاء وإلغاء مبدأ التعيين في الوظائف القضائية ونزع صفة القاضي الأعلى من رئيس الجمهورية. ودعت كذلك إلى فتح المجال الإعلامي واسترجاع الفضاء العمومي واستكمال محاربة الفساد والعزل السياسي للفاسدين وإنهاء "إملاءات" المؤسسة العسكرية، والدعوة إلى مؤتمر وفاق وطني ومراجعة القوانين التي تمت المصادقة عليها مؤخراً من قبل البرلمان كقانون المحروقات.
ورفع الطلبة ومتظاهرون من مختلف الأعمار والمكونات السياسية انضموا إليهم صوراً لعدد من الناشطين الذين ما زلوا في السجون ولم يتم الإفراج عنهم حتى الآن، برغم قرارات التهدئة والإفراج عما يقارب 80 ناشطاً جرى إطلاق سراحهم أخيراً.
ورفعت طالبة أفرج عنها قبل أسبوع صورة لزميلتها نور الهدى عقادي المعتقلة حتى الآن في سجن تلمسان غربي الجزائر، بسبب مواقفها ونشاطها الطلابي في الحراك الشعبي، واعتبرت الطالبة ابتسام عمراوي أن استمرار حبس عقادي وعدد من الناشطين لا يعطي أي مؤشر إيجابي بشأن وجود نوايا جدية للسلطة للتغيير أو التهدئة.
وراقبت الشرطة المسيرة الطلابية عن قرب وحاولت غلق الشارع المؤدي إلى البريد المركزي بالعاصمة الجزائر لكن المتظاهرين مروا بالقوة.
لكن المسيرة الطلابية شهدت في نهايتها اعتداء عنيفاً للشرطة ضد الطلبة، عندما حاولت الشرطة استعجال إنهاء الطلبة للمظاهرة في شارع ديدوش مراد، ما خلف إصابات واعتقال عدد من الطلبة، ما يؤكد استمرار مضايقات الشرطة للمتظاهرين، على غرار ما حدث في مظاهرات التي حدثت يوم الجمعة الماضي، ويؤشر على رغبة السلطة في استرجاع الشارع والفضاءات العمومية.
وخرج الطلاب وأساتذة الجامعة وناشطون في مدينة بجاية شرق الجزائر في مسيرة سلمية انضمت إليها نقابات وتنظيمات مدنية للمطالبة بتغيير جذري للنظام وإطلاق سراح معتقلي الرأي والمعتقلين السياسيين، كما خرجت مسيرات طلابية مماثلة في تلمسان ووهران غربي الجزائر وفي تيزي وزو وقسنطينة وعنابة شرقي البلاد.