قتلى وجرحى باعتصام الخرطوم... والمجلس العسكري يتهم "مندسين".. وواشنطن تطالب بحكومة انتقالية

الخرطوم

العربي الجديد

لوغو العربي الجديد
العربي الجديد
موقع وصحيفة "العربي الجديد"
14 مايو 2019
B9D66624-FD68-454A-A1AC-3FD7ACDFD202
+ الخط -

قالت لجنة أطباء السودان المركزية، اليوم الثلاثاء، إن عدد قتلى المواجهات في محيط منطقة  الاعتصام في الخرطوم ارتفع إلى 6، وفي حين اتهم الفريق حذيفة عبد الملك، رئيس هيئة استخبارات الجيش السوداني، من سماهم بالمندسين والمتفلتين في محيط اعتصام قيادة الجيش السوداني، بإطلاق الرصاص الحي ضد الجيش السوداني والمعتصمين، ما أدى لمقتل ضابط ومعتصمين مدنيين، دعا حزب الأمة القومي المعارض إلى تحقيق فوري.

وذكرت اللجنة في بيان لها أن "الشاب العشريني محمد أحمد حسن، استشهد بإصابة رصاص بالرأس والكتف بينما استشهد أحمد إبراهيم بعد إصابته بطلق ناري في الصدر وكذلك مدثر الشيخ بطلق ناري في الرأس، إضافة لضابط في الجيش السوداني برتبة رائد لترتفع حصيلة شهداء الإثنين إلى 5 شهداء بعد مقتل شاب عشريني مجهول الهوية".

وفي وقت لاحق، أعلنت لجنة الأطباء عن قتيل سادس في المواجهات، وذكرت اللجنة أن "محمد إبراهيم آدم، من سكان منطقة  شرق النيل، استشهد متأثراً بإصابة  في الرأس بطلق ناري".

من جهته، قال تجمع المهنيين السودانيين إن "ما حدث في التفاوض أمس الإثنين من تقدُّمٍ سدَّد ضربة موجعة لبقايا النظام الساقط لا محالة، فدفعها للخروج من أوكارها في محاولة بائسة أخيرة لجر الثوار للعنف وفض الاعتصام بالقوة".

وأضاف التجمع في بيان له "ما لم ولن تعلمه بقايا النظام وأذياله الخائبة هو أن من وقف أمامها قبل اليوم وهي في كامل عتادها، قادر على الوقوف في وجهها يومياً شاهراً سيوف السلمية، التي تسدد طعناتها الناجزة لكل من تسوِّل له نفسه العبث بالثورة الممهورة بدماء الشهداء الطاهرة"، حسب ما جاء في البيان.

ودعا التجمع من سماهم الشرفاء من الضباط وضباط الصف والجنود في الجيش للقيام بمهامهم في التصدي للعابثين بمكتسبات الثورة وحماية إخوتهم الثوار، محملا المجلس العسكري المسؤولية في حفظ الأمن وحماية المواطنين ولجم بقايا النظام الساقط وجهاز أمنه ومليشياته وكتائب ظله.

إلى ذلك، اتهم الفريق حذيفة عبد الملك، رئيس هيئة استخبارات الجيش السوداني، من سماهم المندسين والمتفلتين في محيط اعتصام قيادة الجيش السوداني، باستخدام الرصاص الحي ضد الجيش السوداني والمعتصمين.

وأضاف عبد الملك في مؤتمر صحافي فجر اليوم الثلاثاء، أن قوة المندسين أطلقت الرصاص من عدة جهات أثناء محاولة القوات الأمنية إزالة متاريس من على شارع النيل وضعها معتصمون، منوهاً إلى استفزاز واسع تعرضت له القوات المسلحة وقوات الدعم السريع طوال يوم أمس، مشيرا إلى إصابة 8 أفراد 4 منهم من الجيش و4 من قوات الدعم السريع في الحادث.

من جهته، أكد الفريق أول هاشم عبد المطلب رئيس هيئة أركان الجيش السوداني أن "القوات المسلحة لن ولم تطلق رصاصة واحدة تجاه المعتصمين السلميين لكنها لن تتردد في حسم الفوضى خارج محيط الاعتصام، وشن هجوما على قيام البعض بإغلاق الطرق والجسور".

ونفى اللواء عثمان محمد حامد، قائد العمليات بقوات الدعم السريع، إطلاق النار من جانب قواته على المعتصمين وأنها تقف لجانب الثورة وخيارات الشعب، لكنه ندد بوجود مندسين وسط المعتصمين.

وكان المجلس العسكري الإنتقالي، قد أعلن عن مقتل ضابط في الجيش السوداني خلال مواجهات جرت مساء الاثنين أمام مقر قيادة القوات المسلحة بالخرطوم.

