وأعلن الجيش اليمني، ليل الخميس، شن هجوم كبير على مواقع تمركز الحوثيين والسيطرة على منطقة قيسين في مديرية خب والشعف شمالي الجوف، بالتزامن مع هجمات مماثلة شهدتها محافظة البيضاء.
وذكر الجيش الوطني، في بيان رسمي، أن العملية الهجومية في خب والشعف أسفرت عن أسر 40 مقاتلا حوثيا، فضلا عن قتلى وجرحى في صفوفهم.
ولم يتسن لـ"العربي الجديد" التحقق من دقة الأرقام التي أوردتها القوات الحكومية، لكن مواقع عسكرية تابعة للشرعية عرضت لقطات تُظهر عددا من الحوثيين وهم في قبضة قوات الجيش الوطني، بالإضافة إلى 3 دوريات عسكرية.
وفي منطقة قانية التي شن منها الحوثيون، الأربعاء الماضي، هجوما عنيفا بهدف التسلل صوب مدينة مأرب، بدأت القوات الحكومية بتنفيذ هجمات أيضا، وأعلنت أنها سيطرت على التلال السود والمخابي والخرابة في بلدة اليسبل، شمالي البيضاء.
وقال الصحافي المتخصص بالشؤون العسكرية بالجوف، سلطان الروسا، إن جماعة الحوثي تعرضت، الخميس، لاستنزاف كبير في صحاري خب والشعف، بعد ساعات من تنفيذه لهجوم في جبهة صبرين، إلا أن تحوّل الجيش الوطني إلى الهجوم مكّنه من اصطياد العناصر الحوثيين.
وأضاف الروسا، الذي ينحدر من الجوف، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، أن "أحلام الحوثيين بالسيطرة الكاملة على الجوف بدأت تتبدد بعد تحول القوات الحكومية والمقاومة إلى وضعية الهجوم والسيطرة على مناطق واسعة في خب والشعف"، أكبر مديريات الجوف.
وأكد الصحافي اليمني أن المناطق التي لا تزال تحت سيطرة القوات الحكومية واسعة جدا، من قرى وبلدات وصحاري كبيرة ذات أهمية استراتيجية، أبرزها اليتمة والمهاشمة والعشة، لافتا إلى أن القوات الحكومية تتوغل الآن في مديرية خب والشعف، غرب مدينة الحزم، عاصمة الجوف.
ومطلع مارس/آذار الجاري، سيطر الحوثيون على مدينة الحزم ومديرية الغيل بالجوف، لكن الإعلان الرسمي من قبل الجماعة جاء بعد أكثر من أسبوعين.
ويتخوف مراقبون من أن تؤدي سيطرة الحوثيين على غالبية الجوف إلى تمكينهم من اجتياح محافظة مأرب النفطية، وخصوصا بعد هجمات بدأتها الجماعة، الثلاثاء الماضي، في جبهات صرواح ومجزر وقانية.
وقلل السكرتير الصحافي لمحافظ مأرب، عمار غانم النجار، من إمكانية إسقاط الحوثيين لمأرب، وذلك بسبب طبيعة المعركة الصحراوية التي سيضطرون لخوضها.
وقال النجار في تصريحات لـ"العربي الجديد": "الحوثي لا يستطيع تنفيذ هجمات على مأرب من المناطق التي سيطر عليها مؤخرا بالجوف، كونها أراضي مفتوحة، ودائما ما يغرق الحوثيون في المناطق المفتوحة ويتعرضون لخسائر فادحة".
وأضاف: "دائما ما يفضّل الحوثي معارك الجبال، أما الأراضي المفتوحة فإنها تتحول إلى مقبرة لعناصره، ولذا لا يمكنه المغامرة والتقدم من جهة الجوف صوب مأرب أو حضرموت".
وفيما يخص مزاعم الحوثيين بأن الأراضي التي لا تزال تحت قبضة الشرعية لا أهمية لها، كونها مجرد صحاري، أكد النجار أن مدينة الحزم عاصمة المحافظة هي المنطقة الاستراتيجية فقط التي تمكن الحوثي من السيطرة عليها مؤخرا، فيما لا تشكل باقي المناطق أهمية تذكر.
وأشار إلى أن كافة المناطق التي تحتوي على الثروات الطبيعية من نفط وغاز، لا تزال تحت قبضة الشرعية.