وشدّد الرئيس التركي، في كلمة له خلال اجتماع لرؤساء فروع حزب "العدالة والتنمية" في الولايات التركية، بالعاصمة أنقرة، على أن بلاده تريد إرساء الاستقرار في سورية، وأنها لن تتردد في القيام بكل ما يلزم إزاء ذلك، بما فيها استخدام القوة العسكرية.
ولفت إلى أن أي تطور في سورية أمر في بالغ الأهمية، كأي تطور داخل تركيا على الأقل، قائلاً: "لن نبقى، ولا يمكننا البقاء متفرجين حيال الوضع لا بإدلب ولا بمناطق أخرى في سورية"، مشدداً على أنّ "بلاده لن تسمح لتنظيم "ي ب ك/بي كا كا" الإرهابي الانفصالي بـ"إشعال نار الفتنة والخيانة في أي مكان بسورية".
ويأتي هذا في الوقت الذي ازداد فيه القلق من تدفق موجة لاجئين جديدة على تركيا، وسط هجمات القوات السورية المدعومة من روسيا. وقال أردوغان إن بلاده لا يمكنها التعامل مع تدفق لاجئين جديد.
من جهته، قال الكرملين، اليوم الجمعة، إن روسيا تفي تماماً بالتزاماتها في منطقة إدلب السورية، لكنها تشعر بقلق عميق إزاء ما وصفته بهجمات مكثفة يشنها مسلحون على قوات الحكومة السورية وقاعدة "حميميم" الجوية الروسية.
ويأتي هذا بعدما اتّهم أردوغان موسكو، الأربعاء، بانتهاك الاتفاقيات التي تهدف إلى وقف القتال، وحذّر من أن صبر أنقرة ينفد إزاء الهجوم العسكري في إدلب.
"صفقة القرن"
وتطرّق أردوغان إلى قضية "صفقة القرن"، مشيراً إلى أن تركيا لن تقبل ولن تعترف بخطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للسلام المزعومة في المنطقة، معرباً عن حزنه من مواقف بعض الدول الإسلامية.
وقال أردوغان: "لا نعترف ولا نقبل بهذه الخطة التي تدمّر فلسطين بشكل تام وتحتل القدس بالكامل"، مشيراً إلى أن خطة ترامب المزعومة للسلام تهدف إلى ضم الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأضاف قائلاً: "القدس هي مفتاح السلام العالمي كما كانت منذ آلاف السنين، إذا سقط رمز السلام، فإن مسؤولية ذلك تقع على عاتق العالم بأسره".
وتابع بالقول "إن لم نتمكن من حماية خصوصية المسجد الأقصى، فلن نتمكن غداً من منع تحول عيون الشر نحو الكعبة، لذلك نعتبر القدس خطنا الأحمر"، محذراً من أن ترك مصير القدس لمخالب إسرائيل الدموية سيكون أكبر أذى يلحق بالبشرية جمعاء.
واستطرد: "أحزن عند النظر إلى مواقف الدول الإسلامية، وعلى رأسها السعودية، حيث لم يصدر عنها أي تصريح (رافض لصفقة القرن)، فمتى سنسمع صوتكم؟".
وشدد أردوغان أن مثل هذه الدولة المارقة (إسرائيل) التي تعدم الأبرياء في الشوارع، "لا يمكن أن تكون في نظرنا دولة صالحة أبداً".
الأزمة الليبية
وتحدّث الرئيس التركي عن الأزمة الليبية، معتبراً أنه لا يحق لبارونات الحرب انتقاد موقف تركيا من الأزمة الليبية. وأضاف: "الذين يدعمون الجنرال الانقلابي خليفة حفتر بالمرتزقة من كلّ أنحاء العالم، ويقدّمون له كلّ أنواع الأسلحة، ينتقدون تركيا بلا خجل".
وأضاف أنه "لا يحق لأحد توجيه انتقادات إزاء الموقف التركي من ليبيا، وخصوصاً أولئك الذين يدعمون بارونات حرب أياديهم ملطخة بالدماء".
وشدد على أن الوقوف في صف الانقلابي حفتر، بدلاً من الوقوف بجانب الحكومة الشرعية والشعب الليبي، يُعتبر خيانة للديمقراطية.