وقال المتحدث باسم المجلس، شمس الدين كباشي، في بيان صحافي إنه وفي الوقت الذي تسير فيه خطوات التفاوض بين المجلس العسكري الإنتقالي وقوى إعلان الحرية والتغيير في مناخ إيجابي جيد ووصل فيه الطرفان لنتائج متقدمة على أمل الوصول لاتفاق نهائي بأعجل ما يكون، تربصت جهات، لم يسمها، بالثورة بعد أن أزعجتها النتائج التي تم التوصل إليها وتعمل علي إجهاض أي اتفاق يتم الوصول إليه وإدخال البلاد في نفق مظلم.

وأضاف كباشي أن مجموعات دخلت إلى منطقة الاعتصام وعدد من المواقع الأخرى وقامت بدعوات مبرمجة لتصعيد الأحداث من إطلاق للنيران والتفلتات الأمنية الأخرى في منطقة الاعتصام وخارجها والتحرش والاحتكاك مع المواطنين والقوات النظامية التي تقوم بواجب التأمين والحماية للمعتصمين.

وكشف أن الأحداث أدت لاستشهاد ضابط يتبع للقوات المسلحة إدارة الشرطة العسكرية، وإصابة ثلاثة أفراد آخرين إلى جانب عدد كبير من الجرحي والمصابين من المعتصمين.

وطالب كباشي الجميع بالانتباه لتلك المجموعات التي تحاول النيل من القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى (وتعمل على منعنا من الوصول لتحقيق أهداف الثورة) مؤكدا أن المجلس العسكري يعمل مع قوى إعلان الحرية والتغيير، لاحتواء الموقف بكل تفهم وتعاون، كما أكد أن الأوضاع في كافة أنحاء البلاد تحت السيطرة وسيتم اتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة "ما يحول دون وصول هؤلاء المتربصين بالثورة والثوار إلى مراميهم".

وحول هروب العباس البشير، شقيق الرئيس المعزول عمر البشير، والمشتبه في تورطه في قضايا فساد، أقر الكباشي بعدم صحة حديث أدلى به عن اعتقال العباس، مشيرا إلى أن المعلومة التي أدلى بها خلال مؤتمر صحافي ثبت عدم صحتها بعد أن تبين لهم في المجلس العسكري هروب العباس لدولة مجاورة، وأوضح أن الخرطوم اتصلت بالمسؤولين في تلك الدولة لتسليمه لكنه هرب إلى تركيا.

حزب الأمة يطالب بتحقيق فوري

وفي وقت لاحق، دعا حزب الأمة القومي المعارض، إلى تحقيق فوري تشترك فيه قوى إعلان الحرية والتغيير، لتحديد المسؤولين.

وشدد الحزب، في بيان له، على ضرورة تقديم المتورطين وكل من تعدى على الثوار بأي شكل كان، للمحاكمة، مشيرا إلى إصابة نحو90 شخصا ًبعضهم إصابتهم خطرة.

وذكر البيان أن الهجوم على المعتصمين "جاء بعد الهجوم في الأسبوع الماضي على المعتصمين في نيالا، ثم في مدني واعتداء الشرطة على المتظاهرين في الشوارع ومهاجمة اعتصام الهيئة المركزية للكهرباء".

وأشار إلى أن الاعتداءات الأخيرة جرت في مرحلة حرجة، حيث أعلنت كل من قوى الحرية والتغيير والمجلس العسكري عن إحراز تقدم في جولة التفاوض الحاسمة ظهر الأمس، وأعلنوا عن تواصل التفاوض حتى تختتم بالاتفاق التام وإعلان مؤسسات الحكم الانتقالية.

وأوضح حزب الأمة أن أحداث العنف الدامية "كانت تهدف لفض الاعتصام ومن ثم تجريد الشعب من كرته القوية، الذي يفرض عبرها إرادته، ولجر الثوار للتخلي عن السلمية التي هي كهف الثورة وسر نجاحها، مما يؤدي في نهاية الأمر لانفلاتات أمنية ونسف عملية الانتقال للسلطة المدنية، وتهيئة المناخ للانقلاب المضاد".

وأشار البيان إلى أن اتهام المجلس العسكري لقوى مجهولة من المندسين والمتسللين وقوي الثورة المضادة وتأكيده بعدم ضلوع قوات نظامية في الهجوم كل ذلك لا يعفي المجلس من مسؤوليته في حماية المعتصمين اللائذين بحرم القيادة العامة للجيش.

ودعا حزب الأمة إلى استمرار المفاوضات مع المجلس العسكري وحسمها بأسرع ما تيسر لتكوين أجهزة حكومة الثورة، "حتى لا نترك فراغاً تنفذ من خلاله قوى الردة وكتائب الظلام"، حسب ما جاء في البيان مطالبا المجلس العسكري بادراك خطورة الدولة العميقة، والبدء الفوري في "تفكيك مليشيات النظام البائد المسلحة وهيكلة الاجهزة الأمنية بما يجعلها في صف الثورة، واعتقال قادة الكتائب".

حزب البشير: لا علاقة لنا

إلى ذلك، رفض المؤتمر الوطني السوداني، حزب الرئيس المعزول عمر البشير، اليوم الثلاثاء، تحميله مسؤولية المواجهات.

