لا يزال المشهد السياسي الإسرائيلي مأزوماً، مع اقتراب الانتخابات التشريعية في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، إذ لا حسم حتى اللحظة لصالح أي من المعسكرين الرئيسيين، معسكر رئيس الحكومة الحالية، يئير لبيد، ومعسكر زعيم المعارضة ورئيس الحكومة الأسبق، بنيامين نتنياهو، فيما استطلاعات الرأي عاجزة عن قياس حجم وقوة الأحزاب المختلفة، أو توقع نسبة المشاركة العامة في الانتخابات.
ومع ذلك، بيّن استطلاعان نُشرا أمس الخميس واليوم الجمعة، للقناة كان 11، وموقع معاريف، أن معسكر نتنياهو يقف عند 60 مقعداً(من أصل 120 مقعداً في الكنيست)، فيما أظهر استطلاع لصحيفة يسرائيل هيوم أن نتنياهو سيجتاز ذلك ويصل إلى 61 مقعداً.
في المقابل، فإن معسكر رئيس حكومة تصريف الأعمال، يئير لبيد، يقف عند 56 مقعداً مع أحزاب معسكره، و4 مقاعد إضافية لتحالف الجبهة والعربية للتغيير بقيادة أيمن عودة، الذي أعلن أنه لن يكون شريكاً في ائتلاف حكومي مقبل، خصوصاً في ظل تهديد معلن من وزير الأمن بني غانتس، بعدم المشاركة في أي ائتلاف حكومي قادم يعتمد على دعم من التحالف بقيادة أيمن عودة.
ويبدو إلى الآن أن مفتاح الانتخابات الإسرائيلية، التي من المقرر أن تجري الثلاثاء المقبل، هو نسب التصويت العامة، خصوصاً في ظل على ما يبدو عدم انتقال أصوات من معسكر لآخر، وبالتالي فإن آمال المعسكرين تبقى معلقة على قدرة كل منهما بإخراج عدد أكبر من جمهور مصوتيه، لضمان سد الطريق أمام المعسكر المناهض.
ويصبح هذا الأمر مصيرياً بالنسبة لمعسكر لبيد، وقدرة هذا المعسكر على سد الطريق أمام نتنياهو، في حال ظلت نسبة الاقتراع عند الفلسطينيين في الداخل دون 50%، لأن ذلك يهدد عملياً أيضاً بعدم اجتياز حزب التجمع الوطني الديمقراطي بقيادة سامي أبو شحادة لنسبة الحسم، مع ترجيح بأن يطاول خطر عدم اجتياز نسبة الحسم تحالف الجبهة والعربية للتغيير بقيادة أيمن عودة، مما سيكون فتاكاً لمعسكر لبيد كلياً، وقدرته على منع عودة نتنياهو.
وفيما يراهن نتنياهو على نسبة مشاركة منخفضة عند الناخبين الفلسطينيين، وهو ما جعله يمتنع هذه المرة عن شن هجوم كبير على الأحزاب العربية، فإنه يأمل بموازاة ذلك أن ينجح نشطاؤه، بهذه الجولة الانتخابية في إخراج نحو 300 ألف مستوطن من اليهود الذين يدعي نتنياهو ومعسكره أنهم محسوبون عليه لكنهم لم يشاركوا في الانتخابات الماضية، في مارس/آذار عام 2021.
وحتى هذه الساعة، يصر نتنياهو بموازاة تعليق آمال على إخراج من لم يصوتوا من جمهوره في المرة الماضية؛ على مواصلة حربه على حزب البيت اليهودي بقيادة أيليت شاكيد، على الرغم من أن الأخيرة تؤكد أن فوز حزبها واجتيازه نسبة الحسم هما الضمان الوحيد لمعسكر نتنياهو بتخطي حاجز 61 مقعداً من أصل 120 مقعداً في الكنيست، وتشكيل ائتلاف حكومي يميني بالكامل.