وقال الحزب، في بيان له، إن "بعض الجهات استخدمت مسميات مختلفة لتحميله المسؤولية، مثل عبارات بقايا النظام أو كتائب الظل أو غيرها"، مشيرا إلى أن "ذلك قصد به صرف الأنظار عن الجهة الحقيقية المسؤولة عن تصاعد الأحداث". 

طالب المؤتمر الوطني المجلس العسكري الانتقالي بـ"إجراء التحقيقات اللازمة والقبض على الجناة الحقيقيين، وتقديمهم للعدالة، بعيدا عن أي تدليس للحقائق أو إطلاق الاتهامات الباطلة".

وبدأت المواجهات في الاعتصام أمام مقر قيادة الجيش السوداني بعد نحو ساعة من إعلان المجلس العسكري، وقوى إعلان الحرية والتغيير الاتفاق على هياكل ومهام أجهزة الحكم خلال الفترة الانتقالية، بعدما حاولت القوات إزالة متاريس عن شوارع أغلقها المعتصمون قريبة من محيط الاعتصام.

ودعت قوى إعلان الحرية والتغيير، في بيان لها، المواطنين لتفويت الفرص على قوى الثورة المضادة وبقايا النظام السابق، وجهاز أمنه ومليشياته وكتائب ظله، التي تحاول فضّ الاعتصام وإعادة عقارب الساعة إلى الوراء وإشاعة الانفلات، كما حثت المواطنين في كل أحياء العاصمة والمناطق المجاورة على الخروج للشوارع، وتسيير المواكب السلمية والتوجه إلى ساحة الاعتصام، فضلاً عن دعوة الثوار الموجودين بساحة الاعتصام بالبقاء فيها، وعدم الاستجابة لأي دعوات للخروج من محيط ساحة الاعتصام، والتمسك بالنهج السلمي والدفاع عن المتاريس.

وطالب البيان من سماهم الشرفاء من ضباط وضباط الصف والجنود في الجيش، بالاضطلاع بمهامهم في حماية الثوار، والتصدي لمحاولات العنف والاعتداءات السافرة التي تلجأ إليها قوى الثورة المضادّة ومليشيات النظام.

وطبقاً لمصادر تحدثت لـ"العربي الجديد"، فإن طرفي المجلس وقوى الحرية والتغيير توصّلا لتفاهمات كبيرة بشأن مهامّ صلاحيات مجلس السيادة المقترح، خلال الفترة الانتقالية وكذلك صلاحيات مجلس الوزراء والمجلس التشريعي.

واشنطن تطالب بتشكيل حكومة انتقالية بقيادة مدنية

من جانبها، حملت السفارة الأميركية في الخرطوم المجلس العسكري مسؤولية مقتل 6 أشخاص وجرح 100، خلال مواجهات ذكرت أنها نتجت عن محاولة المجلس إزالة متاريس من محيط الاعتصام.

وأضافت السفارة في بيان اليوم الثلاثاء نشرته على صفحتها في "فيسبوك" أن المجلس العسكري حاول فرض إرادته على المتظاهرين بمحاولته إزالة المتاريس، مشيرة إلى أن قرار القوات الأمنية أدى للتصعيد واستخدام القوة مباشرة، بما في ذلك الاستخدام غير الضروري للغاز المسيل للدموع، وأعمال عنف لم يستطع المجلس العسكري الانتقالي السيطرة عليها، حسب تقدير السفارة.

وطالب البيان المجلس العسكري الانتقالي وقوى إعلان الحرية والتغيير بعدم السماح للأحداث بمنعهما من البناء على التقدم الذي أحرز أمس الاثنين لإتمام المفاوضات بسرعة لتشكيل حكومة انتقالية بقيادة مدنية.

ذات صلة

الصورة

سياسة

اقتحم عناصر من قوات الدعم السريع عدداً من منازل المدنيين في ولاية الجزيرة بشرق السودان أواخر الشهر الماضي، ونفذوا انتهاكات كبيرة بحق السكان.
الصورة
أبو عاقلة كيكل (إكس)

سياسة

أعلن أبو عاقلة كيكل، قائد قوات الدعم السريع في ولاية الجزيرة، وسط السودان، انشقاقه عن القوات وتسليم نفسه للجيش السودانى، ليكون أعلى قائد يتخذ هذه الخطوة.
الصورة
مخيم نزوح في مدينة القضارف - شرق السودان - 14 يوليو 2024 (فرانس برس)

مجتمع

في تحذير جديد، أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بأنّ الجوع والنزوح وتفشي الأمراض، وسط حرب السودان المتواصلة، تشكّل "مزيجاً قاتلاً".
الصورة
سودانيات نزحن إلى القضارف بسبب ويلات الحرب، 6 يوليو/ تموز 2024 (فرانس برس)

مجتمع

حذّرت "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية في تقرير أصدرته اليوم الإثنين، من أنّ طرفي الحرب في السودان، وخصوصاً قوات الدعم السريع، ارتكبا "أعمال عنف جنسي واسعة النطاق".